الاثنين، 22 سبتمبر 2014

[ ماذا يريدون من البلاد اليمنية !؟ ] للأخ الفاضل عبد الله بن زيد الخالدي وفقه الله لطاعته



بسم الله الرحمن الرحيم


[ ماذا يريدون من البلاد اليمنية !؟ ]

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى ، أما بعد :

فقد خص النبي - صلى الله عليه وسلم - بلاد اليمن وأهلها بأدعية وأحاديث صحيحة ، يحاول منحرفو العقائد الخارجية الفاسدة ، والمناهج الحركية الكاسدة : أن يُكَيِّفوا تلك النصوص الشرعية حسب أهوائهم الشخصية ، ومعتقداتهم الشيطانية ، سعيًا في تخريب فطرة وعقائد شباب البلاد اليمنية ، ومحاولة منهم في نشر المعتقدات القرمطية ، والمناهج القطبية بعدما كُشِفَتْ مخططاتهم الدنيئة عند عوام المسلمين ، في تلك الأقطار التي شوهوا فيها صورة الإسلام وأهل السُّنة .

بينما يحاول الرافضة : أن يزعزعوا أمن واستقرار شبه الجزيرة العربية من خلال محاولتهم تصدير الثورة الخمينية الصفوية ، وتشييع البُلَداء بالمال والنساء ، وبث الفرقة والإختلاف المذهبي ، وتأجيج التحزبات والإنتماء الجاهلي ، وتشكيل المليشيات المسلحة التي تزرع القتل والدمار ؛ بحجة تصفية بلاد المسلمين من خطر قوى الإستعمار .

وكما هو معلوم : فإن بلاد اليمن هي الركن الأساسي لجزيرة العرب من حيث الموقع الإستراتيجي الجغرافي ، والإنتاج الزراعي والحيواني ، والكثافة السكانية والطبيعة الحصينة ، ويسعي هؤلاء الشراذم العبث بوتيرة الخلافات المذهبية والإنتمائات الطائفية والمشكلات الإجتماعية ، فبدؤا في تجنيد الشباب ) في تنظيمات مسلحة خارجية ، ومليشيات رافضية سبئية تشترك في هدف مزعوم ألا وهو تحرير مقدساتهم ، وكعبة ربهم ، ومسجد نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ، ومحاربة خصمهم ، ولِيَصْفوا لأهل الإسلام - كما زعموا - الإحتفاظ بحريتهم وكرامتهم وببيت مالهم ، ويعنون بذلك : الخيرات والثروات الباطنية ، وأن هذه الخيرات رزق لأهل الإسلام عمومًا ، وهو رزق المؤمنين من أهل الجزيرة العربية خصوصًا لولا تلك الدويلات والحدود الإستعمارية التي يصورونها للمستضعفين من بُلَداء المسلمين . ولذا تجدهم يزرعون في شباب تلك البلاد الطيبة : أنهم الحصن الحصين الباقي في وجه قوى التكبر والإستعمار ، ويصورون لهم : أن الأمر يزداد تأكيدًا وخصوصيةً في عنق شباب اليمن لأنهم أهل البلد والسكان الأصليين الذين نزل بهم البلاء والمحن والفقر ، وأنهم هم حماة الحرم والجزيرة ، وأن على أهل الإسلام عونهم إن عجزوا ، وأن يسدوا الثغرة عنهم إن انخذلوا أو تكاسلوا ، وقد لعب هؤلاء الأشرار الفجار على أوتار عديدة نذكر منها :

- أولاً : أن أهل اليمن وسكانها هم الغالبية العظمى من حيث العدد السكاني في جزيرة العرب ، وأنها هي الأنسب لإقامة دولتهم الخمينية أو القطبية ، وذلك من حيث الكفاية الغذائية ، لما تحويه من نسبة عالية من الأراضي الخصبة المنتجة والممطرة والحاوية على المياه الجوفية ، ولطبيعتها الجبلية الحصينة التي تجعل منها القلعة المنيعة لدولة الإسلام - زعموا - ، فهي المعقل الإستراتيجي الحصين الذي يمكن أن يأوي إليه مجاهدو الجزيرة العربية - زعموا - ، وأن هذا ثابت في تاريخ اليمن العسكري من حيث الغزوات التاريخية التي تحطمت على صخور جبالها وسواحلها منذ القدم ؛ كغزوات البرتغال والإنجليز والعثمانيين والمصريين .

فهي إذًا تشكل القلعة المتميزة الحصينة عن باقي أراضي الجزيرة الصحراوية ، والتي لا تتوفر فيها إمكانيات استراتيجية للقتال والمقاومة البرية .

- ثانيًا : أن أهل اليمن أهل شوكة وبأس وأهلية للقتال ، فإضافة إلى صلاحية الأرض ، فإن التركيبة القبلية المتماسكة ، والبأس والشجاعة وحب القتال في رجال اليمن واقع تاريخي مشهود منذ القدم ، بينما يصورون أن غالب أهل الجزيرة العربية وغيرهم من المسلمين مترفون غلب عليهم الإسترخاء والترف وبطر المعيشة وعدم الأهلية للقتال ، وأن مظاهر القبيلة انحسرت عنهم خلف الأنظمة والقوانين والمحاكم الشرعية والمدنية .

- ثالثًا : أن بلاد اليمن تحتوي على نسبة كبيرة من انتشار السلاح والذخيرة بكافة أشكاله ، وأن للتقاليد القبلية فخر بهذا المخزون ، إضافة إلى سهولة الحصول على السلاح وازدهار تجارته مع السواحل المقابلة للقرن الأفريقي وشرق ووسط أفريقيا الذي يتكدس فيه مخلفات الأسلحة والذخيرة نتيجة الثورات والحروب المتلاحقة في تلك القارة المضطربة .

- رابعًا : أن بلاد اليمن أرض متسعة ذات حدود مفتوحة تتيح حرية الحركة والمناورة العسكرية والهروب ، فالجبال والصحاري الشمالية توفر الطرق إلى كافة بقاع الجزيرة العربية ، وهي حدود تزيد على أربعة آلاف كيلو متر ، وأما السواحل البحرية المطلة على البحر الأحمر وخليج عُمان وبحر العرب سواحل تزيد في طولها على ثلاثة آلاف كم ، تتحكم بواحد من أهم البوابات البحرية وهو مضيق باب المندب الذي تمر فيه ما بين الشرق والغرب - عبره وعبر قناة السويس - معظم التجارة العالمية الهامة ، فهذه الحدود المفتوحة التي لا يمكن السيطرة عليها توفر هامش مناورة عسكرية إستراتيجية غاية في الأهمية لديهم .

- خامسًا : أن أهل اليمن فيهم طبيعة الهدوء والسكينة والحكمة ، وتقبل الآخرين وشدة غيرتهم على الإسلام وأهله ، وقد استعلوا هذا ( الأمر ) في نشر المعتقدات العقائدية العاطفية ، التي بثت الفرقة والشحناء والبغضاء المذهبي العقائدي ، وهم بهذا يسعون في إيقاد نيران الفرقة بين أبناء اليمن بعد أن طُمرت فتنهم السابقة .سادسًا : الفقر العام لدى عموم أهل اليمن والشعور بالظلم والغبن ، والذي يعتبرونه محركًا أساسيًا دفينًا ، وعاملاً استراتيجيًا مهمًا في تجنيد الشباب للجهاد والثورة - زعموا - لإسترداد حقوقهم ، أو شراء بعض بُلَداء اليمن لنشر الأفكار السبئية بواسطة الطرق الشيطانية ، وأهمها : بناء المعاهد الرافضية وشراء الذمم بالمال والمتعة .

إن هذه العوامل بالغة الأهمية والخطورة يجب على أبناء اليمن السعيد أن يلتفتوا لها ، وأن يحرصوا على قطع دابر من يروج لها من خلال السفارات والمعاهد الباطنية ، ومن خلال المواقع والمنتديات الحركية ، وأن يتحرك علماء وأبناء اليمن من أهل السنة والأثر في فضح هذه المخططات التي تحولت حاليًا لثورات عسكرية ونشاطات إعلامية أفصحت عن ما تريده من نشر التشيع ، ومحاربة الدعوة السلفية الوهابية ، وقد وقف معهم متعصبوا الطوائف المذهبية ومروجو الإنتماءات الحزبية حقدًا منهم وحسدًا على نعمة الإستقرار والوحدة اليمنية ، وسعي منهم في النيل من انتشار العقيدة السلفية .

فالله أسأل أن يعصم دماء أهل السنة والجماعة في بلاد اليمن ، وأن يوحد كلمة شيوخهم ومراكزهم ومعاهدهم ، وأن يقطع دابر فتنة الحوثية السبئية ، وشراذم القاعدة المجرمة ، وأن يفرق جمعهم ، وأن يشتت شملهم ، وأن يجعل بأسهم بينهم ، وأن يرينا فيهم ما يسرنا عاجلاً غير آجل ، إنه على كل شيء قدير .

كما أسأله أن يُصلح ولاة أمور المسلمين ، وأن يكفينا مخططات المشركين ، وأعداء السنة والدين ؛ من اليهود والنصارى والوثنيين والملحدين والمنافقين .

وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد ، وعلى آله وصحبه ؛ ومن تمسك بسنته وهديه إلى يوم دين .

كتبه الأخ الفاضل 
أبي بركة عبد الله بن زيد الخالدي
وفقه الله لطاعته 

ملاحظة : هذا المقال كتبه صاحبه منذ خمس سنين تقريباً فأسأل الله أن 
يوفق كاتبه لما يحب ويرضى .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.