[ ماذا يريدون من البلاد اليمنية !؟ ]
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى ، أما بعد :
فقد
خص النبي - صلى الله عليه وسلم - بلاد اليمن وأهلها بأدعية وأحاديث صحيحة ،
يحاول منحرفو العقائد الخارجية الفاسدة ، والمناهج الحركية الكاسدة : أن
يُكَيِّفوا تلك النصوص الشرعية حسب أهوائهم الشخصية ، ومعتقداتهم الشيطانية
، سعيًا في تخريب فطرة وعقائد شباب البلاد اليمنية ، ومحاولة منهم في نشر
المعتقدات القرمطية ، والمناهج القطبية بعدما كُشِفَتْ مخططاتهم الدنيئة
عند عوام المسلمين ، في تلك الأقطار التي شوهوا فيها صورة الإسلام وأهل
السُّنة .
بينما يحاول الرافضة : أن يزعزعوا أمن
واستقرار شبه الجزيرة العربية من خلال محاولتهم تصدير الثورة الخمينية
الصفوية ، وتشييع البُلَداء بالمال والنساء ، وبث الفرقة والإختلاف المذهبي
، وتأجيج التحزبات والإنتماء الجاهلي ، وتشكيل المليشيات المسلحة التي
تزرع القتل والدمار ؛ بحجة تصفية بلاد المسلمين من خطر قوى الإستعمار .
وكما
هو معلوم : فإن بلاد اليمن هي الركن الأساسي لجزيرة العرب من حيث الموقع
الإستراتيجي الجغرافي ، والإنتاج الزراعي والحيواني ، والكثافة السكانية
والطبيعة الحصينة ، ويسعي هؤلاء الشراذم العبث بوتيرة الخلافات المذهبية
والإنتمائات الطائفية والمشكلات الإجتماعية ، فبدؤا في تجنيد الشباب ) في
تنظيمات مسلحة خارجية ، ومليشيات رافضية سبئية تشترك في هدف مزعوم ألا وهو
تحرير مقدساتهم ، وكعبة ربهم ، ومسجد نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ،
ومحاربة خصمهم ، ولِيَصْفوا لأهل الإسلام - كما زعموا - الإحتفاظ بحريتهم
وكرامتهم وببيت مالهم ، ويعنون بذلك : الخيرات والثروات الباطنية ، وأن هذه
الخيرات رزق لأهل الإسلام عمومًا ، وهو رزق المؤمنين من أهل الجزيرة
العربية خصوصًا لولا تلك الدويلات والحدود الإستعمارية التي يصورونها
للمستضعفين من بُلَداء المسلمين . ولذا تجدهم يزرعون في شباب تلك البلاد
الطيبة : أنهم الحصن الحصين الباقي في وجه قوى التكبر والإستعمار ، ويصورون
لهم : أن الأمر يزداد تأكيدًا وخصوصيةً في عنق شباب اليمن لأنهم أهل البلد
والسكان الأصليين الذين نزل بهم البلاء والمحن والفقر ، وأنهم هم حماة
الحرم والجزيرة ، وأن على أهل الإسلام عونهم إن عجزوا ، وأن يسدوا الثغرة
عنهم إن انخذلوا أو تكاسلوا ، وقد لعب هؤلاء الأشرار الفجار على أوتار
عديدة نذكر منها :
- أولاً : أن أهل اليمن
وسكانها هم الغالبية العظمى من حيث العدد السكاني في جزيرة العرب ، وأنها
هي الأنسب لإقامة دولتهم الخمينية أو القطبية ، وذلك من حيث الكفاية
الغذائية ، لما تحويه من نسبة عالية من الأراضي الخصبة المنتجة والممطرة
والحاوية على المياه الجوفية ، ولطبيعتها الجبلية الحصينة التي تجعل منها
القلعة المنيعة لدولة الإسلام - زعموا - ، فهي المعقل الإستراتيجي الحصين
الذي يمكن أن يأوي إليه مجاهدو الجزيرة العربية - زعموا - ، وأن هذا ثابت
في تاريخ اليمن العسكري من حيث الغزوات التاريخية التي تحطمت على صخور
جبالها وسواحلها منذ القدم ؛ كغزوات البرتغال والإنجليز والعثمانيين
والمصريين .
فهي إذًا تشكل القلعة المتميزة
الحصينة عن باقي أراضي الجزيرة الصحراوية ، والتي لا تتوفر فيها إمكانيات
استراتيجية للقتال والمقاومة البرية .
- ثانيًا :
أن أهل اليمن أهل شوكة وبأس وأهلية للقتال ، فإضافة إلى صلاحية الأرض ،
فإن التركيبة القبلية المتماسكة ، والبأس والشجاعة وحب القتال في رجال
اليمن واقع تاريخي مشهود منذ القدم ، بينما يصورون أن غالب أهل الجزيرة
العربية وغيرهم من المسلمين مترفون غلب عليهم الإسترخاء والترف وبطر
المعيشة وعدم الأهلية للقتال ، وأن مظاهر القبيلة انحسرت عنهم خلف الأنظمة
والقوانين والمحاكم الشرعية والمدنية .
- ثالثًا :
أن بلاد اليمن تحتوي على نسبة كبيرة من انتشار السلاح والذخيرة بكافة
أشكاله ، وأن للتقاليد القبلية فخر بهذا المخزون ، إضافة إلى سهولة الحصول
على السلاح وازدهار تجارته مع السواحل المقابلة للقرن الأفريقي وشرق ووسط
أفريقيا الذي يتكدس فيه مخلفات الأسلحة والذخيرة نتيجة الثورات والحروب
المتلاحقة في تلك القارة المضطربة .
- رابعًا :
أن بلاد اليمن أرض متسعة ذات حدود مفتوحة تتيح حرية الحركة والمناورة
العسكرية والهروب ، فالجبال والصحاري الشمالية توفر الطرق إلى كافة بقاع
الجزيرة العربية ، وهي حدود تزيد على أربعة آلاف كيلو متر ، وأما السواحل
البحرية المطلة على البحر الأحمر وخليج عُمان وبحر العرب سواحل تزيد في
طولها على ثلاثة آلاف كم ، تتحكم بواحد من أهم البوابات البحرية وهو مضيق
باب المندب الذي تمر فيه ما بين الشرق والغرب - عبره وعبر قناة السويس -
معظم التجارة العالمية الهامة ، فهذه الحدود المفتوحة التي لا يمكن السيطرة
عليها توفر هامش مناورة عسكرية إستراتيجية غاية في الأهمية لديهم .
-
خامسًا : أن أهل اليمن فيهم طبيعة الهدوء والسكينة والحكمة ، وتقبل
الآخرين وشدة غيرتهم على الإسلام وأهله ، وقد استعلوا هذا ( الأمر ) في نشر
المعتقدات العقائدية العاطفية ، التي بثت الفرقة والشحناء والبغضاء
المذهبي العقائدي ، وهم بهذا يسعون في إيقاد نيران الفرقة بين أبناء اليمن
بعد أن طُمرت فتنهم السابقة .سادسًا : الفقر العام لدى عموم أهل اليمن
والشعور بالظلم والغبن ، والذي يعتبرونه محركًا أساسيًا دفينًا ، وعاملاً
استراتيجيًا مهمًا في تجنيد الشباب للجهاد والثورة - زعموا - لإسترداد
حقوقهم ، أو شراء بعض بُلَداء اليمن لنشر الأفكار السبئية بواسطة الطرق
الشيطانية ، وأهمها : بناء المعاهد الرافضية وشراء الذمم بالمال والمتعة .
إن
هذه العوامل بالغة الأهمية والخطورة يجب على أبناء اليمن السعيد أن
يلتفتوا لها ، وأن يحرصوا على قطع دابر من يروج لها من خلال السفارات
والمعاهد الباطنية ، ومن خلال المواقع والمنتديات الحركية ، وأن يتحرك
علماء وأبناء اليمن من أهل السنة والأثر في فضح هذه المخططات التي تحولت
حاليًا لثورات عسكرية ونشاطات إعلامية أفصحت عن ما تريده من نشر التشيع ،
ومحاربة الدعوة السلفية الوهابية ، وقد وقف معهم متعصبوا الطوائف المذهبية
ومروجو الإنتماءات الحزبية حقدًا منهم وحسدًا على نعمة الإستقرار والوحدة
اليمنية ، وسعي منهم في النيل من انتشار العقيدة السلفية .
فالله
أسأل أن يعصم دماء أهل السنة والجماعة في بلاد اليمن ، وأن يوحد كلمة
شيوخهم ومراكزهم ومعاهدهم ، وأن يقطع دابر فتنة الحوثية السبئية ، وشراذم
القاعدة المجرمة ، وأن يفرق جمعهم ، وأن يشتت شملهم ، وأن يجعل بأسهم بينهم
، وأن يرينا فيهم ما يسرنا عاجلاً غير آجل ، إنه على كل شيء قدير .
كما
أسأله أن يُصلح ولاة أمور المسلمين ، وأن يكفينا مخططات المشركين ، وأعداء
السنة والدين ؛ من اليهود والنصارى والوثنيين والملحدين والمنافقين .
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد ، وعلى آله وصحبه ؛ ومن تمسك بسنته وهديه إلى يوم دين .
كتبه الأخ الفاضل
أبي بركة عبد الله بن زيد الخالدي
وفقه الله لطاعته
ملاحظة : هذا المقال كتبه صاحبه منذ خمس سنين تقريباً فأسأل الله أن
يوفق كاتبه لما يحب ويرضى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق