الجمعة، 6 سبتمبر 2013

من المختارات لكم (52) الرد على سليمان العلوان


بسم الله الرحمن الرحيم



من المختارات لكم (52) الرد على سليمان العلوان

 



من المختارات لكم (52)

قول العلوان فيمن سماهم بالجامية قول جاهل سفيه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد سمعت تسجيلاً صوتياً لسليمان العلوان طارَ به من رقَّ دينُه وقلَّت أمانتُه وغابَ ورعُه في نقده للسلفية تحت تسميته لهم بالجامية!

والكلام عن هذه النسبة قد سبق الكلام عنه من قديم في كتابي (الرد على من طعن في السلفية وسماها الجامية) وهي تسمية اختلقها أهل البدع يريدون بها مذمة أهلها السنة، وما علم هؤلاء النوكى أن ذمهم لما سموه واختلقوه من عند أنفسهم نصرٌ للسنة، حيث صرف الله تعالى الذم عن أهل السنة، والسلفية، وأهل الحديث، وأهل الأثر -وكلها أسماء شرعية مباركة- فصرف الله الذم عنها إلى: الجامية! فلم يشتموا السنة وإنما شتموا الجامية، وهذا نصـرٌ من الله وتأييد.

والأسوة لنا في النبي صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري في "صحيحه" قال: حدثنا علي بن عبدالله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد).

كيف والجامية عند أهل التحقيق والنظر: فرقة صوفية بدعية معروفة عند أهل التصوف، تنسب إلى الشيخ أبي النصر أحمد بن أبي الحسين النامقي المتوفى سنة (563هـ) مؤلف "أنيس التائبين وسراج السائرين" و"بحار الحقيقة" وغيرها .

وسلسلة الطريقة الجامية ذكرها شيخ مشايخنا عبدالحي الكتاني في "فهرسته" (ص: 955) حيث يرويها الزبيدي الصوفي، قال الكتاني:  (إنه يروي الطريقة الجامية من طريق قطب الدين النهراولي عن أبيه عن أبي الفتوح الطاوسي قال: (لبستها أي خرقتها من يد المعمر بابا يوسف الهروي وهو من يد صاحب الطريقة يعني شيخ الإسلام!! قطب الدين أحمد النامقي الجامي... ).

فاختلاق هذه التسمية ليست إلا طاغوتاً من طواغيت العصر يريدون بها صرف الناس عن الحق إلى الباطل، وتشويه الحق، وشنأة أهله، والحق من العلي عز وجل يعلو ولا يعلى عليه.

فالكلام عن فساد هذه التسمية: توفيقاً وتطبيقاً، ظاهرٌ لمن تأمل، وليس المراد منه إلا ذم السنة بأحد أمرين:

[1] بحقٍ هم عليه ثابتٍ يقيناً، يقولون به ويصرحون، وهذا كثير كموقفهم في التعامل مع أهل البدع وحقوق ولاة الأمر، وكل ما يقولون به يقول به أهل السنة قاطبة، والعلماء المعاصرون الأكابر كشيخنا ابن باز وابن العثيمين والألباني رحمهم الله تعالى، فلماذا لا يسمى هؤلاء جامية؟!

[2] الكذب والافتراء! والتهم الباطلة، ونسج الأكاذيب والعمومات الخيالية، وإلصاقها بمن يسمون! فإن طولبوا بالبينة راغوا روغان الثعالب!

وإني في هذا المقام أقف بالقارئ الكريم مع كلام العلوان المسجل على هذا الرابط: (http://www.youtube.com/watch?v=hiWBtcITaHQ) عدة وقفات مختصرة عاجلة لأبين للناصح لنفسه، المراقب لربه: مبلغ جهل الرجل وانحرافه وبغيه، فانتظم هذا في عدة وقفات:

الوقفة الأولى: ذكر قصة مروان بن الحكم وصعوده للمنبر، لما أراد أن يقدم الخطبة على صلاة العيد، قال العلوان: (فأراد أن يقدم الخطبة حتى يضطر الناس إلى سماع كلامه، ولم يكن عادلاً حتى يُستمع قوله!).

وهذا كلام الخوارج بلا شك ولا ريب! فجور الحاكم لا يدفع سماع كلّ كلامه ولا يبطل طاعته في المعروف، بل عقيدة أهل السنة قاطبة، والتي نصوا عليها في كتب العقائد المطول منها والمختصر: أن الإمام عدلاً كان أو جائراً يسمع له ويطاع في (المعروف) ولم يجعل أحدٌ من أهل السنة (مخالفته للعدل) سبباً للامتناع عن سماع كلِّ قوله كما يقوله العلوان هنا!

الوقفة الثانية: قال العلوان: (فحين صعد المنبر جذبه رجلٌ من الصحابة مع ثوبه؛ فيه إنكار المنكر، وفيه التغيير باليد وإن كان على الوالي أمام غيره على هذا الأمير، لأنه عصى الله وعصى الرسول صلى الله عليه وسلم في فعله، وهذا باب يراعى فيه المصالح وتدرأ فيه المفاسد).

فيقال: نعم؛ هذا الحديث بقصته أصل في إنكار المنكر على الحاكم والمحكوم، ولكن هنا أمران مهمان يقصر من دونهما دين العلوان وفهمه:

أحدهما: أن إنكار المنكر على الوالي كان بمحضره لا في غيبته كما هو مقرر عند كثيرٍ من الحركيين المخالفين اليوم، وهذا أصل شرعي دلّت عليه النصوص الشرعية في حالين اثنين:

الأول: بمحضره ولو حضر غيره، ومن تكلم بالحق وأمر به وظلمه السلطان أو قتله نال الأجر الكبير عند الله تعالى كما في حديث: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).

والثاني: بمحضره في السرِّ، وهذا أولى وأدعى لقبول النصيحة، وفيه حديث عياض بن غنم الذي رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذه بيده ولينصحه، فإن ائتمر أو فقد أدى الحق الذي عليه).

وكل هذا بينته في كتابي "وصيتي للإخوان بمنهج أهل السنة في نصيحة السلطان".

الأمر الثاني: التغيير باليد على السلطان في القصة المشار إليها مخصوص بمن كان على مثل حال ذاك السلطان وذاك المنكر وذاك الزمان في إجلال الحكام للعلماء، وعلو مرتبة العالم، والثقة به، ومعرفة قصده النقي الصافي في النصح.

أما في وقت الفتن، وممن عُلم أنّ قصده إنما هو إهانة السلطان وإذلاله وتصيد أخطائه وتتبع زلاته، وتوغير القلوب ضده، فهو منه غير مقبول، بل هو داخل في إنكار المنكر بما يسبب ما هو أنكر منه وهو حرام باتفاق.

وعلى كل تقدير: ففي القصة ردٌ على العلوان ومن نحا منحاه، فالصحابي الذي أنكر على مروان هذه المعصية والمخالفة لم ينزع يداً من طاعة، ولم يصنع كخوارج عرصنا حينما ركضوا بخليهم ورجلهم عند كلّ زلة يقع فيها السلطان، ويؤلبون الناس عليه، وينادون بالمظاهرات والخروج، بل ثبت أن بني أمية ساروا على هذه الطريقة! وهذه البدعة المخالفة للسنة! وقدموا الخطبة على صلاة العيد مدة حكمهم! بعد مروان، ولم يُنقل أن أحداً من الصحابة وأئمة التابعين دعا للخروج عليهم كما يصنعه أدعياء العلم والغيرة اليوم من الحركيين!

الوقفة الثالثة: قال العلوان: (والآن يصبح من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: عاصياً لولاة الأمور، أو غير ذلك مما فيه تنفير الناس عنه..).

يقال: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ركنٌ عظيم) من أركان الإسلام، وأصل ثابت من أصول الشريعة، ولا ينكره إلا كافرٌ ملحدٌ في دين الله وآياته، ولكنّ مجرد النداء به كشعارٍ ورمزٍ لا يكفي في تزكية العبد، فلابد أن يكون على سبيلٍ وسنة، فهو عبادة، والعبادات توقيفية على شرع الله، وإلا فهو كشعارٍ ورمزٍ أصلٌ في اعتقاد: الخوارج والمعتزلة، وعليه قيام دينهم، ولا يريدون به ما يريده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون به الخروج على ولاة الأمر، فمجرد كلام العلوان عن أهمية هذا الأصل لا ينقله من البدعة إلى السنة، ولا من الباطل إلى الحق حتى يعرف على أي وجهٍ يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!

فإن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الشريعة الربانية، والطريقة النبوية، والهدي السلفي الصحيح فحيّ به وهلا، وهو دين الله تعالى بضوابطه الشرعية المقررة عند أهل العلم والسنة.

أما بالطريقة الخارجية، والدعوة للخروج، وتأليب الناس على السلطان، والدعوة إلى نزع اليد من الطاعة فلا والله ما هذا من دين الله ولا من دين رسوله صلى الله عليه وسلم ولا دين السلف الصالح.

وولاة الأمور في بلادنا حفظها وحفظهم الله: أنشأوا قطاعاً حكومياً مستقلاً يُعنى بهذا الأمر سموه (الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بل وفي كلّ قطاعٍ حكومي أفردوا قسماً للشؤون الدينية! فمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لم يخالفهم، بل جعل التغيير باليد لأهل الحسبة، وفتح الباب للإنكار عن طريق الكتابة والحضور لمن تيسر من ولاة الأمر أو النواب عنهم والوزراء.

فمن الذي قال بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريقة الشرعية عصيانٌ لولاة الأمر؟

قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

نعم؛ هو عصيان لولي الأمر إن كان على طرائق الخوارج والمعتزلة، وسنن أهل البدع والغواية، فهو عصيان لهم، ومخالفة لأمرهم، بل هو عصيان لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ومخالف لسنن السلف الصالح وعقائدهم.

وقد ذكر العلوان جمعاً من العلماء كالإمام أحمد والنووي والعز بن عبدالسلام وغيرهم، وأنهم تميزوا بمواقفهم من الولاة! ولم ينقل عن أحدٍ منهم نزع يداً من طاعة، ولا حث على الخروج، ولا ألّب الناس على السلطان، ولا صنع عشر ما يصنع الكثير من الحركيين الحزبيين اليوم، ففرق بين الفريقين، وبون بين الطريقين.

هذا الإمام أحمد! رحمه الله تعالى إمام أهل السنة، وحامل لوائها، والثابت في المحنة، ما لقي رجلٍ من سلطانه ما لقي عليه رحمة الله، وامتحن أشد الامتحان! ومع ذلك رفض الخروج على السلطان! كما نقل ابن ابي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/ 144) فقهاء بغداد اجتمعوا إلى أبي عَبْد اللَّهِ فِي ولاية الواثق وشاوروه فِي ترك الرضا بإمرته وسلطانه فقال: لهم عليكم بالنكرة فِي قلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين وذكر الحديث عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إن ضربك فاصبر) أمر بالصبر.

وقال في "السنة" كما في "طبقات الحنابلة" (1/ 244) : (والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ممن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن خرج عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة ومن دفعها إليهم أجزأت عنه برًا كان أو فاجرًا وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولي جائزة تامة ركعتان من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة ليس له من فضل جمعته شيء إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم فالسنة أن يصلي معهم ركعتين ويدين بأنها تامة لا يكن فِي صدرك من ذلك شك ومن خرج عَلَى إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا والغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عَنْ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية ولا يحل قتل السلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس فمن فعل ذلك فهو مبتدع عَلَى غير السنة والطريق..).

فهل الإمام أحمد من (غلاة الطاعة) وهل ثار طلابه وأحبابه على السلطان بالشعارات الزائفة المضللة (فكوا العاني) ونحوه، وهو المحق الصادق، كيف وهم اليوم ينادون بذلك مع حكام أعدل وأفضل وأنصر لدين الله من أولئك، ويطالبون بنصرة من هم أضل وأبعد سبيلاً عن الحق، والله المستعان!

الوقفة الرابعة: (وأما كون الإنسان يدعي السلفية، ويقول: أنا سلفي، يزكي نفسه وليس من السلفية في شيء، قد يكون من الجهمية على اصطلاح مسمى السلف رحمهم الله تعالى، فإن حقيقة الاتباع للسلف: أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يبرأ من أعداء الله وأن لا يركن إليهم، لأن الله تعالى يقول: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) فالذي يدعي السلفية يعمل بالقرآن، وإلا فهو كذاب في دعواه، مع أن السلفية هذه ليست لها أصل!! ... تعرف بمن يسمون بالجامية، وهم في الحقيقة في باب الإيمان جهمية! وهم الذين كان السلف يبدعونهم ويضللونهم ويحذرون منهم ومن شرهم، لكن اتباع السلف هذا واجب بالإجماع لا يختلف فيه العلماء...).

فيقال: الانتساب إلى السلف والسلفية زين غير شين، وشرف لا عيب فيه ولا تثريب، ولا يأنف من الانتساب إلى السلف والسلفية، والأثر والأثرية، وأهل السنة والجماعة والحديث، إلا أهل البدع والأهواء لأنهم شاهدون على أنفسهم بالضلالة والغي كالكفار الذين شهدوا على أنفسهم بالكفر، فلم ولن ينتسبوا إلى الإسلام، فكذلك أهل البدع يأنفون أن ينتسبوا إلى السلف! لأنهم قد شهدوا على أنفسهم بالبدعة! فلن تجد إخوانياً أو تبليغياً أو ثورياً حزبياً اليوم يقول: أنا سلفي!

نعم؛ حقيقة اتباع السلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطريقة الشريعة كما تقدم لا بطريقة الخوارج وضلالهم!

ومعاذ الله أن يركن صاحب توحيد وسنة إلى أعداء الله!

الذي يركن إلى أعداء الله هم أهل البدع والضلال.

أتريد أمثلة عنهم يا سليمان؟

هذا هو القرضاوي: تجاوز حد الركون إلى تصحيح ما عليه أعداء الله!

[1] فترحم على الفاتيكان وعزى الناس في وفاته (http://www.youtube.com/watch?v=kiyMAFM1Xls)

[2] وعظّم دولة الخميني وثائرها أبلغ تعظيم، وهو من أكفر خلق الله: (http://www.youtube.com/watch?v=AVE3vbFFCkI).

[3] وجاء بخيله ورجله إلى أفغانستان منافحاً عن أصنام بوذا!

فأين أنت عنه يا سليمان؟

بل أين أنت عن حسن البنا!

[1] الذي يقول: ( فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القران حض على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية) ، من كتاب " الإخوان المسلمون : أحداث صنعت التاريخ " ( 1/ 409 ) .

[2] ويقول أيضاً : ( إن الإسلام الحنيف لا يخاصم ديناً ولا يهضم عقيدة ، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة ) ، من كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية " ( صحيفة : 163 ).

بل أينك وأين حزبك عن كفريات وضلالات الكثير والكثير من رموزكم ولم تنطقوا بكلمة ضدهم تعاونا على الإثم والعدوان والصد عن سبيل الله!

والله يا (مولود الحزبية) ويا (صنعة الأيادي الإخوانية) لن ولن تستطيع أن تتكلم بكلمة واحدة في حزب الإخوان المسلمين ولا رموزهم ولا قرضاويهم ولا عودتهم ولا مرسيّهم ولا حازمهم وكفرياتهم، لأنك (شهرت بهم!) ولولاهم لما تجاوز ذكرك حيطان بيتك!

وللرجال نزال، وللتحديات أحادي! والأيام أمامك فطبق ما تعرف إن كنت تعرف ولا تهرف: أحكام الكفر والردة على مقالات هؤلاء، وعلى حزبٍ يقدم المدنية على الشريعة، ويضم اليهودي والنصراني والرافضي والجهمي، وعلى هيئة علماءٍ!! تزعم أنها إسلامية: يقودها عقلاني زنديق، وينوبه رافضي مارق، وتضم كلّ مبتدع ضلّيلٍ ولم تضمك!

والله ينعقد لسانك دون أن تنطق بكلمة فيهم لأنك برزت (بإعلامِهم) و(أقلامِهم) و(صنعة تفخيم أفلامِهم) يخدعون بك العامة، ويغررون بك البسطاء!

الوقفة الخامسة: قال العلوان: (لكن هؤلاء ليسوا من السلف في شيء، لأن هؤلاء يحملون الغلظة والشدة على العلماء، والرحمة على أعداء الدين! وهم يشتغلون الآن في تبرير الجرائم الموجودة في المجتمع وتبرير الكفر والردة! ونواقض الإسلام، هذا هذا ديدينهم! ..).

فيقال: هذه شنشنة سئمنا منها من أخزم! ومن يسميهم الجامية، ويتهمهم بهذه التهمة الغوية هم أكثر الناس إجلالاً للعلماء! والتفافاً حولهم، وصدوراً عن أقوالهم، وإحالة للناس عليهم، بما لا يحتاج نقل دلائله هنا!

والذي يطعن في العلماء هم من رفعك! وهم يصفونهم بـ(هيئة كبار العملاء) و(علماء السلطان) و(علماء الحيض والنفاس) و(أنهم لا يعدون مرجعية علمية) و(غلاة الطاعة) ونحو ذلك من الأكاذيب والفرى.

دعنا من (جاميتك) المزعومة! هل يكفيك من العلماء شيخنا شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى الذي أجمعت الأمة على إمامته وجلالته ولا يكاد يطعن فيه من يصح له إسلام؟

كنّ مثله، والتزم بطريقته، إن كان ولا بد من ربط الأمر بالرجال في البحث والجدال، وإلا فكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هما الحكم بيننا بشرط: فهم السلف الصالح وطريقتهم!

الوقفة السادسة والأخيرة: ذكر العلوان أن من يصفهم بالجامية يخرجون العمل من الإيمان! وكما سبق! أنه على فرض أن ثمّة حزب! يحمل هذا الاسم فإن بينه وبين إثبات هذه الدعوى خرق القتاد كما يقال!

فها أنا ممن أُلصقت بي هذه التهمة، ونسبت إليها بغياً وظلماً وافتراء منذ قرابة ربع قرن! أقول لك:

كذبت! فالعمل من الإيمان، منه ما يزول الإيمان بزواله، ومنه ما لا يزول الإيمان بزواله، ومن أخرج العمل من الإيمان فهو محاد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولإجماع المسلمين.

أما ما ذكرت من خلط من خلط في مسألة (كفر تارك الصلاة) و(الحكم بغير ما أنزل الله) فلن تستطيع أن تنسبها إلاّ إلى قائلها! فأنت وإياه إن كان قولك على الحق، مع أنك عند التحقيق والتطبيق لن تقوله! بل ستهرب كعادة كل صاحب ضلالة في حيداته!

فهذا سيد قطب لا يصلي الجمعة! كما قاله علي عشماوي وهو أحد قادة التنظيم! في كتابه "التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين" : (وجاء وقت صلاة الجمعة فقلت له: دعنا نقم ونصلي! وكانت المفاجأة أن علمت ولأول مرة أنه لا يصلي الجمعة!).

وهذا محمد مرسي صاحب الشرعية المزعومة! لا يريد تطبيق الشريعة! (http://www.youtube.com/watch?v=DKRUrYptwtc) فهل تستطيع يا (صنعة الإخوان المفلسين) أن تتكلم بقناعاتك وديانتك في مسألة (الحكم بغير ما أنزل الله) أمام هذا الكلام؟!

إن تناقض القوم في مبادئهم يدل على أنهم أصحاب هوى لا غير! يعرفون في موطنٍ ما ينكرونه في غيره، وينكرون على شخص ونظام وحكومة ما يقرونه في آخرين!

ولا يزال أمرهم يُكشف ولله الحمد والمنة، ويظهر الله تعالى فضائحهم للناس، وهانوا على عامة الناس بله الخاصة! وقد مضى عليهم زمانٌ يظنهم الناس نجوماً يهتدى بهم، فعرف الناس أنهم زيفٌ وتخريف، يتلاعبون بالشريعة التي جعلوها لمطامعهم الدنيوية ذريعة! والله المستعان.

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه على إيجاز وعجل

بدر بن علي بن طامي العتيبي

ضحى الجمعة 30 شوال 1434هـ