الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

ففي هاته المرحلة من السَّنَة، تَكْثُر أوراق الإختبارات، وتتطاير من هنا وهناك
فنهاية السنة للطلاب والمدرسين شاقة ومتعبة!!!
فبينما كنت أقلب صفحات مكتبتي الالكترونية، عثرت على ورقة بالية، أظنها تخلفت لبعض الطلاب من امتحانات السنوات الماضية. فحدثت نفسي بتصحيحها و الْحَاقِ علامتها لصاحبها عله يتدارك نجاحه بها،
لكنني بعد أن نظرت فيها وجدتها لما تخلفت كانت أهون من أنها تقدمت.
لما فيها من الخلط العجيب والدرك الغريب.
ناهيك عن كثرة أخطائها.
فأخذت قلمي وصححت ما يسر الله به.



نَمُوذَج مِنَ حَال يَحْيَ الحَجُورِي
وَشُؤْمِ فِتْنَتِهِ

صححه /
عبد الله المسالمي
عفا الله عنه

كلمة أويس المشهورة


قال أويس بن عامر القرني سيد التابعين وسيد العباد بعد الصحابة رحمه الله :


" إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا : نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين حتى والله لقد رموني بالعظائم وأيم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه "الاعتصام للشاطبي (1/ 39).






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدن محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عوف بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وفيه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( فَوَ اللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ).
وثبت أيضاً عند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ) ، قوله أسك أي: صغير الأذنين .

وليعلم الشيخ يحي الحجوري هدانا الله وإياه أني والله ناصح له وقد تقدم نصحي له في أثناء نقلي لكلام الشيخ محمد بن هادي حفظه الله، ولا بأس أن أُعيدها هنا علّها تجد منه قلباً واعياً وآذاناً صاغية تسمع ما يقال فتبادر للتطبيق والاستجابة فأقول له :" فما كل هذا التجلّد يا شيخي يحي الحجوري في هذه الفتنة ؟!!!! ، أفما يكفيك أن تلبي ذلكم الطلب من العلماء بأن تتوب إلى الله من فتنتك، فهذا الحسن بن علي رضي الله عنه ترك الخلافة من أجل حقن دماء المسلمين ، وأنت لا تستطيع أن تترك مما أنت عليه من المكابرة وتتوب عما جنته يداك ونطق به لسانك ، وتجعل الأمر إلى أهلة ، وتُقْبِل على شأنك ، بدل الزلات والمناوشات من هنا إلى هناك ، والتحريش بين أهل العلم وطلبتهم ، والزج بأولئك الضعفاء الذين قد ألجأتهم الحاجة إليكم ، أما تذكر الموت والبلى وقد قال الله تعالى { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } ، أما تذكر القبر وأهواله ، أما تذكر الوقوف بين يدي المولى تبارك وتعالى وأنت محمل من أوزار الذين أضللتهم , والله تعالى يقول :{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } تذكر الحشر والنشر وتطاير الكتب والميزان والصراط والجنة والنار ، فوالله يا شيخي يحي أني لك ناصح ومشدد لك في النصح ، فأفق قبل الندم، فلن ينفعك الدينار ولا الدرهم ، قال تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا }.
واحذر من الدنيا الدنيئة ، فقد قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وقال عليه الصلاة والسلام :( فَو َاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ) متفق عليه من حديث عمرو بن عوف الأنصاري .
واحذر أن تبيع دينك بدنياك فقد قال عليه الصلاة والسلام :( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا) رواه مسلم من حديث أبي هريرة ،وصن أخي العلمَ الذي تحمله ، ولقد أحسن من قال:


آه من دهر خؤن أهله





لا يرون العلم للدين شعارا


طلبوا العلم بماضي أمرهم






حالهم أحسن إذ كانوا صغارا



فإذا الشيب على أذقانهم





ملئوا الدنيا ظلما وبوارا