نُموذج من حال يحيى الحجوري وشؤم فتنته /صححه/ عبد الله المسالمي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
ففي هاته المرحلة من السَّنَة، تَكْثُر أوراق الإختبارات، وتتطاير من هنا وهناك
فنهاية السنة للطلاب والمدرسين شاقة ومتعبة!!!
فبينما كنت أقلب صفحات مكتبتي الالكترونية، عثرت على ورقة بالية، أظنها تخلفت لبعض الطلاب من امتحانات السنوات الماضية. فحدثت نفسي بتصحيحها و الْحَاقِ علامتها لصاحبها عله يتدارك نجاحه بها،
لكنني بعد أن نظرت فيها وجدتها لما تخلفت كانت أهون من أنها تقدمت.
لما فيها من الخلط العجيب والدرك الغريب.
ناهيك عن كثرة أخطائها.
فأخذت قلمي وصححت ما يسر الله به.
نَمُوذَج مِنَ حَال يَحْيَ الحَجُورِي
وَشُؤْمِ فِتْنَتِهِ
صححه /
عبد الله المسالمي
عفا الله عنه
كلمة أويس المشهورة
قال أويس بن عامر القرني سيد التابعين وسيد العباد بعد الصحابة رحمه الله :
" إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا : نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين حتى والله لقد رموني بالعظائم وأيم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه "الاعتصام للشاطبي (1/ 39).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدن محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عوف بن مالك الأنصاري رضي الله عنه – وفيه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( فَوَ اللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ).
وثبت أيضاً عند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ) ، قوله أسك أي: صغير الأذنين .
وليعلم الشيخ يحي الحجوري هدانا الله وإياه أني والله ناصح له وقد تقدم نصحي له في أثناء نقلي لكلام الشيخ محمد بن هادي حفظه الله، ولا بأس أن أُعيدها هنا علّها تجد منه قلباً واعياً وآذاناً صاغية تسمع ما يقال فتبادر للتطبيق والاستجابة فأقول له :" فما كل هذا التجلّد يا شيخي يحي الحجوري في هذه الفتنة ؟!!!! ، أفما يكفيك أن تلبي ذلكم الطلب من العلماء بأن تتوب إلى الله من فتنتك، فهذا الحسن بن علي رضي الله عنه ترك الخلافة من أجل حقن دماء المسلمين ، وأنت لا تستطيع أن تترك مما أنت عليه من المكابرة وتتوب عما جنته يداك ونطق به لسانك ، وتجعل الأمر إلى أهلة ، وتُقْبِل على شأنك ، بدل الزلات والمناوشات من هنا إلى هناك ، والتحريش بين أهل العلم وطلبتهم ، والزج بأولئك الضعفاء الذين قد ألجأتهم الحاجة إليكم ، أما تذكر الموت والبلى وقد قال الله تعالى { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } ، أما تذكر القبر وأهواله ، أما تذكر الوقوف بين يدي المولى تبارك وتعالى وأنت محمل من أوزار الذين أضللتهم , والله تعالى يقول :{ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } تذكر الحشر والنشر وتطاير الكتب والميزان والصراط والجنة والنار ، فوالله يا شيخي يحي أني لك ناصح ومشدد لك في النصح ، فأفق قبل الندم، فلن ينفعك الدينار ولا الدرهم ، قال تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا }.
واحذر من الدنيا الدنيئة ، فقد قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} وقال عليه الصلاة والسلام :( فَو َاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ) متفق عليه من حديث عمرو بن عوف الأنصاري .
واحذر أن تبيع دينك بدنياك فقد قال عليه الصلاة والسلام :( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا) رواه مسلم من حديث أبي هريرة ،وصن أخي العلمَ الذي تحمله ، ولقد أحسن من قال:
آه من دهر خؤن أهله
لا يرون العلم للدين شعارا
طلبوا العلم بماضي أمرهم
حالهم أحسن إذ كانوا صغارا
فإذا الشيب على أذقانهم
ملئوا الدنيا ظلما وبوارا
وبحديث النبي عليه الصلاة والسلام القائل : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم من حديث ابن مسعود ،ومعنى ( بطر الحق ) هو دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا ( غمط الناس ) معناه احتقارهم يقال في الفعل , ألا وإن من أؤلئك الضحايا الذي يصدق عليه وعليك قول القائل :
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له **** إياك إياك أن تبتل بالماء) اهـ
وبعد هذه النصيحة قد يقول قائل : إن الشيخ مقبل رحمه الله ذكره في الوصية وأوصى له !.
فالجواب أن يقال : ثبت عند الترمذي من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت :" كان أكثر دعائه أي رسول الله صلى اله عليه وسلم - : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقيل له في ذلك ؟ قال : إنه ليس آدمي إلا و قلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام و من شاء أزاغ)صححه شيخنا الألباني رحمه اله في صحيح الجامع .
جاء في تحفة الأحوذي (5/428): قوله " (ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك ): أَيْ اِجْعَلْهُ ثَابِتًا عَلَى دِينِك غَيْرَ مَائِلٍ عَنْ الدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.
فكم من أُناس كانوا على الجادة فانحرفوا عنها إلى بنيات الطريق ، ولقد أحسن من قال :
فهذا الحق ليس به خفاء * * * فدعني من بنيات الطريق
وقول الآخر :
ويأبى الفتى إلا اتباع الهوى * * * ومنهج الحق له واضح
فهذا أبو الحسن المأربي قد ذكره العلامة الوادعي في الوصية وجعله من الذين يرجع إليهم عند حصول اختلاف أو أمر يهم الدعوة ومع ذلك لما أن انحرف بيّن من بيّن من علماء السنة جزاهم الله خيراً ما عنده من زيغ وانحراف فما نفعه أن ذُكر في تلكم الوصية ، وكان في مقدمة من تكلّم فيه شيخنا العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، ثم حصل التتابع من قِبل أهل السنة بالطعن فيه لما أن أظهر من الكيد والعداء بهذه الدعوة المباركة.
ولقد أحسن الإمام الحسن البصري حين أن قال :" إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم ، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل "
فقول القائل هذا لا يفيده شيئاً عند الله تعالى إذا انحرف الشخص وزاغ إلا أن يبادر بالتوبة والإنابة له تعالى ويصلح ما أفسده من تأليب الناس على العلماء ومشايخ أهل السنة حفظهم الله ، قال تعالى :{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم }،هذا أمر .
وأمر آخر نحب أن نذكر هذا القائل ألا وهو حديث النبي صلى اله عليه وسلم :(وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ ) متفق عليه .
وحديث سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :) أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي ) متفق عليه .
وأمر ثالث لعله قد غاب عن صاحبنا هذا ألا وهو حال أصحاب الردة الذين قاتلهم الخليفة الراشد أبو بكر رضي الله عنه ، المهم أن هذا القول لا يستقيم البتة مع النصوص والقواعد الشرعية فظهر بطلانه ، والحمد لله .
فإن قال قائل : يحي الحجوري لا يزال على خير في أموره ومستمر بالتعليم.
فأقول : نعم إنه لا يزال مستمراً في التحذير من العلماء والطعن فيهم ومن الرحلة إليهم ، وأدل دليل على ذلك تلك الأيمان الفاجرة التي أطلق للسانه العنان بها حيث قال وبئس ما قال : "والله عبيد الجابري ما يصلح للفتوى ولا يسردها ولا يوردها "
والرد على هذا الفجور ما يلي :
قال شيخنا ربيع المدخلي رعاه الله :"الشيخ يحيى : أشد من فالح " .
وقال الشيخ الفاضل عبيد الجابري سدده الله :" يحيى الحجوري سليط اللسان فاحش القول ما يرعى حرمة أحد..."
وقال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله : " الشيخ يحيى سفيه سيئ أشد من فالح لا يدرس عنده ".
وقال الشيخ فركوس الجزائري منذ أسبوع أمام بيته مع جمع من الإخوة : " يحيى حدادي أكثر من الأول "....
فأين يا شيخ يحي يمينك الفاجرة من هذه الأقوال العادلة فيك ؟!!!! ، قال تعالى :{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
ولقد أحسن من قال :
أضحى الحجوري محنة مرضية ** ** وببغض يحي يُعرف المتنسكُ
وإذارَأيتَ لِشَانِئِهِ مُتَنَقِّصاً **** فاعلم بأن ستوره سَتُهتَّكُ
وهكذا الحجوري مستمر بالتحريش بين مشايخ أهل السنة وللأسف الشديد استطاع أن يُنجز لأعداء الدعوة ما لم يستطعه أبو الفتن المصري .
وقد يقول قائل: إن الشيخ مقبل رحمه الله قد ذكر يحي الحجوري في كتبه.
فأقول: إن الشيخ مقبل عند أن ذكر الحجوري بالخير في كتبه كان على حسب الظاهر له من القول والفعل؛ فلما أن بدرت منه تلكم البوادر التي كان يُكنها في صدره ضد العلماء والمشايخ و الدعوة السلفية، والـتأصيلات الفاسدة التي ظهرت منه، تصدّى له ولشلته البائرة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله بالردود السديدة ، وأيده على ذلك العلماء ومشايخ الدعوة السلفية كالشيخ ربيع والشيخ محمد بن هادي والشيخ عبد الله البخاري...وغيرهم من الدعاة وطلبة العلم الأفذاذ ، بل إن المشايخ الفضلاء الذين جعلهم الإمام الوادعي رحمه الله في الوصية (كالشيخ الإمام والذماري والوصابي...) قد ذَكَّرُوا الشيخ يحي أنه بدأ ينحرف عن الواجب الذي ينبغي أن يقوم به في خدمة الدعوة السلفية ، إذ أنه أصبح يتكلم بدافع الحسد و بدافع الحقد وبدافع الرغبة في إسقاط أهل السنة، لا بدافع الغيرة على السنة وأهلها .
وما دام الأمر كذلك فنحن وهم يجب علينا أن نعين العلماء والمشايخ على ما يقومون به من خدمة هذه الدعوة والدفاع عنها، ومن لم يخدم الدعوة، ولم يعنها، أو قام ضد الذي علم بهذه الأوصاف عند الخاص والعام، نرى علينا القيام ضده.
أما من لم يتبين له الأمر فإن شاء الله تعالى يتبين له ذلك خصوصاً إذا كان مراده الحق والصواب ، فالفهم لمثل هذه الأمور يُعدّ من الرزق الذي يُعطيه الله من يشاء من عباده ،لكن الذي يُنكر ما جرى من الحجوري هذا هو التعصب بالباطل كما هو الحاصل من شلة الحجوري البائرة .
وعودًا على بدء فإنني أقول :عجيب هذا القول الصادر من صاحبه ، ذلك أن العلماء بُحَّتْ أصواتهم من التحذير من يحي الحجوري ومن حزبه ، وإذا لم يتراجع الحجوري عما صدر منه فستكون ترجمته كترجمة فالح الحربي إن لم تكن أشد ، وها هو شيخا ربيع كان يطلق على أبي الحسن بأنه نابغة الجرح والتعديل قبل ظهور انحرافه ، فلما أن انحرف وأظهر معاداته لأصحاب المنهج القويم شن عليه غارة من التحذير وقال عنه بأنه من شر أهل البدع والضلال في هذا الزمن وأتباعه من شر الأتباع ، وهكذا صنيع العلامة الوداعي رحمه الله مع بعض طلابه الذين ضاعوا وما عوا فقد كان يثني عليهم خيراً كما هو معلوم فلما أن تنكبوا الطريق وفَتنوا وفُتنوا حذّر منهم أشد التحذير.
فإن قال قائل: إن بعضهم يعتبر يحي الحجوري من علماء أهل السنة والجماعة بلا شك ولا ريب عنده.
أقول : قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله : " إن من يستحق أن يطلق عليه لفظ "العالم " قليل جداً ولا نبالغ إن قلنا نادر وذلك لأن للعالم صفات قد لا ينطبق أكثرها على أكثر من ينتسب إلى العلم اليوم ,فليس العالم من كان فصيحاً بليغاً ,وليس العالم من ألف كتابا أو نشر مؤلفا أو حقق مخطوطة أو أخرجها إن وزن العالم بهذه الأمور فحسب وللأسف هو المترسب في أذهان كثير من العالم ولذلك انخدع كثير من العامة بالفصحاء والكتاب غير العلماء فأصبحوا محل إعجابهم ، فالعالم حقاً من تضلع بالعلم الشرعي وألم بمجمل أحكام الكتاب والسنة عارفاً بالناسخ والمنسوخ بالمطلق والمقيد بالمجمل والمفسر واطلع أيضاً على أقاويل السلف فيما اختلفوا فيه " شريط "من هم العلماء " .
ومن علامات من يستحق أن يطلق علية عالم , ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "ليس العلم عن كثرة الحديث إنما العلم خشية الله " جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر صـ 25 .
قلت :وقد بوب الإمام ابن عبد البر رحمه الله باباً في كتابه "جامع بيان العلم وفضله " باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالماً حقيقة لا مجازاً أو من يجوز لـه الفتيا من العلماء ,(1) ثم ذكر رحمه الله آثارا منها :
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "كفى بخشية الله علماً وكفى بالاغترار بالله جهلاً "
قلت : قال تعالى :( إنما يخشى الله من عباده العلماء )
قال ابن جريج عن عطاء "من عرف الله فهو عالم "جامع بيان العلم وفضله ـ ابن عبد البر (2/ 49).
وقال ابن القيم رحمه الله :"وهذا حصر في خشيته تعالى في أولى العلم " مفتاح دار السعادة ( 1/51).
قلت : فهل من خشية الله إثارة الفتن في دار العلم بدماج بل في اليمن بأسره ؟!!!
وهل من خشية الله تسليط السفهاء بإطلاق العنان لأسنتهم في أعراض العلماء والمشايخ ؟!!!
وهل من خشية الله تلك الإيمان الفاجرة التي أطلقها يحي الحجوري في الشيخ عبيد وغيره ؟!!!
وهل من خشية الله الانفتاح الغريب في الطعن في علماء السنة وحملتها ؟!!!!
وهلم جرا، إن الخشية حقيقة تمنع صاحبها من إحداث القلاقل والفتن ، وتوجب لصاحبها المحافظة على هذا الخير العظيم الذي خلّفه لنا ذلكم الجبل الأشم الإمام الوادعي رحمه الله من تلكم القلعة العامرة بالعلم والحلم ، فهل يقال مع هذا أن يحي الحجوري- الذي أفسد هاته القلعة - من علماء السنة والجماعة بلا شك ولا ارتياب !!!! اللهم سلم سلم .
ثم ذكر ابن رجب كما في الفرق بين النصيحة والتعيير ص55 : من علامات العلم النافع أنه يدل صاحبه على الهرب من الدنيا وعظمها والرياسة والشهرة والمدح، فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات العلم النافع ،فإذا وقع شيئ من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه في خوف شديد من عاقبته بحيث أنه يخشى أن يكون مكرا واستدراجا كما كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد صيته .
فإلى متى سنبقى نضع الغشاوة على الأعين بحجة وبأخرى ؟ فاتقوا الله في هذه الدعوة المباركة التي ورثها لنا الإمام الوادعي رحمه الله بكل وضوح وصفاء.
أليس الحجوري بأفعاله تلك سعى في تكتيل الشباب في بداية الفتنة بتعصيب أفكارهم، وحقنهم على مشايخ اليمن جملة وتفصيلا ، وداس على نصحهم في لقاءات عدة بحديدة ومعبرو...، ثم استمر في السعي الحثيث الجاد في تفرقة الصف السلفي ؟، فعلى ماذا يدل ذلك ؟ أليس يدل على حب الاستقلالية والشهرة ولو بأنه مفتون.
أفمع هذا كله وغيره ما هو معلوم يستقيم أن يُطلق عليه لفظة عالم عند من يزن الأمور بموازينها الصحيحة؟.
فإن قال قائل : ها هو ذا الشيخ يحي الحجوري قبل مدة قصيرة تكلم في بعض محاضراته ودعا إلى التمسك بالكتاب والسنة مع البعد عن الدعوات المشبوهة والدعوات الحزبية بالجمعيات وبغيرها ، وكذلك من الإخوان المسلمين .
أقول : لا غضاضة البتة في أن يرد المبطل على المبطل ، فأصحاب الأهواء يرد بعضهم على بعض ، فما يستقيم أن يُثبت الحق وأهل الحق بذلك، فسواء رد أو لم يرد نحن نطالبه كما نطالب غيره من الحزبيين بالتوبة من حزبيتهم، وسواء رد بعضهم على بعض أم لم يردوا.
فإن قال قائل : إن ما حصل من الخلاف بين العلماء والمشايخ والشيخ يحيى ما أثر في يحي الحجوري من ناحية الصفاء والنقاء في الدعوة وما يُعلم عنه إلا خيراً من سابق ومن لا حق .
فالجواب أن يقال : أولاً : لا بد من تحديد نوع الخلاف بوضوح؛ فالخلاف عند أهل العلم على نوعين :خلاف تنوع وخلاف تضاد .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (ص33-34 ":( أما أنواعه : فهو في الأصل قسمان : اختلاف تنوع واختلاف تضاد. واختلافالتنوع على وجوه : منه : ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقا مشروعا ، كمافي القراءات التي اختلف فيها الصحابة ، حتى زجرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقال : « كلاكما محسن ".ومثله اختلاف الأنواع في صفة الأذان ، والإقامة ،والاستفتاح ، والتشهدات ، وصلاة الخوف ، وتكبيرات العيد ، وتكبيرات الجنازة ، إلىغير ذلك مما قد شرع جميعه ، وإن كان قد يقال إن بعض أنواعه أفضل ..... وأما اختلافالتضاد: فهو القولان المتنافيان".
وبناء على ما تقدم ذكره يتبين أن الخلاف الحاصل بين الشيخ يحيى ومشايخ أهل السنة من قبيل خلاف التضاد كما هو معلوم ، ولذلك حصل التأثير كما هو واضح بيِّن من تسليط اللسان بالوقيعة في العلماء والمشايخ وكل من ناصرهم ووقف موقفهم، وبَيَّنَ خَطَأ الحجوري، فالوقيعة في أهل السنة والأثر من علامة أهل البدع .
فيجب التفطن لما يقال من الكلام
أما قول من قال : وما يُعلم عنه إلا خيراً من سابق ومن لا حق .
فأقول : هذا بحسب علمه والقاعدة : أن من علم حجة على من لم يعلم ، وصاحب الدار أدرى بمن فيها ، قال بطال كما في شرحه للبخاري(18/104) :"من علم حجه على من لم يعلم؛ لأنه زاد عليه فوجب قبول الزيادة".
فالمشايخ والطلاب الذين عاشوا في الدار، والمدرسين الذين خرجوا أعلم من غيرهم بحال يحي الحجوري ؛ كون الفتنة بدأت من دماج ،وإن شاء سيعلم الذي ما علم تغير الرجل اليوم أو غداً أو بعد غد.
أما أنت أيها العبد الكريم فقد تكلّم عدد من العلماء في يحي الحجوري، كالشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ محمد بن هادي والشيخ عبدالله البخاري ، فماذا بقي من عذر ،والله تعالى يقول في محكم التنزيل :{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون} ،
وما يقوم به العلماء الآن هو من تمام مدلول قول الله تعالى :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :" ما ابتدع أحد بدعة إلا قيض الله له بمنه وكرمه من يبين هذه البدعة ويدحضها بالحق وهذا من تمام مدلول قول اله تبارك وتعالى :{ نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} شرح الواسطية (1/34).
مع العلم أن العلماء والمشايخ قد أبانوا بالأدلة والبراهين على كلامهم فأصبح حينئذ الجرح مفسراً ، والقاعدة عند علماء الحديث أن الجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل؛ لاسيما وهم من ناصحه وجلس معه ومع عبد الرحمن العدني كالشيخ ربيع فيما سبق، وراجع البيان الفوري للشيخ عرفات المحمدي ففيه خلاصة.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :" أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن فينبغي أن يؤخذ مسلماً من ذكر أسباب ، وذلك للعلم بمعرفتهم وإطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن واتصافهم بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح لاسيما إذا أطبقوا على تضعيف الرجل أو كونه متروكاً أو نحو ذلك … أما إذا تعارض جرح وتعديل فينبغي أن يكون الجرح حينئذ مفسراً " - الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث صـ(90-91) .
قال الشيخ أحمد شاكر : "إذا أجتمع جرح بيّن السبب وتعديل فالجرح مقدم وإن كثر عدد المعدلين لأن مع الجارح زيادة علم لم يطلع عليه المعدل ولأنه مصدق للمعدل فيما أخبر به عن ظاهر حاله … " – المصدر السابق صـ 91.
وقال شيخنا ربيع :" علماء الجرح والتعديل وعلماء الشريعة الإسلامية فصلوا في هذا الأمر ، منهم الحافظ ابن كثير في مختصر مقدمه ابن الصلاح ، إذا جرح عالم معتبر يعلم أسباب الجرح والتعديل والخلاف في هذه الأمور ولم يعارضه أحد في هذا الجرح فأنه يقبل – بارك الله فيكم – أما إذا عارضه عالم معتبر مثله بتزكية فحينئذ يطلب من المجرح أن يقدم الأدلة على ثبوت جرحه وأسبابه ،فإذا قدم الأدلة فلو عارضه مائة عالم من كبار العلماء وأبرزهم لا قيمة لمعارضتهم لأنهم يعارضون الحجة والبرهان ، وهم يعارضون بغير حجة ولابرهان، والله يقول :(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء ، فهذه قواعد يجب أن تعرف وعليكم بمراجعة كتب علوم الحديث ولا سيما الموسعة منها مثل تدريب الراوي ومثل فتح المغيث للسخاوي شرح ألفية العراقي ، فهذه أمور بديهية عند أهل العلم فالمنازعة فيها والكلام فيها بالباطل لا يجوز لأنه يفسد العلوم الإسلامية ويخرب القواعد و…….إلى آخره بمثل هذه الأساليب ، فلا يجوز للمسلم أن يطرح للناس إلا الحق ويبتعد عن التلبيس والتحيل " شريط " التحذير الحسن من فتنة أبي الحسن " الوجه الأول .
وقال – سدده الله أيضا في أثناء انتقاده لأبي الحسن :" أؤكد أنه لو زكى أبا الحسن أحد من الناس فإننا نتعامل مع هذه التزكيات بمنهج الله الحق ليتبين للناس الصواب من الخطأ ، والله لو زكاه مثل أحمد بن حنبل وليس معه حجة فإن تزكيته لا يجوز قبولها أبداً لأن الجروح موجودة التي نادى بها أسلافنا الكرام وتعاملوا بها في دينهم وفي سنة نبيهم وفي رواة حديثهم وفي شهاداتهم وفي غيرها من أبواب دين الله وستردها الأدلة والبراهين ، فلا يفرح أبو الحسن ولا يفرح غيره ……فإنا رأينا القطبيين وعدنان عرعور والمغراوي يلجئون إلى هذه الوسائل التي لا تغني في دين الله وعند الله وعند أهل السنة لا تغني شيئاً " المصدر السابق _ الوجه الثاني.
قلت : وبما تقدم ذكره يظهر بجلاء بطلان ذاك القول ، والحمد لله .
فإن قال قائل : إن ما يحصل بين عالم وعالم من أهل السنة من خلاف لا يجوز أن يكون ذريعة ولا باباً ولا مفتاحاً للطعن في علماء أهل السنة .
فالجواب أن يقال : هذا كلام متين وطيب ولا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح في عنزان ، إن ثبت حقيقة أن الخلاف بين عالمين كليهما من أهل السنة ، أما والحال أن الخلاف بين جمع من العلماء و رجل واحد صاحب فتنة وقلائل فلا يقال ذلك البتة ، وعليه فإن الخلاف بين الشيخ يحيى حفظه الله وعلماء أهل السنة من قبيل خلاف التضاد ّ كما تم بيانه ، فمن الظلم أن يُسوى بين علماء الدنيا وعلى رأسهم الشيخ ربيع حامل لواء السنة بالعالم أسره وبين يحي الحجوري الساعي سعياً حيثاً بالتفرقة ، والله حسيبه في ذلك .
فإن قال قائل :إن من ثبت سنيته فهو باق على ذلك حتى يثبت خلافها من قبل من يرجع إليهم من أهل العلم.
أقول: هذا كلام طيب مؤيد بالأدلة والواعد واللازم على مبتغي الحق تطبيقه لا مجرد نقله وهو مؤيد بما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله : " وكل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه" تهذيب التهذيب لابن حجر (7/273) .
وقال السيوطي رحمه الله :"...واختار شيخ الإسلام (ابن حجر ) تفصيلاً حسناً ، فإن كان من جرح مجملاً قد وثقه أحد من أئمة هذا الشأن لم يقبل الجرح فيه من أحد كائنا من كان إلا مفسرا لأنه قد ثبتت له رتبة الثقة فلا يزحزح عنها إلا بأمر جلي....... وإن خلا عن التعديل قبل الجرح فيه غير مفسر إذا صدر من عارف لأنه إذا لم يعدل فهو حيز المجهول وإعمال قول المجرح فيه أولى من إهماله" تدريب الراوي (1/308) .
وما تقدم ذكره عن أهل العلم هو المتبع إن شاء الله ممن انتقد يحي الحجوري وحزبه ذلك أن الرجل كان على سنة فلما أحدث ما أحدث تكلم فيه العلماء والمشايخ بأدلة وبرهان تكون بإذن الله أسباباً لجرحه ، ولا يلزم في جرح يحي الحجوري أن يُجمِع عليه من قِبل جميع المشايخ لما تقدم بيانه ، وقد سئل العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في أحد أشرطتهفي الرد على فالح الحربي: (هل يشترط في جرح أهل الأهواء إجماع علماء العصر أم يكفيعالم واحد؟
فأجاب: هذه من القواعد المميعة الخبيثة بارك الله فيكم أي عصراشترط هذا الإجماع؟ وما الدليل على هذا الشرط؟ كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطلوإن كان هناك شرط فإذا جرح أحمد بن حنبل ويحيى بن معين جرح مبتدعًا أقول لا بد أنيجمع أئمة السنة في العالم كلهم على هذا المبتدع فإذا قال أحمد: هذا مبتدع انتهى كلشيء ولهذا كان إذا قال أحمد فلان مبتدع سلَّم الناس كلهم له ما ركبوا أهواءهم إذاقال ابن معين هذا مبتدع ما أحد ينازعه يشترط الإجماع هذا مستحيل في كل الأحكامالشرعية في كل الأحكام الشرعية مستحيل...(هؤلاء مميعون هؤلاء المميعون وأهل الباطلودعاة الشر وأهل الصيد في الماء العكر كما يقال فلا تسمعوا لهذه الترَّاهات)، فإذاجرح عالم بصير شخصًا بارك الله فيكم يجب قبول هذا الجرح فإذا عارضه عالم عدل متقنحينئذٍ يدرس يعني ما قاله الطرفان وينظر هذا الجرح وهذا التعديل فإن كان الجرحمفسرًا مبينًا قدم على التعديل ولو كثر عدد المعدلين إذا جاء عالم بجرح مفسر وخالفهعشرون خمسون عالمًا ما عندهم أدلة ما عندهم إلا حسن الظن والأخذ بالظاهر وعندهالأدلة على جرح هذا الرجل عنده الأدلة على جرح هذا الرجل فإنه يقدم الجرح لأنالجارح معه حجة والحجة هي المقدمة وأحيانًا تُقَدَّم الحجة ولو خالفها أهل الأرض, ملئ الأرض خالفه والحجة معه والحق معه الجماعة من كان على الحق ولو كان وحده لو كانإنسان على السنة وخالفه أهل مدينتين ثلاث مبتدعة الحق معه ويقدم ما عنده من الحجةوالحق على ما عند الآخرين من الأباطيل فيجب أن يحترم الحق أن تحترم الحجة والبرهان﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَمَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ فالكثرة لا قيمة لها إذا كانتخالية عن الحجة).اهـ
وقال أيضًا -حفظه الله- جوابًا على بعض أسئلة شباب عدنفي فتنة أبي الحسن: (..فإذا قدَّم الأدلة لو عارضه مئة عالم من كبار العلماءوأبرزهم لا قيمة لمعارضتهم لأنهم يعارضون الحجة والبرهان، وهم يعارضون بغير حجة ولابرهان والله يقول: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء فهذه قواعد يجبأن تعرف وعليكم بمراجعة كتب علوم الحديث، ولاسيما الموسعة منها مثل: تدريب الراويومثل: فتح المغيث للسخاوي شرح ألفية العراقي، وهذه أمور بدهية عند أهل العلمالمنازعة فيها والكلام فيها بالباطل لا يجوز لأننا نفسد العلوم الإسلامية ونخربالقواعد و.. و.. إلى آخره بمثل هذه الأساليب، فلا يجوز لمسلم أن يطرح للناس إلاالحق إلا الحق ويبتعد عن التلبيس والحيل بارك الله فيكم).اهـ وبما تقدّم تسطيره يُنتفى هذا الإيراد ، والحمد لله .
وعلى هذا فلنربأ بأنفسنا عن مخالفة الأصول على مقابل الدفاع عن باطل يحي الحجوري وشلته.
وإن قال قائل :هل يجب علينا تبعا لذلك أن تكون عندنا غيرة على علمائنا وأن نصون ألسنتنا في الطعن فيهم .
أقول : صدق والله ، ينبغي علينا أن نوقر علماءنا ونحترمهم ونجلهم وأن نعتقد أن الوقيعة فيهم علامة للزيغ والانحراف، وأن نحذر الدندة الجديدة التي جاءنا بها يحي الحجوري مقلدا فيها فالح الحربي،
قال أبو حاتم رحمه الله : " علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ".
وأن لا نطلق لألسنتنا العنان في الطعن فيهم، قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله :" لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب " فالحذر الحذر من رميهم بالعمالة والجاسوسية والكذب كما قد تواترت الأخبار عن أحدهم أنه يرمي الشيخ النجمي وزيد المدخلي بالأولى وشيخنا ربيع والشيخ الفوزان بالثانية ، والشيخ الوصابي بالثالثة ، والله المستعان،قال تعالى :{ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} راجع في شريط من هم العلماء لعبد السلام برجس.
فالواجب أن يُغار على أمثال هؤلاء الجهابذة حماة الدين وأن يُزجر كل من أراد أن يطعن فيهم أو في أمثالهم كالعلامة الألباني والعلامة ابن باز والعلامة العثيمين والعلامة الوادعي رحمهم الله والشيخ محمد بن هادي ونحو هؤلاء من العلماء .
أما من دافع عن باطل فإننا نضطر أن نبين له وللناس باطله حتى لا يغتر به، وهذا من النصيحة للدين، التي أرسل الله بها رسله، وأنزل لتأيدها كتبه.
وفي الأخير فإني أنصح إخواني الكرام بالمحافظة على الدعوة التي أكرمنا الله بها ولا يكون ذلك إلا بيان الحق المدعم بالأدلة والبراهين والالتفاف حول العلماء الناصحين من أهل السنة والجماعة ، قال تعالى :{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون}.
وقوله تعالى :{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }
وعلينا أن نحفظ ألسنتنا من الوقيعة في العلماء والطعن فيهم ، وأن نصبر على بعضنا البعض ويكون بينا التناصح الصادق والهادف ، وأن ينصر بعضنا بعضاً بالحق فهذا وذاك من مدلول قوله تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
وقوله تعالى :{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
ومن علم بحزبية أو فتنة لا يجوز لأحد الدفاع عن فتنته؛ فإن ميزان الرجال عند أهل السنة بقدر قربهم من الحق، وبعدهم عنه.
اللهم اغفر لعلمائنا وأيدهم بتأيدك وسددهم في الأقوال والأعمال يارب العالمين ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وآخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين ..
وصححه / عبد الله المسالمي
شعبان /1432هـ
https://sites.google.com/site/docume...nloadAni02.gif
وأما عن علامة الطالب فقد سبقني بها شيخه الذي علمه ورباه،فما كان منه إلا أن قلاه وهجاه.
واليك العلامة من هذا الرابط
حمل من هنا
https://sites.google.com/site/docume...nloadAni02.gif
واليك العلامة من هذا الرابط
https://sites.google.com/site/docume...nloadAni02.gif
عبدالله المسالمي شعبان1432هـ
منتديات الوحيين السلفية
منتديات الوحيين السلفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.