************************

************************

التاريخ

||

جديدي في تويتر

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

حول التحذير من داعية التوحيد والسنة / صالح بن عبدالعزيز سندي - حفظه الله - للأخ الفاضل / أبو عمر عبدالله الهزاع وفقه الله لطاعته


بسم الله الرحمن الرحيم

حول التحذير من داعية التوحيد والسنة / صالح بن عبد العزيز سندي - حفظه الله -


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد نشر أحد نزلاء المدينة كلاما نسبه للشيخ محمد بن هادي المدخلي -ألبسه الله ثياب الصحة والعافية- يحذر فيه من الشيخ صالح بن عبدالعزيز سندي -حفظه الله-

وقد آلمني هذا الأمر كثيرا، فهما شيخاي ولهما فضل علي بعد الله...والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فأحببت أن أكتب هذه الكلمات مذكراً فيها نفسي وإخواني وزملائي من طلبة العلم الناصحين العقلاء، لعل الله ينفع بها، فأقول:

أولاً : اعلموا أرشدكم الله لطاعته...

أن الشيخ صالح سندي من مشايخ المدينة النبوية المعروفين بالدعوة للتوحيد الخالص، والغيرة على السنة وأهلها، وتعليم طلاب العلم العقيدة الصحيحة الصافية، وله جهود عظيمة في محاربة الإلحاد وقد أسس وإخوانه من مشايخ السنة وطلاب العلم مؤخرا (مركز اليقين) لمحاربة الفكر الإلحادي، ولا أعلم حتى الساعة شيخا سلفيا واقفا على هذا الثغر مثله ... فجزاه الله عن الإسلام خيراً

وقد أثنى عليه غير واحد من أهل العلم كشيخنا العلامة صالح بن سعد السحيمي، قال عنه: (اعرفه اكثر من ٢٥ سنة بالصلاح والتقى..)
والشيخ العلامة عبدالرحمن محيي الدين، قال عنه: (من خيار من أعرف) وغيرهما من أهل العلم والفضل.

ثانيا: اعلموا حفظكم الله...
أن الخلاف بين الشيخين ليس خلافاً عقديا، بل هي اختلافات حقها أن تُدفن.

فعن ابن عباس قال : (خذوا العلم حيث وجدتم ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة). [جامع بيان العلم/لابن عبدالبر].

قال ابن عبدالبر -معلقاً-:
(هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك ، والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته ، وبانت ثقته وعنايته بالعلم ، لم يُلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته بيّنة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات ، والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قال لبراءته من الغل والحسد والعداوة والمنافسة وسلامته من ذلك كله ، فذلك يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر).

قلت :
إن كان الأمر كذلك في زمن الصحابة ومن خلفهم من سلفنا  الصالح فكيف بزمانٍ قل فيه العلماء وكثر فيه الجهال وأهل الفتن والفساد ؟!

فإن قال قائل: (قول الشيخ محمد بن هادي: "صالح سندي إبراهيم الرحيلي الثاني" جرح مفسر، فلا ينبغي الاعراض عنه).

أقول:
لعلكم أُعجبتم بكلام الإمام ابن عبدالبر السالف...فتعالوا معي نقرأ سوياً بعض كلام السلف فيما بينهم، ولنتمعن في تعليق الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله- عليها، ولنقارن بينها وبين كلام الشيخ محمد -حفظه الله- السالف:

• عن مغيرة قال : قال حماد : لقيت عطاءً وطاووسا ومجاهدا ، فصبيانكم أعلم منهم بل صبيان صبيانكم . قال مغيرة : هذا بغيٌ منه .


• وعن الزهري قال : ما رأيت قوما أنقض لعرى الإسلام من أهل مكة ولا رأيت قوما أشبه بالنصارى من السبئية . قال أحمد بن يونس يعني : الرافضة.


قال أبو عمر [ابن عبدالبر]: 
فهذا حماد بن أبي سليمان وهو فقيه الكوفة بعد النخعي القائم بفتواها وهو معلّم أبي حنيفة ، وهو الذي قال فيه إبراهيم النخعي حين قيل له : من نسأل بعدك ؟ قال : حماد ، وقعد مقعده بعده ، يقول في عطاء وطاووس ومجاهد وهم عند الجميع أرضى منه وأعلم بكتاب الله وسنة رسوله وأرضى منه حالا عند الناس وفوقه في كل حال ما ترى ، ولم ينسب واحد منهم إلى الإرجاء وقد نسب إلى حماد هذا وعيب به وعنه أخذه أبو حنيفة والله أعلم .


وهذا ابن شهاب الزهري قد أطلق على أهل مكة في زمانه أنهم ينقضون عرى الإسلام ما استثنى منهم أحدا وفيهم من جلة العلماء من لا خفاء بجلالته في الدين ، وأظن ذلك والله أعلم لما روي عنهم في الصرف ومتعة النساء .


• وعن الأعمش قال : ذُكر إبراهيم النخعي عند الشعبي فقال : ذاك الأعور الذي يستفتيني بالليل ويجلس يفتي الناس بالنهار ، قال : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : ذاك الكذاب لم يسمع من مسروق شيئا .


قال أبو عمر [ابن عبدالبر]: معاذ الله أن يكون الشعبي كذابا ، بل هو إمام جليل والنخعي مثله جلالة وعلما ودينا ، وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمذاني ، حدثني الحارث وكان أحد الكذابين ولم يَبن من الحارث كذب ، وإنما نُقم عليه إفراطه في حب علي ، وتفضيله له على غيره ، ومن ها هنا ـ والله أعلم ـ كذبه الشعبي ، لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم ، وتفضيل عمر رضي الله عنه .


• وعن أيوب قال : قدم علينا عكرمة فلم يزل يحدثني حتى صرت بالمربد ثم قال : أيحسنُ حَسَنُكم مثل هذا ؟


قال أبو عمر [ابن عبدالبر] : وقد علم الناس أن الحسن البصري يحسن أشياء لا يحسنها عكرمة وإن كان عكرمة مقدما عندهم في تفسير القرآن والسير) [جامع بيان العلم وفضله]

أقول:
وهل هناك وجه مقارنة بين كلام الشيخ محمد بن هادي -حفظه الله- وبين العبارات التي ساقها الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله- عن السلف؟
وأيهما أشد وأغلظ في الجرح؟

فإن قال قائل: (هذا تقليل من شأن الشيخ محمد بن هادي)

أقول: حاشا وكلا، وما يقول هذا إلا أعمى البصر أو أحمق، وارجع إلى المقدمة واقرأ ما قلته في حق الشيخ.

وإن قيل: (وهل تريدنا أن نترك كلام الشيخ محمد بن هادي ونأخذ كلامك أنت؟)

فأقول: لا، بل خذ بكلام ابن عباس -رضي الله عنهما-. 

ثالثاً..وأخيرا:

اتقوا الله في السلفية !
لقد سئمنا الخلافات التي لا تجني إلا التباغض والتشاحن والأحقاد والأضغان ... والتي لا تفرح إلا كل جاهل مريض، أو مبتدع بغيض.

فراقبوا الله في أقوالكم وأعمالكم يا إخوتاه، فإنه لا ينبغي للسلفي أن يفرح بكل تحذير بين المشايخ الفضلاء

كما لا ينبغي لطالب العلم أن يكون خفيف العقل ينشر كل ما يسمع، فإنها صفة قبيحة، وليس كل ما يعرف يقال.

فإن منعتم داعية التوحيد عن نشر العلم، أو حذرتم منه بسبب اجتهاد غير مدلل ببرهان، فانتظروا يوم تقفون مع (صالح سندي) بين يدي الرحمن !

والحمد لله رب العالمين

كتبه/ أبو عمر عبدالله الهزاع-الكويت
صباح الأحد ٢٥/ ١٢ / ١٤٣٥ هـ


ليست هناك تعليقات:

التوقيع :

جميع الحقوق محفوظة لموقع © المدونة السلفية الحنبلية