************************

************************

التاريخ

||

جديدي في تويتر

الأحد، 18 أغسطس 2013

المنتقى من فوائد الشيخ أبي عبد الرحمن الجنيد - حفظه الله -


بسم الله الرحمن الرحيم



1- خصلتان ما أجملهما وأليقهما بصاحب السنة .

أخرج ابن سعد في "الطبقات"(٣/ ٥٥٧) وابن أبي الدنيا في"الصمت"(١١٣) ﻋﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ - رحمه الله - أنه ﻗﺎﻝ: 
(( ﺩُﺧِﻞَ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺩﺟﺎﻧﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻳﺘﻬﻠﻞ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻟﻮﺟﻬﻚ ﻳﺘﻬﻠﻞ؟
ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻲ ﺷﻲء ﺃﻭﺛﻖ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ اﺛﻨﺘﻴﻦ. 
ﺃﻣﺎ ﺇﺣﺪاﻫﻤﺎ: ﻓﻜﻨﺖ ﻻ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ. 
ﻭﺃﻣﺎ اﻷﺧﺮﻯ: ﻓﻜﺎﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ سليماً )).
وهو أثر صحيح.

2- اكتساب الأدب من مخالطة العلماء .

 قال أبو يعلى الحنبلي في "طبقات الحنابلة"(١/ ٣٤٦):
قال عبد الله: سمعت مهنأ يقول: (( صحبت أبا عبد الله فتعلمت منه العلم والأدب )).
 وقال الذهبي في"سير أعلام النبلاء"(١٠/ ٣١٦ترجمة:٧٨):
عن اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ: (( ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺃﺣﻤﺪ ﺯﻫﺎء ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺲ ﻣﺎﺋﺔ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ، ﻭاﻟﺒﺎﻗﻮﻥ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺣﺴﻦ اﻷﺩﺏ ﻭالسمت )).
 وقال في "تاريخ الإسلام"(١١/ ١٧٨):
وقال ابن وهب: (( الذي تعلمنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه )).


3- فتوى مهمة لابن تيمية عن حكم نشر الأدعية الغير واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

سُئِلَ ابن تيميةـ رَحمه الله ـ عمن يقول‏:‏ أنا أعتقد أن من أحدث شيئًا من الأذكار غير ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح عنه، أنه قد أساء وأخطأ، إذ لو ارتضى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيه وإمامه ودليله لاكتفى بما صح عنه من الأذكار، فعدوله إلى رأيه واختراعه جهل، وتزيين من الشيطان، وخلاف للسنة؛ إذ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك خيرًا، إلا دلنا عليه وشرعه لنا، ولم يدخر الله عنه خيرًا؛ بدليل إعطائه خير الدنيا والآخرة؛ إذ هو أكرم الخلق على الله فهل الأمر كذلك أم لا‏؟‏
فأجاب‏:‏
الحمد للَّه، لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات‏.‏ والعبادات مبناها على التوقيف والإتباع، لا على الهوى والابتداع‏.‏ فالأدعية والأذكار النبوية، هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة‏.‏
والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان، ولا يحيط به إنسان‏.‏ وما سواها من الأذكار قد يكون محرمًا، وقد يكون مكروهًا، وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس، وهي جملة يطول تفصيلها‏.‏
وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانًا من غير أن يجعله للناس سنة، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معني محرمًا، لم يجز الجزم بتحريمه، لكن قد يكون فيه ذلك، والإنسان لا يشعر به‏.‏ وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت، فهذا وأمثاله قريب‏.‏
وأما اتخاذ وِرْد غير شرعي، واستنان ذكر غير شرعي، فهذا مما ينهى عنه‏.‏ ومع هذا، ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة، ونهاية المقاصد العلية، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد‏.‏
المرجع : مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله





التوقيع :

جميع الحقوق محفوظة لموقع © المدونة السلفية الحنبلية