كذبت يا ( القرني ) الثورة : نفس ومصطلح ( يساري ـ رأسمالي )
ــــــــــــــــ
قال الحزبي المتلون " عائض القرني " ... في مقالته المعنونة تحت اسم : " الثورة الكبرى " والمنشورة في جريدة " الشرق الأوسط " ... بتاريخ الخميس 26 / رمضان / 1432 هـ ـ 26 / 8 / 2011 م .
( يوم بعث الرسول عليه الصلاة والسلام ثورة عارمة وزلزال هائل وبركان ناسف عاصف
قاصف ) .
وقال أيضاً : ( وإذا الثورة الكبرى التي طبقت الأرض وفُتحت لها السماء ) .
وقال أيضاً : ( إنها ثورة غيرت الأفكار وطهرت الضمائر وغســـلت النفوس وحررت الشعوب ) .
وقال أيضاً : ( إنها الثورة التي نقلت رعاة الغنم إلى قادة أمم ) .
وقال أيضاً : ( إنها الثورة التي دكت معاقل الظلم ونسفت ثكنات الإلحاد ودمرت جبروت كسرى وألغت أكذوبة قيصر ) .
وقال أيضاً : ( ثورة ميثاقها في اللوح المحفوظ وسفيرها جبريل وقائد كتائبها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم )
وقال أيضاً : ( ثورة صارت حديث الركبان وقصة السمر وحكاية المجالس وأنشودة عذبة على كل الشفاه : " عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ " ) .
وقال أيضاً : ( ثورة أتت بالأمن الفكري والروحي والمعيشي ) .
وقال أيضاً : ( أما هذه الثورة فربانية عالمية إسلامية محمدية مقدسة نبوية ورحمة إنسانية ) .
وقال أيضاً : ( لتسقط كل ثورة قبلها وبعدها ولتعش هذه الثورة ، ثورة " لا إله الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " ) .
التعليق :
( " سلسة لقاء الباب المفتوح " ـ 204 ـ .
السؤال : يكتب بعض " الكُتاب " في " مقالاتهم " عبارات مثل : " الثورة المحمدية ، الثورة الإسلامية " ، فهل هذا ـ يا شيخ ـ تعبير صحيح ؟ .
قال :الشيخ محمد بن صالح العثيمين " رحمه الله تعالى " : لا . ليس صحيح .
السائل : وبماذا نرد عليهم ـ أحسن الله إليكم ـ ؟ .
قال :الشيخ محمد بن صالح العثيمين " رحمه الله تعالى " : هل ســــماها الله " ثورة " أم سماها " هداية " ؟ .
هداية وحقًا " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ " سورة النساء ، الآية 170 .
ما قال : قد " ثار " الرسول على الأصنام .
نرد عليهم بهذا ، ولا يمكن أن نحول الهداية والنور والحق إلى ثورة ، يأتي شخص يقول ثورة نابليون وغيرها من الثورات ، بلغوا الناس في بلادكم هذا ، قولوا : يا جماعة ! هذا حق ، هذا نور ، هذا هدى ، هذا شفاء ) إ . هـ .
قال صاحب المقالة المعنونة تحت اسم : " الثورة المضادة ـ مصطلح ظهر بعد ثورة 25 يناير ـ "
( وللثورة تعريفات معجمية تتلخص بمفهومين ، تقليدي قديم وضع مع انطلاق الشرارة الاولى للثورة الفرنسية يصف الثورة بانها قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة.
وقد طور الماركسيون هذا المفهوم بتعريفهم للنخب والطلائع المثقفة بطبقة قيادات العمال التي اسماهم البروليتاريا.
اما التعريف المعاصر والاكثر حداثةً فهو التغيير الذي يحدثه الشـــــعب من خلال ادواته " كالجيش مثلا " او من خلال شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام حكم عجز عن تلبية هذه الطموحات ) إ . هـ .
( كلمة الثورة تحمل النفس الشيوعي وغيره من النحل الباطلة كما أنها قاصرة عن المضامين التي تحملها كلمة الجهاد الشرعي فالثورة تحمل في طياتها غالبا الدمار والخراب ولا يضبطها ضابط والتاريخ المعاصر أكبر شاهد على ذلك فكم جرت الثورات من ويلات على الشعوب .
أما الجهاد في سبيل الله فهو وإن كان فيه ما يكره في الظاهر فهو في حقيقته رحمة ومع ذلك فقد حرص نبي الرحمة على أن لا يقتل طفل ولا إمرءة ولا شيخ ...
وقد علم الأعداء بأن كلمة الجهاد لها حقيقة دينية مختلفة عن كلمة الجهاد فعملوا على وئدها وهم لا يمانعون من الإطلاقات الأخرى كالثورة .
والله كم يحزن المرء عندما يسمع كلمات أصبحت بديلا عن الجهاد من مثل قولهم الإنتفاضة !! والثورة .. فما أجمل الحرص على المسميات الشرعية الواردة في الكتاب والسنة ) منقول
( الثـــورة ) يا " عائض القرني " .. .. .. مصطلح إيديولوجي ، اعتمدها النعاج أصحاب الفكر اليساري العربي ، على خطى لينين وتروتسكي وستالين وماو .
واعتمدها أيضاً النعاج أصحاب الفكر الرأسمالي العربي ، على خطى النخبة الليبرالية الغربية
والثورات أو " الثورة " حالات أو حالة مفعمة بانعدام الوضوح ، وبالصراعات , والانفلاتات المختلفة ، والتذبذبات .
والثورة تطلق العنان لكل شيء كان مكبوتا ، فتفجر وتدمر كل شيء في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود .
واتفق النخبة اليسارية والنخبة المثقفة الليبرالية أن ( الثورة ) مسيسة عموماً ( بالفوضى ) .
والنتائج الأولية لهذه الثورات مع أهدافها هي في إسقاط رأس النظام القائم ، وتبدأ من الشارع وتستخدم الجماهير في تحقيق أهدافها ، وبعد الانتهاء من تحقيق أهداف النخب الثورية .
يبدأوون في فرض هيمنتهم على الجماهير والمجتمع بدلا من السلطة المنهارة ، مع إعطاء الجماهير إبتداءً والسماح لهم في أماكن وأوقات مختلفة بأن تأخذ بيدها مسألة تسيير بعض الشؤون الحياتية والاجتماعية ، لكن سرعان ما يهيمن النخب على الوضع العام مع الأخذ بزمام الأمور وفرض مؤسساتها الجديدة بأشر من النظم القمعية السابقة .
...............................................................................................
( 2 )
لم يخطر ببال الملاحدة من التقدميين والعلمانيين ودعاة المادية وعتاة الماركسيين والوجوديين أن البذرة الخفية ( الدعوة للثورة والثورات ) التي ألقوها في أحشاء التربة المعتمة والأرض الخراب ، أن ترى النور قط .
لأن العلماء والعقلاء والنجباء وعامة أهل السنة والجماعة في الأمة المحمدية استمدوا زادهم ووعيهم ونوروا بصيرتهم ورووا وجدانهم من معين ونبع ( الكتاب والسنة المطهرة ) .
وكان هذا المعين والنبع السخي يمد الأمة المحمدية بالري المستديم ، ويفيض عليها من منهله الصافي ما يرهف وجدانهم ، وينير بصائرهم .
كان هناك ( الكتاب والسنة المطهرة ) يتلى في البيوت والأكواخ والمساجد ، وينفذ إلى أعماق القرى ونائي النجوع منفرداً بالسيطرة الكاملة على وجدان الأمة المحمدية .
فلم ينفذ إلى وجدانهم قط أي سبيل من ( دعوات التقدميين ومقالات التطوريين ) ، وحيل بينهم ونفوذ هذه الأفكار " اليسارية والرأسمالية " إلى عقولهم وقلوبهم .
فالأمة التي قهرت الصلبيين ، وهزمت التتار ، ودوخت الجبابرة ، ولفظت الغزاة على مسار التاريخ لم تكن بحاجة إلى من ينقل إليها هذه الأفكار والمقالات الإبليسية .
لكن اليوم لما رأينا أن الأمة تقاد من قبل دعاة الصحوة " الغفلة " المزعومة ، ومنهم الحزبي المتلون " عائض القرني " ، وبجهودهم ( فتحت الأبواب والسـدود ) على مصراعيها ، فدب " وللأسف الشديد " في عقول الناشئة الهزيمة والجهل ونسيان التاريخ والميراث الأصيل .
نعم لم يخطر ببال ( عتاة التقدميين والعلمانيين ودعاة المادية وعتاة الماركسيين والوجوديين ) من أن يأتي يوماً عليهم ويرون بأم أعينهم من فتح ( الأبواب والسدود ) ، وإقامة جدار عريض يحجب الضوء والهواء عن الأمة المحمدية ( ميراثه وتاريخه القديم العظيم ) .
فإلى الله المشــــــــــــتكى .
وللعظة والتذكير أقول :
قال " القرني " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " الإسلام والتحديات المعاصرة " .
( ما هو الحلم الجديد الذي يَعِدُ به الناس هذا المجرم وأمثاله من الحداثيين والإلحاديين ، ويصفونه بالانفتاح وكسر الأقفال ، والخروج إلى المألوف ، وكسر الحواجز ، والثورة على القديم ؟ الحلم هو جنة كارل ماركس ولينين وستالين ، جنتهم التي وعدوا بها العالم فأتت فإذا هي جهنم ، نارٌ تلظى .. سحقوا الشعوب ، وقتلوا الألوف المؤلفة ، وذبحوا القيم والمبادئ ) .
وقال " عائض القرني " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " وجهاً لوجه " .
( مع العلم أنه وجدت تجاوزات في القتل والإبادة والسجن والتعسف والظلم ولم يطلق على مرتكبيها مصطلح الإرهاب والتطرف، كالضباط الأحرار في عهد عبدالناصر ، فإنهم قتلوا البشر قتلاً ذريعاًَ لا يوجد في التاريخ قتل مثله ، مثل ستالين ولينين وأتباعهما ، ومثل محاكم التفتيش ، ومثل ثورة الألمان مع هتلر وغيره ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق