بسم الله الرحمن الرحيم
ولا يزال الشيخ السلفي سالم بن سعد الطويل - حفظه الله وأيّده - يدك قواعد الحزبيين دكاً بشتى أصنافهم وطرقهم , ومن هؤلاء الذين بين حالهم وأظهر عوارهم مؤخراً (المتحزبة الجدد) فرع الكويت ومن حالفهم من خارج الكويت , وفي رأيي المتواضع يعتبر الشيخ الطويل وفقه الله وسدده أمام هؤلاء الأقزام رجل بدولة .
والأن إلى المقصود من كلام الشيخ حفظه الله ...
يا أدعياء الوضوح لستم بواضحين!! [١/ ٣]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد :
فلقد لاحظت على بعض الإخوة في السنوات الأخيرة اتخاذهم شعار "الوضوح سمة
أهل الحق"، وزعموا بأنهم أهل الحق وأنهم واضحون، وأكثر من يستعمل هذا
الشعار الأخ محمد بن عثمان العنجري الذي أستطيع أن أقول بأنه نائب مدير فرع
الكويت، أما مدير الفرع فهو - والله أعلم - الأخ أحمد بن حسين السبيعي
والذي يظهر لي - والله أعلم - أن القضية الأم عندهم هي محاربتهم للمنافس
التقليدي لهم وهم جماعة جمعية إحياء التراث!! وجعلوا من لم يوافقهم أو يسايرهم في خصومتهم لمنافسهم التقليدي هو أولى
الناس بالحرب، فيحاربونه بجميع أساليب الحرب ووسائلها المتاحة لهم، إلا
الضرب والقتل، بل ويرونه أولى بالحرب من جماعة التراث!! بحجة أن الأحزاب قد
انكشف أمرها، والآن يعملون على كشف بطانة الأحزاب!! وتركيزهم الأكبر - دائماً - يجعلونه في حق من كان للسنة أقرب لينفردوا
بالسنة دون غيرهم، حتى إذا أطلقوا لقب السنة أو السلفية أو أهل الحق فيعنون
به أنفسهم ومن معهم في حزبهم دون من سواهم .
وفي الحقيقة أنهم غير واضحين في موقفهم من منافسهم التقليدي، فقد أُثِرَتْ عنهم أحكامٌ متفاوتة وهي كالآتي :
الأول : التراثيون أخطر من اليهود والنصارى، وهذا ما كان يقوله الأخ محمد
العنجري وينسبه إلى أحد المشايخ، ولاحظت عليه في الفترة الأخيرة لم
يَعُدْ يكرر ذلك، ولعله يتبع سياسة معينة، أو حتى لا يؤخذ عليه مأخذ وتطوله
مسؤولية هذا الكلام الخطير، لا سيما أن هذا الكلام قد يفهم منه بعض الناس
بأنه تكفير للتراثيين .
مع أنه كان ينقل هذا الحكم موافقاً لقائله ومستدلاً به، ولا يستطيع أن
ينكر هذا لأن كلامه مسجل بصوته ومنشور، فإن تراجع عنه فليبين ذلك، والعجيب
أنه يقول: لم أتراجع - أي لم أقل ذلك حتى أتراجع عنه -! مع أن كلامه مسجل
بصوته، فليراجعه بنفسه أو فليراجعه غيره، ولا يلوم من نسب له كلامه المعلن،
والذي يظهر لي أنه لا يجرؤ على القول به في الكويت لاعتبارات كثيرة،
فيكتفي بالتصريح به خارج الكويت، أو أنه نَهَجَ نَهْجَ مديره الأخ أحمد
السبيعي، بأن يكون التصريح من غيرهما ويكتفيان بالتلقين السري في المجالس
الخاصة، أو أنه قاله ونسيه، والله تعالى يقول: ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ
وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المجادلة: ٦].
ولم أقف إلى هذه الساعة على قول لأحد من العلماء يقول بأن إحياء التراث
أخطر من اليهود والنصارى، حتى الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى الذي كان
من أشد الناس على الأحزاب والحزبية استنكر قول من يقول: إنهم أخطر من
اليهود والنصارى.
الثاني : إحياء التراث تأسست من أجل الخروج على الحاكم!!
وهذا قول أخ مصري اسمه خالد بن عبد الرحمن المصري، وقد ظهر في السنوات
الأخيرة ويتردد على الكويت بين الحين والآخر، ولم يكن معروفاً من قبل،
والذي يظهر لي بأن الأخ محمداً العنجري استقدمه إلى الكويت ليستعين به
للإجابة عن الأسئلة التي توجه له، ولكي يتولى بعض الدروس، لا سيما لما
قاطعوا دروس الشيخ فلاح مندكار، فأحضروا الأخ خالد بن عبد الرحمن المصري
ليسد الفراغ، لكن أنّى له ذلك.
والعجيب أن الأخ المصري لا يَعرِف الكويت ولا أهلها ولا من أسس جمعية
إحياء التراث، فهو إما يتكلم بما ليس له به علم، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا
تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء : ٣٦] ، أو قيل له ذلك فكرر
ما قد قيل له من غير أن يتبين، والله تعالى يقول: ﴿فَتَبَيَّنُوا أَن
تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ﴾ [الحجرات : ٦].
والغريب أن جماعة الوضوح المزعوم لم يردوا عليه، بل سجل أحد شبابهم كلامه ونشره.
ولقد لاحظت عليه جرأة على الكلام بغير علم، حتى سمعت له كلمة مسجلة
بعنوان: (ترجمة مختصرة للشيخين أحمد السبيعي ومحمد العنجري)، حاول فيها
تلميع المدير ونائبه وزعم في كلمته أن كفيله الأخ محمداً العنجري (ممن حمل
دعوة السنة في الكويت مما يقارب ثلاثين سنة)!!
وهذه والله شهادة زور، حتى الأخ محمد العنجري يعلم عن نفسه أنه لم يحمل
دعوة السنة مما يقارب ثلاثين سنة، ولو سألته كم كان عمر الأخ محمد العنجري
قبل ثلاثين سنة؟ ومن علّمه السنة؟ ومن مشايخه؟ وماذا درس عليهم؟ ولا أظنه
إلا سيكون عاجزاً عن الإجابة، ألا يخشى أن يُسأل يوم القيامة عن قوله
هذا؟!
والأغرب من ذلك أنه في الترجمة نفسها يقول بأنه ما كان يعرفهما - أي السبيعي والعنجري - من قبل، وإنما عرفهما في السنوات الأخيرة!!
إذاً كيف يشهد له بهذه الشهادة؟! ولقد قال عز من قائل: ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾ [الزخرف: ١٩].
ويقولون "الوضوح سمة أهل الحق"، والله المستعان.
الثالث : من يبدع منهج إحياء التراث ويقول منهجهم على غير ما أنزل الله
على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويقول نختلف معهم في العقيدة، وهذا هو
(قول) الأخ محمد العنجري نائب مدير فرع الكويت، ويتوقف في تبديع الأفراد.
وإليك أخي القارئ نص كلامه بالحرف الواحد: (أنا أقول أن منهج جمعية
إحياء التراث المقرر في منبرها الأوحد "الفرقان" يخالف ما كان عليه محمد
وأصحابه، لذلك خلافنا مع جمعية التراث خلاف عقدي، أما التبديع، أنا سئلت
مراراً ومسجلة بعض الأجوبة، لا أبــ ...، من يقول ...، ما ما أعرف أحد يقول
أن كل تراثي مبتدع، هذه إيراد التكفيريين وأصحاب القلوب المريضة، يتهمون
الناس بلا أدلة، تسأل هذا الرجل: عندك دليل بهذا الكلام؟ يقول لك: لا ما
عندي دليل. زين شلون؟ اعتقادنا بأن جمعية إحياء التراث منهجها المسطر في
مجلة "الفرقان" يخالف ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، خلافنا
مع هذا المنهج خلاف عقدي، أما أفراد الناس كل شخص بحسبه، كل شخص بحسبه…)
إلخ.
ولما سُئل: هل يقال عنها جمعية بدعية؟
قال: (طبعاً، جمعية إحياء التراث منهجها، منهج جمعية إحياء التراث
المتمثل والمسطر في منبرهم الأوحد وغيره من الرسائل منهج بدعي، منهج بدعي،
ولكن الأفراد: لا، كل بحسبه) انتهى كلامه.
الرابع : من يبدع أفراد جمعية إحياء التراث وينكر على من لا يبدعهم، وهذا
ما قاله الدكتور أحمد بازمول، وهو من مكة، لكن استعان به فرع الكويت، وله
كلام مسجل بصوته يقول فيه بالحرف الواحد - وهو يرد عليّ بما سماه بالرد
التفصيلي على سالم الطويل -: (ومن أخطائه التي يجب التحذير منها أنه لا يرى
الخلاف مع جمعية إحياء التراث الإسلامي خلافاً عقدياً…)، ثم قال: (- نعم -
يرد على (التراثيين) - لكن - هل يراهم مبتدعين؟ لا، لا يراهم مبتدعين، هل
يرى الخلاف معهم عقدي، لا، لا يرى الخلاف معهم عقدي) انتهى كلامه .
والغريب في الأخ نائب مدير فرع الكويت الأخ محمد العنجري أنه يُكذِّب من ينسب لهم تبديعهم للتراثيين!!
فأقول : هذا صاحبك وضيفك المستديم الأخ الدكتور أحمد بازمول ينكر على من
لا يبدع التراثيين، إلا إذا كنت تختلف معه في ذلك فهذا شيء آخر، وهذا دليل
واضح على أنك غير واضح ولو رفعت شعار "الوضوح سمة أهل الحق".
الخامس : من يقول بأن منتسبي الجماعات والجمعيات لا يقبل منهم عمل، لا
صلاة ولا صيام ولا قراءة قرآن، ومجرد الانتساب يهدم أعمالهم كلها، وأن
المتصدرين للدعوة خونة لا يريدون إلا مصالحهم ومآربهم، وأنهم يعلّمون
الشباب البدع ويسقونهم البدع سقياً، وعندهم بدعة التنظيمات، وأنهم غير
مؤتمنين ولا موثقين ولا مشهود لهم ووو إلخ، وممن صرح بذلك الأخ زيد بن حليس
الدوسري، فقد قال ذلك في كلمة مسجلة بصوته، وقد سبق أن نشرت كلامه نصاً
بالحرف الواحد فمن شاء فليرجع له، وقد وافق - بل فاق - (محمود الحداد)
بوصفه لأهل السنة بتلك الأحكام القاسية، وإنما قلت فاقه لأن (محموداً
الحداد) يبدع أهل السنة ثم يقول لا تقبل منهم أعمالهم، بينما الأخ زيد يقول
لا أبدعهم، ومع ذلك يزعم بأن أعمالهم غير مقبولة!! فكيف لو بدعهم؟! لربما
حينئذ سيكفرهم، والغريب أن كلامه هذا مع أنه ظاهر البطلان إلا أنه ما زال
مصراً عليه.
فإن قال قائل: قد يكون قد تراجع عن كلامه.
فأقول: ما لنا والقدقدة قد وقد، إن كان تراجع -وهذا والله أحب إلي- ، فيجب
عليه إعلان تراجعه، لأن هذا من مقتضيات الوضوح إن كان واضحاً.
وسبحان الله ما أجرأه في إخراج الناس من السنة!، ولا أدري أيهم أجرأ: زيد حليس أمْ الدكتور أحمد بازمول أمْ محمود الحداد؟!
السادس : قول مدير فرع الكويت وهو الأخ أحمد حسين السبيعي: (ما زلت أقول:
في التراث إخوان لنا من أهل السنة) انتهى كلامه، ولا أدري إذا كان في
التراث إخوان له من أهل السنة، فهل الباقون هم من أهل البدعة؟ أو أنهم
بمنزلة بين منزلتين؟ ويقولون "الوضوح سمة أهل الحق"!!
وفي الحقيقة بأن الأخ أحمد السبيعي مع أنه مدير فرع الكويت - فيما يظهر
لي - إلا أنه أقلهم تصريحاً ويكتفي بالإدارة السرية - والله أعلم - ويفضل
أن يصرح غيره!!
السابع : من ظهر مؤخراً متعاوناً مع إحياء التراث وهو الدكتور خالد بن
ضحوي الظفيري، فقد التحق في لجنة تأهيل المنحرفين فكرياً، وهي لجنة العمل
فيها تطوعي، وقد التحق بها بمحض إرادته، وليس مكلفاً من أي جهة في العمل أو
الوظيفة التي يعمل فيها، وهذا تطور غريب على هذه المجموعة، فبينما بعضهم
يقول: جمعية إحياء التراث أخطر من اليهود والنصارى، وبعضهم يبدعهم أو يبدع
منهجهم، يذهب الدكتور خالد بن ضحوي للتعاون مع التراثيين، وكان بإمكانه
محاربة الفكر المنحرف من غير تلك اللجنة، وقد تكون الأيام القادمة حبلى
بتطورات جديدة، فقد ينسحب من لجنة تأهيل المنحرفين فكرياً إذ سيقال له: كيف
تتعاون مع منحرفين فكرياً لتأهيل منحرفين فكرياً؟!
وقد ينسحب بأمر مباشر أو بضغط معنوي، كما لا يستبعد أن يتم إبعاده أصلاً
إذا اكتشفت إدارة جمعية إحياء التراث أنه ينتمي إلى جماعة لها مواقف شديدة
ضدها .
كل هذه الاحتمالات واردة، لكن الأمر الذي أكاد أجزم به من خلال معرفتي
بهذه المجموعة أن الصورة التذكارية التي التقطت للدكتور خالد بن ضحوي مع
مجموعة من التراثيين سيتم الاحتفاظ بها في الإرشيف للرجوع إليها عند
الحاجة!!
الثامن : من يشارك جمعية إحياء التراث رسمياً في بعض المؤتمرات كما فعل
الدكتور محمد بازمول وهو شقيق الدكتور أحمد بازمول وشقيقه الأكبر وعلى
الرغم من أن الدكتور أحمد يبدع منتسبي إحياء التراث وينكر على من لا يبدعهم
غير أنه لا ينكر على شقيقه، ولو فعل ذلك غير شقيقه، أو غير زميله الدكتور
خالد بن ضحوي لكان له موقف آخر!!
سبحان الله! صدق من قال: (الهوا ما له دوا).
والخلاصة: أن هذه المجموعة التي تدعي الوضوح هي بذاتها غير واضحة، فمنهم
من يقول: إحياء التراث أخطر من اليهود والنصارى، ومنهم من يبدعهم أفراداً،
ومنهم يبدع منهجهم دون أفرادهم، ومنهم من يقول : الخلاف معهم عقدي، ومنهم
من يقول : لا يقبل الله أعمالهم، ومنهم من يقول : بعض إحياء الترث من
إخوانه أهل السنة، وسكت عن الآخرين، ومنهم من يشاركهم في بعض اللجان، ومنهم
من يشاركهم في بعض المؤتمرات والمحاضرات، فيا ليت الأخ الدكتور الشيخ طارق
بن حسين السبيعي يخرج من صمته، ويجمعهم ويتشاور معهم ليوحدوا كلمتهم، فقد
شوهوا السلفية كثيراً بتناقضاتهم التي أضحت واضحة لكل من له أدنى متابعة.
أخي القارئ الكريم لم أنته بعد من بيان تناقضات تلك الجماعة، فانتظرني
في مقال قادم - إن شاء الله تعالى - وسأبين فيه تناقضاتهم في موقفهم من
بشار الأسد، وموقفهم من حرب سوريا، وحرب اليمن وغير ذلك.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه الشيخ السلفي
سالم بن سعد الطويل حفظه الله
1436/05/22هـ
2015/03/13م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.