فضيلة الشيخ ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد سمعت المقطع الصوتي الذي أرسلتموه في مسألة العذر بالجهل، ولا أدري من هو وكلامه كلام متدهور متهور، ولن أتكلم عن كلامه في مسألة العذر بالجهل وخلطه فيها، ونقله ما يوافق هواه، وترك ما يخالف هواه من صريح كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب وعبدالرحمن بن حسن وغيره، وهذا ديدن غيره والله المستعان.
ولكن يهمني هنا تجنيه على شيخنا عبدالله بن سعدي الغامدي رحمه الله تعالى، فزعم أن الشيخ قصد! تحريف كتاب "شرح أصل دين الإسلام وقاعدته" في إسقاط آخر كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن لأنه يخالف مذهبه!
والكلام عن هذا له عدة وقفات:
أولها: أن هذا تحكم وجرأة على أهل العلم والطعن في نياتهم، والعذر يشمل شيخنا بأي عذر من المعاذير الصحيحة، ولعل آخره غير موجود في أصل منقول شيخنا، أو أنه ذهل عنه.
الثانية: أن ما (سقط) ولا أقول (أسقط) من كلام الشيخ عبدالرحمن بن حسن عن كلام شيخ الإسلام مذكور معناه في رسالة الشيخ عبدالله أبا بطين "الانتصار لحزب الله الموحدين" وبين فيها مراده منها.
الثالثة: أن في الكلام (الساقط) ولا أقول (المسقط!) دفاع عن شيخ الإسلام ابن تيمية وبيان سبب (عدم تكفيرهم) وهو غلبة دائرة المخالفين عليه كحال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في أول دعوته، فهو يرى بأن مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية عدم العذر بالجهل في أصل التوحيد، وإنما قال هذا الكلام المنقول لذلك السبب وهو كثرة خصوم الباطل حوله، وقد أطنب الشيخ عبدالرحمن بن حسن في بيان ذلك في رسالة مفردة نشرتها محققة معلّق عليها تحت عنوان "تحقيق مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألتي العذر بالجهل وتكفير المعين" وهذا رابطها: (http://cutt.us/tb2t).
الرابعة: لا أدري أهو جنون أم مجون! في بارد اعتذاره بأن الذين دلسوا وأسقطوا هم من حول الشيخ ابن سعدي ممن سماهم الحدادية!! وشيخنا جمع الرسالة قبل عام 1411هـ حينما كان الحداد خدين وجليس وأنيس لهم ولم يخالفهم في شيء، فلم تكن حينذاك حدادية ولم تخلق! بل لم يكن هو ولا من حوله يدرون من الحداد، فهل يعقل هذا ما يقول؟
وأغبى منه من يقول بأن الشيخ عبدالرحمن العياف حدادي! وعمر شيخنا ضعفي عمر الحداد تقريباً، وهو على دين أهل التوحيد والسنة، ومن خاصة طلاب الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان رحمه الله.
الخامسة: زعم أن الشيخ لبّس على الشيخ ابن باز فوضع رسالة بدل رسالة بعد تقديم الشيخ ابن باز! ووضع رسالة "الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد" بدل رسالة "الجواب المفيد في حكم تارك التوحيد" والرسالة واحدة، وهي غير رسالة الإمام محمد بن عبدالوهاب المسماة "مفيد المستفيد في حكم تارك التوحيد" وهي ضمن المجموع، وأما تلك فهي لرجل مصري، وهي نافعة، وتغير الاسم إنما جاء في تقريظ شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى، وإلا فاسم كما ذكره شيخنا ابن باز.
السادسة: زعم أن الشيخ نقل كلام رشيد رضا، وأن فيه القول بقول المعتزلة! وفيه تعطيل مهمة النبوة، وتهميش الرسالات، وهذا كلام جاهل، ولم يكن ذا مذهب شيخنا ولا مذهب رشيد رضا أصلا مع تخبطاته، والرسالة حجة في الدلالة على الله تعالى والتعبد له، ولكن الشرك كما يبطله الشرع كذلك تبطله الفطرة والعقل بنصوص شرعية محكمة واضحة.
ثم تلك الرسالة التي ينكرها هذا الرجل علم عنها الشيخ ابن باز، وأشار إليها في المقدمة، ووصف كل ذلك بالنفع، وأوصى بها.
والخلاصة: أن الرجل تهور فهوى، وكلام أئمة الدعوة النجدية واضح بين، وإن كان صادقاً فلينشر كتاب "مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد" و"ردود عبدالرحمن بن حسن على عثمان بن منصور" و"قرة عيون الموحدين" و"رسائل عبدالله أبا بطين" وكلها تنقض مذهب هذا الرجل وجنسه من أسّه! ولكنه الهوى، والله المستعان.
بدر بن علي بن طامي العتيبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق