بسم الله الرحمن الرحيم
[ وقفات يحتاج المحتفل بذكرى الإسراء والمعراج إلى التنبه لها ]
الوقفة الأولى :
لم يثبت في تحديد زمن وقوع حادثة الإسراء والمعراج دليل .
قال الإمام ابن تيمية كما في " زاد المعاد "(1/ 58) :
لم يقم دليل معلوم لا على شهرها ولا عشرها ولا عينها ، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به. انتهى .
وقال الشريف ابن الأمير الصنعاني في " التنوير"(7710) :
هي ليلة معينة ، لم يرد بتعيينها سنة صحيحة. انتهى .
الوقفة الثانية :
اختلف العلماء في وقت حدوثها إلى أقوال عدة .
فقيل : في رجب ، وقيل : في ربيع الأول ، وقيل : في ربيع الثاني ، وقيل : في رمضان ، وقيل : في شوال ، وقيل : في ذي القعدة .
وبعضهم يجعلها : في أوائل الشهر، وبعضهم : في أواساطه ، وبعضهم : في أواخره .
وقد أشار إلى هذا الاختلاف كثير من العلماء :
فمن الحنفية : الملا علي قارئ وأبو الفضل الألوسي .
ومن المالكية : ابن عبد البر وأبو عبد الله القرطبي .
ومن الشافعية : النووي وابن كثيروابن حجر العسقلاني .
ومن الحنابلة : ابن الجوزي والعثيمين .
الوقفة الثالثة :
من أضعف الأقوال في تحديدها قول من قال : إنها كانت في شهر رجب .
فقال أبو الخطاب ابن دحية المالكي في " أداء ماوجب من بيان وضع الوضاعين في رجب "(ص110):
وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب ، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب . انتهى .
وقال ابن العطار الشافعي في " حكم صوم رجب وشعبان وما أحدث فيهما "(ص34) :
وقد ذكر بعضهم أن المعراج والإسراء كان فيه ، ولم يثبت ذلك . انتهى .
وممن ضعف حديث حصول الإسراء والمعراج في سبع وعشرين من رجب.
من المالكية : أبو الخطاب الكلبي .
ومن الشافعية : ابن العطار وابن كثير وابن حجر العسقلاني .
ومن الحنابلة : ابن تيمية وابن رجب وابن باز والعثيمين .
الوقفة الرابعة :
الاحتفال
بهذه الذكرى لم يأت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولم يفعله أصحابه ، ولا
فعله أحد من التابعين ، ولا أتباع التابعين ، ولا فعله أئمة المذاهب
المشهورة : أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد .
وهؤلاء هم قدوة التارك لهذا الاحتفال.
وأما المحتفل فمن قدوته؟.
إنهم الرافضة الشيعة ومن تابعهم من غلاة المتصوفة!! .
الوقفة الخامسة :
من كانت له همة ونشاط في فعل الخير والازدياد فليقل لنفسه :
يا نفس كم من الطاعات التي جاءت في القرآن والسنة الصحيحة وأنت لا تفعلينها ولا تجتهدين في تحصيلها؟ .
يا
نفس إن من العيب أن تقصري وتتكاسلي في عبادات جاءت في القرآن والسنة
الصحيحة وتجتهدي فيما لم يرد فيهما،ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أصحابه من بعده .
اختصره :
عبد القادر الجنيد .
من كتابه :
"تذكير الباحث بأنه لا يصح في تحديد تاريخ حادثة الإسراء والمعراج أثر ولا حديث".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.