************************

************************

التاريخ

||

جديدي في تويتر

الاثنين، 21 أبريل 2014

تنبيه الطلاب والطالبات لما عند الدكتور من الضلالات (3 - 4) للشيخ السلفي سالم بن سعد الطويل حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم



تنبيه الطلاب والطالبات لما عند الدكتور من الضلالات (3 - 4)


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فهذا المقال الثالث أردت فيه بيان الحق ونصيحة الخلق ومنبهاً للطلاب والطالبات لما عند الدكتور من مخالفات وضلالات وللتذكير أقول:

الدكتور هو دكتور العقيدة في احدى الكليات في الكويت، يعتقد ويدرس ويروج لعقيدة باطلة مخالفة للكتاب والسنة ومخالفة لعقيدة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة، فأقول وبالله أستعين:


أولاً: قبل الشروع في الرد على ضلالات الدكتور أردت ان أبين عقيدة الكتاب والسنة التي هي عقيدة أهل السنة وسلف الأمة في علو الله تبارك وتعالى العلو المطلق بذاته وصفاته وقهره لجميع مخلوقاته.


ثانياً: الواجب ان نقول ونعتقد بالله ما دل عليه الكتاب والسنة فالله تعالى أعلم بنفسه من خلقه ورسوله صلى الله عليه وسلم صادق مصدق {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) ان هُوَ الَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)} [النجم].


ثالثاً: أهل البدع يدعون العقلانية فضلوا وأضلوا وزعموا ان ظاهر نصوص الكتاب والسنة تخالف العقل لذا نسفهوا نسفاً والعياذ بالله.


رابعاً: الله تعالى فوق جميع خلقه كما قال تعالى {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)} [الأنعام]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)} [النحل]، وليس فوق الله شيء من خلقه.


خامساً: الله تعالى غني عن كل شيء العرش والكرسي والسماوات، والأرض، والملائكة، والرسل، والانس، والجن، فليس كونه فوق شيء من خلقه يكون محتاجاً الى شيء من ذلك، بل هو الله الغني وغيره فقيره اليه، وهو الله الصمد الذي تصمد له جميع الخلائق.


سادساً: الله تعالى في السماء كما قال تعالى عن نفسه في كتابه: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ان يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَاذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ان يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)} [الملك].


سابعاً: ومعنى في السماء أي في العلو، وهذا العلو مطلق أي «كامل» فالله عالٍ في ذاته وصفاته وعالِ على جميع مخلوقاته.


ثامناً: ويمكن تفسير كون الله جل وعلا «في السماء» أي «على السماء» «ففي» تأتي بمعنى «على» كما في قوله تعالى {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]، أي على جذوع النخل.


تاسعاً: لا تكاد تجد مسلماً متعلماً الا وهو يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمُهم الرحمنُ.ارحموا من في الأرضِ يرحمْكم من في السماءِ» [أخرجه الترمذي عن عبدالله بن عمرو، رقم (1924)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (925)]، «من في الأرض» أي من «على» الأرض،، يرحكم من «في» السماء، أي من «على» السماء، وهذا ظاهر وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، ليس دونها سحاب لا تخفى الا على العميان.


عاشراً: الدكتور وأهل الأهواء ينسبون زوراً وبهتاناً كلاماً باطلاً لأهل السنة وسلف الأمة فالواجب ان نوقفهم عند حدهم، ونحذر من باطلهم فنطالبهم بالدليل والمصدر الذي نقلوا منه ان كانوا صادقين، وبهذه الطريقة يظهر باطلهم جلياً لكل مريد للحق.


حادي عشر: ينبغي ان نتنبه لأمر في غاية الأهمية ألا وهو: اذا قال الدكتور «أهل السنة والجماعة» فهو يقصد الأشاعرة والماتوردية ولا يريد بأهل السنة اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بالجماعة الذين اجتمعوا وأجمعوا على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
واذا قال الدكتور «المجسمة» فهو يقصد أهل السنة والجماعة وسلف الأمة وبعد هذه المقدمة نأتي الى ما سطره الدكتور في مذكرته المقررة على الطلاب والطالبات في الكلية.


ثاني عشر: قال الدكتور في مذكرته «خاصة في الرد على دعوى المجسمة كون الله جل وعلا في مكان وحيز كالعرش مثلا أو السماء الدنيا أو غير ذلك» انتهى كلامه.
قلت: في هذا العنوان من مذكرة الدكتور كلام باطل من عدة وجوه وبيان ذلك أقول:


أ - لمز أهل السنة بـ«المجسمة» تنفير للمسلمين من عقيدتهم وأهل السنة براء من هذا الوصف.


ب - افترى على أهل السنة بأنهم يقولون «الله تعالى في مكان وحيز» والحق ان أهل السنة وسلف الأمة ما قالوا ذلك، بل ولا استعملوا كلمة في مكان وحيز، اذ انها كلمات مهملة في الكتاب والسنة لم تثبت ولم تنفَ، فلم يقل الله تعالى عن نفسه ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بأنه في مكان ولا أنه في حيز ولا كونه جل وعلا ليس في مكان ولا حيز.فمثل هذا لا يثبته أهل السنة ولا ينفونه لعدم ثبوته في الكتاب والسنة وعدم نفيه، لكن من أثبته أو نفاه لا يوافقونه ولا يعارضونه الا بعد الاستفصال منه فانه أراد معنى صحيحاً وافقوه على المعنى الصحيح ونهوه عن اثبات أو نفى ما لم يثبت أو ينف بالكتاب والسنة.


جـ - ونقول للدكتور: مَنْ قال مِنْ أهل السنة ان الله في مكان وحيز كالعرش أو السماء الدنيا؟ حدد لنا اسم القائل وأين قاله واسم المرجع الذي نقلته عن قائله ان كنت صادقاً.أما ان تتقول على الأبرياء بغير برهان ولا سلطان فهذا مرفوض.


د- الذي قاله أهل السنة وسلف الأمة ان الله تعالى في السماء كما في قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} أي في العلو أو على السماء.


وقالوا الله تعالى مستو على العرش، كما قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه]، أي علا على العرش، وقالوا: ينزل ربنا الى السماء الدنيا، كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، ان رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ الَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» [أخرجه البخاري (384/1، رقم 1094)، ومسلم (521/1، رقم 758)].


ثالث عشر: قال الدكتور في مذكرته المقررة على الطلاب والطالبات: «الأدلة العقلية التي استدل بها أهل السنة والجماعة على بطلان دعوى المجسمة المذكور:


1 - أنه تعالى لو كان متحيزاً في مكان كالعرش مثلاً أو السماء الدنيا أو غير ذلك للزم قدم الحيز والمكان فيلزم وجود قديم مع الله تعالى وهو كفر باتفاق» انتهى كلام يا طلاب ويا طالبات.
فاسألوه من قال بأن الله متحيز في مكان؟ اذكر اسمه وكتابه الذي ذكر فيه هذا الكلام، وسيظهر لكم الافتراء على أهل السنة والعياذ بالله، ثم لاحظوا في كلامه تكفيراً صريحاً لأهل السنة على قول ما قالوه ولا تلفظوا به. (سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).


ثم يقول الدكتور:
2 - «أنه تعالى لو كان في مكان كالعرش مثلاً أو السماء الدنيا لكان محتاجاً اليه ضرورة، والمكان غير الله تعالى فيلزم احتياج الله الى غيره، والمحتاج الى غيره ممكن الوجود لأن الاحتياج ينافي وجوب الوجود».انتهى كلام الدكتور.
قلت: قبل الرد على هذا الكلام الباطل أريد ان أبين للطلاب والطالبات ان مقصودهم بواجب الوجود هو الله تعالى، وممكن الوجود هو المخلوق، اذا فهمت هذا فتأمل ماذا يقول الدكتور.
يقول: لو كان الله تعالى في مكان كالعرش مثلا أو السماء الدنيا، أو غير ذلك.
وأقول: أهل السنة ما قالوا الله في مكان بل قالوا الله تعالى فوق جميع خلقه والعرش سقف المخلوقات والله تعالى مستو على العرش كما قال تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وكون الله تعالى علا على العرش لا يلزم ان يكون محتاجاً اليه ضرورة كما يزعم الدكتور ألا ترى ان السماء فوق الأرض عالية عليها وليست بحاجة اليها؟ فاذا كانت السماء وهو مخلوقة عالية على الأرض وهي مخلوقة أيضا ولا تحتاج اليها فمن باب أولى ان يكون الله تعالى وهو الخالق عالياً على العرش، وعلى جميع خلقه، ولا يحتاج اليهم.
وهذا ظاهر والحمد لله رب العالمين.


ثم يقول الدكتور: «لو كان الله تعالى في مكان كالعرش أو السماء الدنيا أو غير ذلك لكان المكان مستغنى عنه تعالى والمستغني عن الواجب مستغن عما سواه بطريق الأولى، فيكون واجباً والمفروض ان الواجب هو المتمكن لا المكان» انتهى كلامه.
قلت: والله انني مستغرب جداً كيف يقرر هذا الكلام على الطلاب والطالبات وهو كلام فلسفي لا يفهمونه ولا يحتاجون اليه ومبنى هذا الكلام كله على فرية افتروها على أهل السنة وسلف الأمة فقد زعموا ان أهل السنة قالوا بأن الله في مكان والمكان ظرف له، وأهل السنة ما قالوا ذلك بل الله فوق جميع الأماكن المخلوقة فهو جل وعلا مستو على عرشه بائن من خلقه، ليس في شيء من خلقه، وليس شيء من خلقه فيه، فالخالق غير المخلوق.


ثم يقول الدكتور: «حصوله تعالى واستقراره في مكان من مخلوقاته كالاستقرار على العرش أو النزول في السماء الدنيا حقيقة أو غير ذلك يستلزم الحلول وهو اما جواري كحلول الدهن فوق سطح الماء، أو ظرفي كحلول الماء في الكوز، أو سرياني كسريان ماء الورد في الورد، وهو يستلزم صحة مذهب الحلولية من غلاة الصوفية فلا نأمل بعدها ان يحل غيرها من المخلوقات» انتهى كلام الدكتور.


أقول: سبحان الله، ألم أقل لكم أيها الطلاب والطالبات ان هؤلاء المحرفة هم المعطلة هم الممثلة المشبهة؟ فهم وقعوا في التمثيل والتشبيه فاعتقدوا أنهم اذا اثبتوا لله ما وصف به نفسه في كتابه فانه قد مثلوا وشبهوا الخالق بالمخلوق فوجدوا ان المخرج من هذا هو التعطيل بالتحريف الذي يسمونه تأويلاً.


فقد ظنوا بالله ظن السوء ان كان مستوياً على عرشه، فهو حال في خلقه، اما كحلول الدهن فوق سطح الماء، مجاوراً له أو كحلول الماء في الكوز والكوز ظرف في داخله الماء، أو حلول سرياني كما يسري ماء الورد في عروق الورد، وبقي شيء واحد غفلوا عنه بل ضلوا عنه ضلالاً بعيداً وهو ان الله تعالى ليس كمثله شيء مستو على عرشه بائن من خلقه ليس مجاوراً لشيء من مخلوقات ولا حالاً فيها ولا ساريا فيها تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.


أخي القارئ الكريم لم أنته بعد من الرد على الدكتور فتابعني باذن الله في المقالات القادمة.


اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله أولاً وآخر وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 




  
وكتبه :
الشيخ السلفي سالم بن سعد الطويل حفظه الله



ليست هناك تعليقات:

التوقيع :

جميع الحقوق محفوظة لموقع © المدونة السلفية الحنبلية