الأربعاء، 8 مايو 2013

(( حَمْلُ (المعتقد الباطل) على المعتقد الصحيح عند الحجوري )) الشيخ الفاضل عرفات بن حسن المحمدي - حفظه الله -

بسم الله الرحمن الرحيم

(( حَمْلُ (المعتقد الباطل) على المعتقد الصحيح عند الحجوري ))



قال الحجوري كما في كتابه "الكنز الثمين! في الأجوبة على أسئلة طلبة العلم والزائرين!" (4/461):
(السؤال: هل يحمل كلام العالم المجمل على كلامه المفصل؟ الإجابة: إن كان الأصل في ذلك العالم السنة والمنافحة عنها، وحصل منه كلام في بعض المواطن يخالف ما يعتقده، فإن هذا الكلام الذي قاله ويخالف معتقده الصحيح الصريح يوجه إلى معتقده الصحيح؛ لأننا نظن فيه الخير ونعرفه بالخير، فإن كان حياً يناقش ليوضح قوله: وإن كان ميتاً يصير إلى ما علم من أصول معتقده والحمد لله) . قلت: ويكفينا في هذا ما كتبه الشيخ العلامة ربيع المدخلي–حفظه الله- ويكفينا منه قوله في "تنبيه أبي الحسن..." كما في المجموع (43):
(من يخطئ بالمقال أو الفعال يقال له أخطأت، ولا يقال يحمل المجمل على المفصل، وقد يعاقب على حسب خطورة وضرر مقالته، فقد يكون جلداً، وقد يكون قتلاً، وقد يكون تعزيراً، وقد يكون تكفيراً، وقد يكون تبديعاً. ولو أخذنا بهذا المنهج -حمل المجمل على المفصل ...إلخ- لضاع دين الله وضاعت حقوق العباد، ودين الله قائم على رعاية المصالح ودرئ المفاسد).
وقال حفظه الله أيضًا:
(إذا صدرت كلمة مجملة تتضمن سباً لله أو لرسوله أو كتابه أو لأحد الأنبياء أو الصحابة من سني ومبتدع فهل تحمل ما صدر من السني على الحق ومن المبتدع على الباطل. وإذا صدر من رجلين سني ومبتدع أو سني ومنافق أو كافر كلمة تتضمن قذفاً فهل تحمل ما صدر من السني على الحسن والحق، وما صدر من غيره على القبح والباطل وإذا صدرت أي كلمة تتضمن الردة من رجلين سني ومبتدع فهل تكون ردة من المبتدع وحقاً وحسناً من السني).
قلت: وبهذا الرد العلمي يتبين للقارئ بطلان هذا الأصل الذي وضعه الغارقون في البدع والمدافعون عن أهل البدع والضلال ثم إنَّ هذا الحجوري من عجائب الدنيا! فهو فاحش القول سليط اللسان مع أهل السنة يبطش بعلماء المنهج السلفي ويحقر من شأنهم –هو وأتباعه- وهو من يقرر قواعد وأصول أهل البدع. قال أبو الحسن:
(نرجع إلى سيرة هذا القائل وإلى طريقته ومنهجه الذي عرف به فنحمل على الحق إن كان سنياً، ونحمل على الباطل إن كان مبتدعاً).
انتهى كلام أبي الحسن الذي قلَّده فيه الحجوري. قلت: ومع ذلك يتظاهر الحجوري بأنه أول من أدرك فتنة أبي الحسن المأربي، والمسكين يتخبط في أوحال أصول أبي الحسن الفاسدة، بل وتراه يتبجح بجهوده الحدادية! قال الحجوري في شريط بعنوان [لفت الأمجاد]: (أنا والله قد ضحيت بنفسي للدعوة ولا أقول هذا تبجحا, أكثر من خمسين كتاب وأكثر من ألف شريط كل ذلك أعاني فيه من أجل حفاظاً([1]) على الدعوة)! فانظر كيف يتبجح بأشرطته، مع كثرة ثرثرته وتقليبه للأمور وتمجيده لنفسه مع التظاهر بالصلاح والتقوى .

وبعض كتبه وبعض أشرطته التي فيها تخطئة الرسول صلى الله عليه وسلم في أساليب الدعوة، وأن السنة معظمها وحي!
وفيها يذكر مثالب بعض الصحابة –رضوان الله- عليهم– ويلصق البدعة ببعضهم كعثمان بن عفان وقدامة بن مظعون رضي الله عنهم!
مع وقوعه في عقيدة القدرية! وفي عقيدة الأشاعرة!
كذباته الكثيرة التي بلغت الآفاق ولاسيما كذبه على أهل العلم!

ويطعن في بعض العلماء المتقدمين وكثير من المتأخرين.
ويتلفظ بألفاظ السوء على علماء السنة وطلابهم.
ويمزق ويفرق السلفيين في شتى البلدان.
ويكذب على الأبرياء وينسب إليهم الأباطيل
ويجند السفهاء للرد على أهل العلم والفضل بالباطل وبتلفيق التهم وفي المقابل يذبون عن الحجوري بالباطل.
وينطلق هذا الرجل وحزبه من أصول فاسدة مضادة للمنهج السلفي ومع هذه البوائق فقد وصفه أتباعه بأنه إمام الثقلين ولو ذوبوه لذاب لحمه سنة ولصار آيات الكتاب الباقي! أليس هذا منهم من أقبح أنواع الغلو المشين ؟
والسؤال: هل مَن تصدر منه هذه البوائق يعتبر سلفيًا؟
وهل السلفي يدافع وينافح عمن تلطخ بمثل هذه البوائق التي لم نر من صاحبها تراجعا عنها؟
وما هو سر هذا الحماس لهذا المدعو الحجوري؟
إنه التحزب المقيت والتعصب الذميم للباطل وأهله.
وأقول لهم:
أين الغيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وأين الغيرة على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وأين الغيرة على علماء السنة وطلابهم في شتى بلدان العالم؟
وأين الغيرة على المنهج السلفي والدعوة إليه والذب عنه وعن دعاته واحترامهم؟
وأين الغيرة على جمع الكلمة ورأب الصدع بين السلفيين في العالم والسعي في وحدتهم وألفتهم ؟
لا شيء يذكر إن من أهم المهمات عند الحجوريين أن لا يمس أحد جناب المدعو يحيى الحجوري إمام الثقلين.
ومن ظنونهم الفاسدة أن (دماجا) إن خذلت فدين الله في الأرض قد خذل، قال الشاعر على رأس الحجوري في قصيدته (زجر المعجبين بأنفسهم من الشعراء ومناشدة المشايخ الفضلاء) :


دماجُ معقِلُ دينِ اللهِ إن خُذلَت *** فإن دينَ الهدى في الأرضِ قد خُذلا


فهذا كله مما يدل دلالة واضحة على بُعد هذا الحجوري وأتباعه عن المنهج السلفي ولا يغرنك ما يدَّعونه من التمسك بالكتاب والسنة والتمسح بالعلامة الشيخ مقبل رحمه الله –الذي كان يجل العلماء وطلاب العلم- فهم يسعون لهدم دعوته التي قامت على الكتاب والسنة وأقوالهم وتصرفاتهم خير دليل على ذلك.
والحجوري الذي شابه أبا الحسن في تقرير هذا الباطل تراه يتظاهر كذبًا وزورًا أنه أول من أدرك فتنة أبي الحسن ويكثر من إظهار نفسه كمنقذ للدعوة السلفية في العالم لهذا تجده يقول كما في شريط (بيان حال المتوقفين...): (يتصل علي الشيخ ربيع -حفظه الله- فقال: يا أخي اسكت اسكت عن الشيخ أبي الحسن لا تتكلم فيه! كف لسانك فيه ، هكذا قال ، فقلت : يا أخانا!! رأيت شيئاً وسمعت شيئاً فكيف أسكت عن شيء رأيته وسمعته، فو الله سأبين حاله. فبقيت على ذلك الحال ، فظهرت الحقائق!!!!! فذهب بعض الذين تنكروا لنا - الآن في الآونة الأخيرة- ببعض النقاط جمعوها على أبي الحسن وعرفوها عايشوها لأنهم درسوا عنده، وذهبوا بها إلى الشيخ ربيع وطرحوها عليه ، وبعد ذلك حصل تجاوب من هناك).
والآن استمع لكلامه حيث يقول -وهو يعترف- أنه لم يرد على أبي الحسن ردًا علميًا إنما ردود مجملة! سئل الحجوري كما بصوته: ماردكم على الذين يقولون إن ردكم على أبي الحسن لم يكن رداً علمياً؟ الجواب : (لو لم يكن علمياً ما صرخوا منه, تألموا وصرخوا وصاحوا من كل حدب وصوب , أعني الذين يتعصبون لأبي الحسن تألموا من هذا نعم هذا شيء . وأخبركم أن الرد كان رداً إجمالياً يعني من حيث ذكر الحقائق وسمينا ذلك الشريط: (حقائق جلية على مكر أبي الحسن المصري بالدعوة السلفية) حقائق فالحقائق شيء وموضع الرد والمناقشة شيء آخر ولكل مقام مقال . ذكروا الحقائق كما تعرفون ليعرف الناس ما هو عليه . وأما مسألة الأشرطة ومناقشة الأشرطة فأنا ما قد جئت إليها ولربما يكون لنا معها أمر آخر يعني إذا أردنا المرور عليها وكذلك أيضا التنقيب فيها وبيان مساؤها لنا معها موقف آخر وربما قد يكون ذلك إن شاء الله . أنا مشغول بدروس كثيرة بحمد الله والإخوان يعرفون ذلك ومشغول كذلك ببعض البحوث نسأل الله أن يعيننا على إتمامها بخير . وهكذا بأمور كثيرة ما كانت من فرصة أن أجلس وأسمع الأشرطة أنا أعتبر سماع شريط واحد عليَّ ثقيلا لما أنا فيه من الشغل . لكن أبو الحسن أبي إلا أن يشغل طلبة العلم بهذه الأشرطة وهذه الأمور . فلو أردنا أن نرد عليها , الحمد لله هم يعرفون ما قد عجزنا بحمد الله عن الردود على من هو أعتى أو من هو أتى بشبه مثل هذه الشبه وبقيت تدرس في اليمن عدة سنين , ثم الحمد الله يسر الله إبانتها بتوفيقه وبماذا وبعونه , بعونه سبحانه وتعالى : (إياك نعبدوا وإياك نستعين) فإن كانوا يريدون أن نستعين بالله على بيانها فستعين بالله ونصبر إن شاء الله. ولكن أُخبرتُ أن الشيخ ربيع حفظه الله كفانا المؤنتة وأنه يقول : لو أردنا أن نخرجها في جزء مستقل جزء كامل لفعلنا وإنما أتى على بعضها وعلى كبارها , أتى عليها فهلهلها هلهل بعض تلك الشبه وهشهشها هكذا فإذا بها ماذا بعضها ما تثبت أما النقد وهي الآن فيما أخبرنا أنها على الانترنت أو أنها ستخرج في رسالة مستقلة كفانا المؤنتة وإن كان رأينا أننا نزيد على ذلك من باب (سنشد عضدك بأخيك) فإن شاء الله يكون ذلك وسيرون , سيرون أن ردود طلاب العلم ما هي مثل تلك الهش مدعمة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم). قلت: فعند التحقيق والمحاققة يعجز الحجوري ويعترف خوفًا من الفضيحة؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإذا انفرد بأتباعه ومريديه تظاهر بأنه منقذ للدعوة السلفية وحامي حماها! وأنه هو الذي كبح جماح أبي الحسن وأنقذ دماجًا من براثنه بل يدعي أن أبا الحسن هدم دماجًا فقام هو بإعادة بنائها من جديد وهذا من الأكاذيب فالذي قمع أبا الحسن وهدم أصوله ومنهجه إنما هو الشيخ ربيع وهذا يعرفه كل السلفيين الصادقين وراجعوا المجموع الحسن لمؤلفات ومقالات الشيخ ربيع المدخلي في رد منهج وأصول المصري المأربي أبي الحسن . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ـــــ
[1] كذا