أولاً : ظن بعض الغلاة المرضى نفسياً أن من أمر من علمائنا بترك الكلام عن أبي حنيفة الأن أنه يوافقه على خطئه وهذا والله يدل على أن القوم في انحراف مستمر نسأل السلامة والعافية في الدنيا والآخرة .
ثانياً : قاعدة المفاسد والمصالح أكاد أجزم أنها شبه معدومة عند هذا الصنف الخبيث من البشر .
ثالثاً : لا أحد يملك ولو ذرة من عقل ثم ينكر شدة السلف وغلظتهم على أبي حنيفة وأصحابه من مرجئة الفقهاء عفا الله عنا وعنهم , ومن رجع إلى كتب العقيدة السلفية سيجد ذلك مسطراً فيها , والكل يقر ذلك ويعلمه , ولكن يا إخوة الجهل لا بد أن تعلموا أن كل من تكلم في هذه المسألة من العلماء وطلبة العلم المتمكنين تحروا فيها الإنصاف والدقة مع مراعاة القاعدة العظيمة (( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح )) وكلنا يعلم أن الطعن في أبي حنيفة رحمه الله بعد أن ثبتت المذاهب الفقهية الأربعة الكبرى واعترف فيها جبال أهل العلم أنه مفسدة خالية من المصلحة الشرعية إلا بحقها (1) .
رابعاً : بعد أن استقر أهل العلم على المذاهب الفقهية الأربعة التي منها مذهب أبي حنيفة صار من المصلحة الشرعية الأن عدم ذكر أبي حنيفة إلا بخير وذلك لا يعارض شدة سلفنا الصالح عليه وعلى أصحابه إذ أنهم في ذاك اليوم بلا شك كانوا يذبون عن كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام والمصلحة الشرعية تقتضي ذلك في وقتهم ولم يكن أحد منهم ينتقم لنفسه أو لشيخه وحاشاهم أن يفعلوا ذلك كما يفعل بعض الغلاة أمثالكم اليوم .
خامساً : أما في وقتنا هذا فقد زالت المصلحة الشرعية في ذكر مثالب أبي حنيفة إلا في محلها أي إذا استشهد أحد بقول أبي حنيفة الذي اخطأ فيه , هنا يجب البيان له حتى لا يتبعه على خطئه أحد .
سادساً : إن إسقاط أبي حنيفة يكون إسقاط لمذهب فقهي معتبر متفق عليه وهذه لوحدها مفسدة وأي مفسدة نسأل الله العافية .
سابعاً : من مصلحة من الأن إحياء الطعن بأبي حنيفة وأصحابه , ومن الذي يقود الحملة الأن , وهل يريد بهذا الطعن نصرة الإسلام والمسلمين ؟! وهل ترجحت المصلحة الشرعية عند القوم ليطعنوا في أبي حنيفة وأصحابه ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها ... الجواب عند غلاة السموم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بيان الخطأ والتحذير منه من أي أحد كان سواء أبي حنيفة رحمه الله أو غيره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق