(( همسة في أذن أخت ))
الحمد الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء
النهار ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل
( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا )
وهو الغفور الرحيم التواب الودود اللطيف
عز وجل وتعاظم وتبارك الله رب العالمين
قال جل في علاه ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم ما تعاقب ليل ونهار .... أما بعد :
فإنه قد سألني بعض الفضلاء أن أكتب حول
أمر خطير ومنكر لا يجوز السكوت عنه ولا التهاون به ... فأجبته إلى ذلك طامعا فيما أعدّه الله تعالى للمؤمنين المتناصحين فيما بينهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر المعظمين لحرمات الله .
وموضوعنا أيها الإخوة /
هو ما تساهل فيه كثير من الرجال والنساء من وضع صور نكراء منكرة محرمة في ملف التعريف بالشخص سواء ما كان منها في التويتر أو حتى في الواتساب أو في غيرها من المواقع والبرامج التي انتشرت وسهَّلت التواصل بأمر بلغ في السهولة أقصاه ومداه
( نسأل الله أن يعصمنا من الفتن )
فتجد ذلك الرجل يضع صورته أو صورة غيره
بطريقة لافتة جاذبة فاتنة! كل ذلك من أجل أن يعرف بشخصه !! كذا يقولون !
وتجد المرأة كذلك تضع صورتها أو صورة امرأة غربية كافرة ماجنة تجردت من لبس المخيط وقبله لبس الحياء والتقوى !
ولا شك أن وضع صور النساء أشد جرما وأعظم خطرا ، ولم يجزه أحد من العلماء ، بل كلهم مجمعون على أن نشر المرأة لصورتها الفاتنة حرام ولا يجوز بحال من الأحوال أبدا .
وهذا التساهل الذي نراه جميعا عند كثير من النساء وللأسف الشديد
له أسباب كثيرة :
أولا : أن تلك المرأة غاب عنها الخوف من الجبار وتبعت نفسها الأمارة بالسوء وهواها وشيطانها .
ثانيا : عُدم أو ضعف الرقيب عليها من المحارم
الذين جعل الله لهم القوامة عليها !
فكيف يرضى رجل مؤمن بأن تضع أخته أو زوجته أو إبنته صورتها أو صورة امرة أخرى فاجرة في هذه المواقع التي يدخلها البر والفاجر ويطَّلع عليها ويتمنظر بها كل من لا خلاق له !
ثالثا : أن هذه المرأة التي تضع الصور المسخطة لله تعالى المغضبة لرسوله قد تعلم جرم وحرمة هذا الفعل الشنيع فتتجاهله أو أنها رأت الناس يصنعون فصنعت! فأصبحت إمعة واقعة في سخط ملك الملوك من حيث لا تشعر !
رابعا : قد تجهل تلك المرأة الضعيفة التي أغواها الشيطان أنها بوضعها صورة لامرأة فاتنة خبيثة ! أنها بذلك قد تتسبب ببغض زوجها لها ! فكلما أراد أن يرسل لها رسالة خرجت له تلك الصورة المنتقاة من شياطين الجن المرضية لشياطين الإنس ! فيحصل منه الإعجاب بتلك الصورة ولا بد ! فالصور لها عشاق ومحبين كما ذكر ذلك ابن الجوزي ! وهذا لا يخالف فيه أحد يعرف الناس وأحوالهم وطبائعهم !
خامسا : قد تجهل تلك المرأة المطيعة للشيطان بوضع الصور التي حرمها الله ورسوله
أقول : قد تجهل أنها تسبب المشاكل الزوجية بين الرجل وامرأته ! فمن ذلك لو كان الرجل مستقيما على أمر الله لا يرضى أبدا أن تراسل امرأته التي في عصمته امرأة أخرى تضع هذه الصور الفاضحة الآثمة ، لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان والسكوت عن المنكر والغش للمسلمين وترك النصيحة الواجبة بينهم وعدم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من جانب !!!
ومن جانب آخر مهم جدا : وهو أن هذه المرأة
قد تضع صورة لرجل مثلا : أخوها أو أبوها
أو زوجها أو ابنها ...إلى آخره.
فيأتي هذا الرجل لزوجته أو أخته أو ابنته
فينظر في جهازها ( وهذا جائز شرعا ) لأن الرجل مسئول عن رعيته والمرأة سواء أخت أو زوجة أو بنت من الرعية الذين لا يجوز غشهم ولا تركهم لشياطين الجن والإنس !
فلما أن ينظر في جهازها : إلا ويجد صور الرجال هذا قد لبس البشت وذاك خلف الزهور
وذاك في البحر وذاك في الطيارة وذاك في دول الغرب الكافرة ....!!!!
فبالله عليكم !! ( أخاطب أهل الغَيرة )
ماذا تتوقعون أن يحصل في هذا الرجل الذي يحب الله ويحب ورسوله ويحفظ قول الله
( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) ، هل تظنون أنه يسكت ويترك زوجته وأخته وابنته تتقلب في صور الرجال ؟!! وهل تظنون أنه سيقول هذه امرأة قد وضعت صورة زوجها وتلك قد وضعت صورة أخيها ؟!!!
هل تظنون أنه سيقول ذلك ؟!!
الجواب : لكم أنتم ....!!!
وأنا أعلم علم يقين أن الأصل حسن الظن وعدم الظلم والاتهام
والثقة في المحارم وعدم التضييق وعدم التحريش والتنفير ....!!!
عجبا أيسكُتُ ذو الفضيلة والهدى
وأخو المفاسد بالخنا يتشدقُ
ولكن هل أبقى المفسدون لإحسان الظن بابا !!
وهل أبقى المفسدون للعفاف بابا !!!
وهل أبقى المفسدون للحياء والستر بابا !!!!
أسأل الله العليم الخبير اللطيف
أن يلطُف بنا ويتجاوز عنا ويستر بناتنا وأخواتنا وأزواجنا
ويكفيهن الشرور والفتن
ما ظهر منها وما بطن
آمين
والله من وراء القصد
والحمد لله رب العالمين
كتبه / منصور بن عبدالله العازمي
٣ / محرم / ١٤٣٤ هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق