الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

{ الإخوان المسلمون وساحة الإرادة }




بسم الله الرحمن الرحيم




الإخوان المسلمون وساحة الإرادة الإخوان المسلمون موجودون في الكويت منذ أمد بعيد ولاحاجة بنا إلى استعادة الماضي فأهل الكويت يعرفون تجمعاتهم وخطرهم ، والكلام هنا هو حول ماحدث هذه الأيام ودور الإخوان المسلمين فيه .لقد نشط السرورية في الخليج إبان غزو صدام للكويت وخروج أهلها منها ، وقد استبشروا أيما استبشار ، وظنوا أنهم قادرون على احتلال المملكة وأخواتها دول الخليج العربي ، ولما استعانت المملكة ببعض الدول سقط في أيدي السروريين وصاروا يمنعون من ذلك ويحرمونه لعلل منها :١-حرمة الاستعانة بالكافر على المسلم .٢-حرمة دخول الكفار لجزيرة العرب.٣- أن دخولهم يعني الاحتلال وعدم الخروج مرة أخرى .٤- دعواهم إخراج صدام وإعادة الكافر مرة أخرى ، ويعنون بالكافر الشيخ جابر الأحمد تغمده الله بواسع من رحمته .وقد نشط السروريون في هذا كثيرا وخاصة سفر الحوالي ومحمد بن سعيد القحطاني وعبدالعزيز قاري وناصر العمر ، حتى أثروا على بعض الشباب الكويتيين ، وكان أشد من أثروا فيه حاكم بن عبيسان المطيري الذي حملوه مسؤولية العمل مع الكويتيين الموجودين في المملكة وبعد رجوعه إن رجعت (لأنهم يتصورون عدم رجوعها) وكان أثناء وجوده في المملكة تكفيريا خالصا فقد كان يرى كفر الحكام جميعا لأنهم كلهم في رأيه يحكمون بالطاغوت ويعملون بالدساتير ، ولا يفرق بين حاكم وآخر شأنه في ذلك شأن السروريين كلهم .وكان ناصر العمر يحتفي به جدا ويتحدث بأنه يفقه الواقع فقها حسنا ، والتحق حاكم بجامعة أم القرى في الدراسات العليا ، وهناك وجد ضالته ووجد السروريون ضالتهم ، فقد تبناه سفر الحوالي ، وكان يرعاه أشد الرعاية ويحوطه بتوجيهاته .وبعد نجاحه في الماجستير تم توجيهه إلى لندن ليدرس علم الحديث، وكان القصد أن يلتقي رجالات التنظيم هناك ، وهو ماحدث ، فالتقى بمحمد سرور وطارق عبدالحليم ومحمد العبدة وقادة المنتدى الإسلامي وغيرهم ، وعاد إلى الكويت بوجه غير الذي ذهب به ، فقد عاد وهو يكفر الحكام لكن هذه المرة بطريقة شيخه في الرياض الدكتور عبدالله الحامد وهو تكفير من لم يعمل بالنظام الديمقراطي ، إنكار شرعية حكم الحكام القائمين غير المنتخبين ، إنكار ولاية العهد في الإسلام ، اعتبار العقائد التي تنص على السمع والطاعة عقائد بائدة خرجت من قصور الحكام وعباءات علماء السلاطين .وقد كان عبدالله الحامد التقى حاكم المطيري وفكرا في إنشاء جمعيات حقوقية في المملكة والكويت تتفق في الأهداف وتختلف في الأسماء ، وهدفها هو الضغط على الحكومات ومضايقتها وتأليب الناس عليها.وكان هناك خلافات يسيرة بين الحامد والمطيري ، فالحامد كان يرى مفاصلة الحكام والأسر الحاكمة ومهاجمتهم بالقول كلما سنحت فرصة ، أما المطيري فكان يرى أن التغيير لابد أن يكون من داخل الأسر الحاكمة وكان يتحدث كثيرا عن سطحيتهم وجهلهم وسهولة السيطرة عليهم إذا مااستطاع الشخص أن يصل إلى أبنائهم ، وبه نستطيع التعرف منهم على كل شيء ، وبعد عودة حاكم إلى الكويت أسس ماسماه الحركة العلمية السلفية وذلك مع مجموعة من السروريين والمحسنين الظن بهم أمثال الدكتور جاسم الفهيد الدوسري ، وحاولت هذه الحركة أن يمتد نشاطها خليجيا ، فقاموا بإصدار مجلة المشكاة وقصدوا إلى بعض علماء المملكة وطلبة العلم فيها ليستقطبوهم ، وفعلا أوهموا الشيخ عبدالله الغنيمان بصحة توجههم وأجروا معه مقابلة في العدد الأول ، ودافعوا عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في أحد أعدادها ، ولكن علماء المدينة النبوية كشفوا حالهم وحذروا منهم ، وحذروا من شيخهم عبدالرحمن عبدالخالق ، وفعل مثل ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ، فخففوا من عملهم الخارجي ظاهرا ولكنهم كانوا يترددون سرا على الثوريين في المملكة أمثال سلمان العودة وسعود مختار الهاشمي ومحمد القحطاني وسفر الحوالي وغيرهم ، واشتغلوا بالداخل ، واجتهدوا في دخول العمل النيابي ، وفعلا استطاعوا أن يوصلوا عددا لابأس بهم به في مجلس الأمة ، واجتهدوا في تعطيل العمل التنموي في الكويت لأجل إحراج الحكومة ، ويبدو (لاأجزم) بأن مايجري في الكويت ليس حركة داخلية وإنما هي برعاية وتدبير من خارج الكويت ، وخاصة أن أكثر من يناصرهم من خارج الكويت هم السروريون الذين هم نتاج المنتدى الإسلامي في لندن وتفعيل من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين .


 
كتبه : الدكتور (التائب) سلامة العتيبي
قيادي سابق بارز في حزب
الإخوان المسلمين ( السرورية )




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.