************************

************************

التاريخ

||

جديدي في تويتر

الثلاثاء، 17 يناير 2012

:: الرد على بشرى المقطري الكاتبة الاشتراكية في طعنها بالذات الإلهية :: كتبه : أبو محمد اليماني العدني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فهذه مقالة أخرى لكاتبة جديدة أفرزتها الماركسية في اليمن، فقد نشر "موقع الاشتراكي نت" بتاريخ 13/ يناير / 2012م مقالة عن كاتبة ماركسية حائرة أفرزتها الماركسية الفاشلة في اليمن، واسم الكاتبة بشرى مقطري "عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز"، تعرضت هذه الكاتبة لجناب الله رب العالمين، وأساءت فيه الأدب على الله، بل أساءت الأدب على اليمنيين كلهم لأنها لم تحترم دينهم، بل أساءت إلى كل شيء يمكن أن يساء إليه، فلم يوقفها عند حدود أدب الكتابة دين ولا خلق ولا آداب.
وهذه المقالة الظالمة الجائرة نشرتها بعض "المواقع الالكترونية"، وكانت بعض المواقع قد نشرت المقالة على استحياء وربما أسقطته بعد النشر بعد أن لمست استياء من بعض القراء، إلا "موقع الاشتراكي نت" لم يسحب المقالة لأن الماركسية زبالة المجتمعات والعقول تضم في أحشاها كل شيء فاشل ومرفوض في المجتمع، ولا غرابة فهم أساتذة الإلحاد وأهله.
هذا وقد شممت من مقالة الكاتبة رائحة الحداثة العفنة - رائحة أدونيس ومحمود درويش والمقالح وغيرهم من الحداثيين -، ونحن سننقل بعض مقالة هذه الكاتبة مع تعليقات يسيرة ليعرف القارئ الحضيض الذي وصلت إليه صحفنا عموما والحضيض الذي وصلت إليه الماركسية ولاسيما أمثال هذه المنحطة.

تقول الكاتبة:
(لكن التاريخ لا يعيد نفسه، إلا بشكل ملهاة أو مأساة، وها نحن نعيش جزء من تراجيديا النزع الأخير، تراجيديا حتمية النخب السياسة والقبيلة والعسكر والدين، تحالف التخلف في بلادنا).

وتقول الكاتبة:
(وأرى النساء والشباب يمشون إلى جوار بعضهم في مشهد مدني لم تعشه هذه البلاد في تاريخها، ستة أيام من القيظ، ثم ستة أيام من البرد، ستة أيام من الحلم، ستة أيام من الجنون).

وتقول الكاتبة:
(
كانت الأمور كلها طيبة "بلدة طيبة ورب شكور"لكن الأمور لم تعد طيبة، والرب الشكور لم يعد حاضراً في ليل خدار .. تركنا الرب نتدبر أمورنا).

كذا قالت والصواب أن الآية "ورب غفور".

وتقول الكاتبة:
(كنت ارتجف حتى أقصاي من البرد والوحشة، وعيون لا ترحم تطل من بعيد، العسكر والقبائل والبيئة المعادية، والله الذي لا يرانا...).

وتقول الكاتبة:
(كانت المسيرة الراجلة مهرجاناً حقيقياً للحياة، كرنفالاً بشرياً ثورياً لانتصار كل قيم المدنية والحب والتسامح والإخاء التي شوهته الحروب والصراعات وقبائل الفيد وكهنة الدين في وعينا).

وتقول الكاتبة:
(لكن رب السبعين كان محجوباً بعباءة السفير الأمريكي، وبتصريحات السياسيين المرتعدين، وبابتهالات قادة المشترك الذين أفزعتهم هذه الجموع المزمجرة).

وتقول الكاتبة:
(وحينما لم تستطع أن تبكي أمامهم لأنك مقهور، لأن الله خذلك، لأنك قطعت (256) كليو من الحنين إلى صنعاء).

وتقول الكاتبة:
(لكني ورغم هذه المسيرة الرائعة أشعر بخيبة كبيرة بحجم الله تتربع فوق صدري).

وتقول الكاتبة:
(عدن التي تخرج دائماً من قاع روحي كلما لمت بي النوائب، المدينة التي تمنحني توازناً فيزيقياً حالماً، المدينة التي يمكن أن ترى الله في بحرها وحيداً يطل عليك، طيباً ومتسامحاً، سترى الله في ضحكات الصياديين، وستسمعه في صوت امرأة عدنية وهي تضحك للعالم ملوحة للمارة بأن الحياة مازالت بخير، سترى الله حي في كل ما حولك، من صراخ الباعة لشجار الأولاد، لرائحة العود العدني، لزرقة البحر اللانهائية...).

وتقول الكاتبة:
(وكانت هناك عدن أخرى، عدن الموجة السلفية الجديدة، كنت أرى الوهابيين الجدد، يمتدون لخاصرة عدن ملوثين هواء البحر وسكينة الروح العدنية الجميلة، هاهم يخرجون من كهوف الظلام، تجار الدين والموت والخراب، كان هناك حضوراً لافتاً للسلفيين وهو ما يهدد بنية عدن الثقافية وتسامحها، كان هذا الوهابي " الطارئ" يغزو عدن، وسترى في عينيك" الشعب يريد تحكيم شرع الله"،" الموت لأعداء الله"، وسترى أيضاً في الأسواق الملصقات الدينية التي هي صنيعة سعودية بامتياز، هذه السلفية الجديدة التي تبرز الآن بشكل جلي أيضاً في تعز وفي غيرها من المدن، هي الخطر الحقيقي الذي علينا تجفيفه، لأنها تهدد سلامة الحياة برمتها، سلامة التنوع، والاختلاف، ومحاولة تصدير حرب طائفية جديدة، واستنساخ التجربة البائسة للعراق...).

وتقول الكاتبة:
(لكني اعتقد أن أبناء عدن وغيرهم من المدنيين هم التوازن الحقيقي لمشروع الدولة المدنية القادمة. وحتى لا تهددنا أوهام الخلافة الإسلامية..).

وتقول الكاتبة:
(كان علي أن أزوره: حكيم الزمن الأخير، أبو الرفاق الطيبين، الأستاذ: علي مقبل عباد، رجل الحلول الصعبة والمستحيلة، الرجل الذي تتكسر الأمواج عند قدميه كصخرة، زرته في بيته الكائن"في خور مكسر"، بيت متواضع تكسوه الألفة والحب، كنت احترم صمته المهيب وأنا أحاصره بأسئلتي البلهاء: عن اليسار والثورة والنظام، والشباب؟، محاولة نبش ذاكرته المتعبة، وكان يلجمني بحكمته .. كلمات كحد السكين .. حكمة من نجى، نحن الرفاق الذين لم ننجو من ركام طواحن التواريخ والبله، كانت خيبته أكبر من خيبتي، وهو يتحدث عن لصوص الثورة؟ وعن النظام؟ والمبادرة؟ وعن أبين المصلوبة التي لم ينتبه إليها أحد، كان في كلماته جراح عميقة لم استطع أن أردم كوابيسها. كانت حكمته الرائعة ليقيس هذه الثورة من فوق جبل الله: حينما تعرفون أين تضعون أقدامكم وتكونون أحرار في خياراتكم ستستعيدون الثورة من اللصوص.

كان هذا الحكيم الطيب، بسنواته السبعون، بعينيه الثاقبة المكتظتين بالأحداث، بثيابه البسيطة التي تشبه سمو روحه، يلخص مفارقات ثورتنا، ومفارقات الحزب الاشتراكي اليمني الذي يتخبط الآن كقاطرة قديمة ويجر خلفه ملايين من الرفاق الطيبين.. الحزانى.).

وتقول الكاتبة:
(لأن نظام صالح سيتحالف مع القوى التقليدية في نظام ما بعد صالح، سيتحالف أيضاً مع السلفية الجديدة التي تنهب الآن عدن لينتج نظام الكوارث والأزمات وحروب الطوائف).

وتقول الكاتبة:
(فهذا الوطن يحتاج لثورات عديدة لدك أسس التخلف والإقصاء والوصاية وتأسس ثقافة مدنية تعددية متسامحة بعيداً عن فتاوى الوعظ والإرشاد، نستطيع ذلك حتماً حتى لو بقت فقط تلك اليدان الوحيدتان اللتان كانتا تصفقان للحياة في ليل خدار).

______________________
تقول الكاتبة:
(لكن التاريخ لا يعيد نفسه، إلا بشكل ملهاة أو مأساة، وها نحن نعيش جزء من تراجيديا النزع الأخير، تراجيديا حتمية النخب السياسة والقبيلة والعسكر والدين، تحالف التخلف في بلادنا).

أقول :
ما كان الدين أبدا سببا للتخلف يوما من الأيام في بلادنا ولا في غيرها ولن يكون كذلك، وإنما جاء التخلف والمصائب والنكبات منذ أن ظهر المتفلسفون والمتحذلقون من أمثالك ممن جمع بين الجهل والوقاحة وقلة الحياء، فكثر هؤلاء المتفلسفون وكثرت مصائبنا ونكباتنا لأن القوم أصحاب ثرثرة كثيرة مع قلة عمل، وأصحاب كثرة انتقادات على الآخرين مع ضحالة في العلم، وأصحاب إعجاب بالرأي مع هزالة الثقافة، وضعف في الرأي.

وتقول الكاتبة:
(وأرى النساء والشباب يمشون إلى جوار بعضهم في مشهد مدني لم تعشه هذه البلاد في تاريخها، ستة أيام من القيظ، ثم ستة أيام من البرد، ستة أيام من الحلم، ستة أيام من الجنون).

أقول:
وهذه من ثمار الثورات في أيامنا، وهي من صور المدنية المنحطة والمتدهورة، فقد خرجت المرأة من بيتها وضيعت الواجبات المنزلية في بيتها من تربية الأولاد ونحو ذلك، وذهبت تصرخ بأعلى صوتها في الشوارع لتسقط الأنظمة، زاحمت الرجال في الشوارع واصطدمت برجال الأمن وخرجت تحمل اللافتات في مظاهرات تصورها وسائل الأعلام ليراها قرابة (50) مليون من كل أنحاء العالم وهي تخرج من بيتها، وباتت أياما في مخيمات الساحات ورحلت مسافرة على الأقدام من محافظة إلى محافظة أخرى تبيت في الطريق، فهنيئا للمرأة هذه الإنجازات التي تخجل منها فتيات الريف الأميات العاميات فأميتهن خير من ثقافة هؤلاء المثقفات وحياؤهن خير من جراءة هؤلاء المثقفات فجهل مع حياء خير من ثقافة مع وقاحة.

وتقول الكاتبة:
(كانت الأمور كلها طيبة "بلدة طيبة ورب شكور" لكن الأمور لم تعد طيبة، والرب الشكور لم يعد حاضراً في ليل خدار .. تركنا الرب نتدبر أمورنا).

أقول:
كانت الأمور كلها طيبة قبل أن يخرج علينا من أمثالك فلما خرج أمثالك من الفتيات وتمردن على ربهن ومجتمعن وأسرهن وتنكرن للمجتمع الذي يعشن فيه، وتشبهن بنساء الغرب، لم تعد الأمور طيبة وأصبنا بنكبات لا يعلم بها إلا الله.
قالت الكاتبة: "بلدة طيبة ورب شكور" كذا قالت والصواب أن الآية "ورب غفور"، وهذا يدل على مدى جهلها بلفظ القرآن ومعانيه، لأن البلد الطيبة المذكورة في القرآن إنما كانت قبل نزول العذاب على مملكة سبأ، لا قبل هذه الثورة ولا قبل المسيرة من تعز إلى صنعاء (بلدة طيبة ورب غفور * فأرسلنا عليهم سيل العرم..). الآيات، أي: فانتهت البلدة الطيبة بعد السيل العرم.

وتقول الكاتبة:
(كنت ارتجف حتى أقصاي من البرد والوحشة، وعيون لا ترحم تطل من بعيد، العسكر والقبائل والبيئة المعادية، والله الذي لا يرانا...).

أقول:
ترى هذه الماركسية أن الله لا يرى، فقبح الله هذه الثقافة العمياء التي يعرف بها المثقفون اسم لينين وأسرته وعشيقته وأصدقاءه ولا يعرفون فيه رب العالمين جل وعلا هل يرى أو لا يرى، وإن كنت يا أيتها التائهة لا تعرفين الله فاعلمي أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو يعلم سبحانه ما في البر وما في البحر، ولا تسقط من ورقة - في أي مكان من الأرض - إلا يعلمها ويسمع وقعها على الأرض، ولا حبة - من حبات الطعام أو غيره ولو كانت صغيرة - لا تسقط في موضع من الدنيا إلا يعلمها ويطلع عليها.

وتقول الكاتبة:
(كانت المسيرة الراجلة مهرجاناً حقيقياً للحياة، كرنفالاً بشرياً ثورياً لانتصار كل قيم المدنية والحب والتسامح والإخاء التي شوهته الحروب والصراعات وقبائل الفيد وكهنة الدين في وعينا).

أقول:
ليس في الإسلام كهنة دين، إلا إذا كانت الكاتبة تحكي واقعا لمسته في أوروبا أو أمريكا فلتنقل مقالتها المنحطة إليهم ولا تكتبها في مجتمعات المسلمين، فالذي عندنا في البلاد الإسلامية من العلماء العاملين هم علماء أجلاء فضلاء رفع الله مكانتهم وأعلا شأنهم، وامتدحهم مدحا عظيما وأثنى عليهم ثناء عاطرا، واستأمنهم – سبحانه وتعالى - على دينه، ورضي بهم حملة لشريعته، رحماء بالناس وإن كانوا يجدون منهم أنواعا من السب والشتم والأذى.
ثم إن كل جميل وحسن قد أمرت به الشريعة، وكل قبيح ورديء قد نهت عنه الشريعة، وذلك قبل أن تفرز لنا الماركسية أمثال هذه الكاتبة وغيرها من المسخ العجيب، فالماركسيون هم المفسدون وإن زعموا أنهم يصلحون كما قال الله تعالى: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).

وتقول الكاتبة:
(لكن رب السبعين كان محجوباً بعباءة السفير الأمريكي، وبتصريحات السياسيين المرتعدين، وبابتهالات قادة المشترك الذين أفزعتهم هذه الجموع المزمجرة).

أقول:
رب شارع السبعين أو غير شارع السبعين هو الله كما أنه رب صنعاء وعدن واليمن وغير اليمن، وإذا أطلقت كلمة الرب فلا تكون إلا لله تعالى، ولا تطلق كلمة الرب على المخلوق إلا مقيدة على ما يمكله المخلوق فيقال: "رب البهائم" و"رب البستان" ونحو ذلك، وشارع السبعين لا يملكه أحد، وإذا أطلقت على ما لا يملكه المخلوق إنصرفت إلى الله تعالى، والكاتبة لعلها تريد بذلك الرئيس لكنها بحكم جهلها وسفهها لم تفرق بين الأمرين، فوقعت في سوء أدب مع الله.

وتقول الكاتبة:
(وحينما لم تستطع أن تبكي أمامهم لأنك مقهور، لأن الله خذلك، لأنك قطعت (256) كليو من الحنين إلى صنعاء).

وتقول الكاتبة:
(لكني ورغم هذه المسيرة الرائعة أشعر بخيبة كبيرة بحجم الله تتربع فوق صدري).

أقول:
(ما قدروا الله حق قدره). فالله لم يقدره الملاحدة حق قدره ومنهم الماركسيون، أما أنها صاحبة خيبة فنعم وهي خائبة من قبل المقالة وبعدها إلا أن يشاء الله وتتوب، لكن من أين علمت هذه الكاتبة الوقحة حجم الله ؟! وكيف عرفت أن خيبتها كانت بحجم الله وهو الذي (ليس كمثله شيء). وكيف عرفت أن خيبتها بحجم الله وهو الذي وسع كرسيه السموات والأرض ؟؟
لقد كانت المسيرة طويلة من تعز إلى صنعاء، وبقيت الكاتبة في الطريق عددا من الأيام، فالظاهر أن الشمس ضربتها ضربة قوية نشأ من هذه الضربة أنها أصبحت تهذرم بما لا تدري، وأصبحت تهرف بما لا تعرف، فمثلها كان الواجب أن يذهبوا بها إلى المستشفى قبل هذه المقابلات الصحفية، أو يقرأوا عليها فلعل جني محمود درويش أو أدونيس - أو غيرهم من الحداثيين - سكن في رأسها.

وتقول الكاتبة:
(عدن التي تخرج دائماً من قاع روحي كلما لمت بي النوائب، المدينة التي تمنحني توازناً فيزيقياً حالماً، المدينة التي يمكن أن ترى الله في بحرها وحيداً يطل عليك، طيباً ومتسامحاً، سترى الله في ضحكات الصياديين، وستسمعه في صوت امرأة عدنية وهي تضحك للعالم ملوحة للمارة بأن الحياة مازالت بخير، سترى الله حي في كل ما حولك، من صراخ الباعة لشجار الأولاد، لرائحة العود العدني، لزرقة البحر اللانهائية...).

أقول:
ها هو ابن عربي الجديد يظهر لنا ولكن هذه المرة بثوب ماركسي، فالكاتبة العبقرية، لا أدري ماذا رأت في مدينتا عدن، وما الذي ميز بحرها عن سائر البحار، وقد كان أجمل قبل دخول الماركسية اليمن، تلك الماركسية التي حولت هذه السواحل إلى أماكن لحفلات رأس السنة واجتماع الروس وغيرهم من الشيوعيين لشرب الخمر والدعارة، وخروج الفتيات الروسيات إلى السواحل بالثياب القصيرة المصنوعة للسباحة، ولا يقدر شخص أن يحدث نفسه بتغيير هذا المنكر لأن غياهب السجون وأنفاقها المظلمة كانت تنظره حيث لا عودة إلا أن يشاء الله.
وإذا كانت الكاتبة تعني أن بحر منطقتنا عدن جميل فهناك بحار أجمل منه وأوسع، ومع هذا فلا يلزم من ذلك أن يحل الله فيه، فالله لا يحل بشيء من مخلوقاته بل هو بائن من خلق، فليس شيء من ذاته في مخلوقاته ولا شيء من مخلوقاته في ذاته، ونقول: تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا.

تقول الكاتبة:
"سترى الله في ضحكات
الصياديين"وأقول : ونحن لا نرى الله في وجوه العلماء الأبرار وماكان لنا أن نعتقد ذلك، فكيف نراه في وجوه الصيادين الذين أغلبهم عندنا في عدن لا يصلون الصلوات الخمس، وبعضهم يشرب الخمر.
تقول الكاتبة: "ستسمعه في صوت امرأة عدنية وهي تضحك للعالم ... سترى الله حيا في كل ما حولك، من صراخ الباعة لشجار الأولاد" تزعم الكاتبة أن الله يرى في الأسواق حيث البيع والشراء ويرى في الحارات حيث صياح الصبيان وشجارهم، فقبح الله هذه العقول العفنة، فإذا الجهل أسلم للإنسان من مثل هذه الثقافة العمياء.

وتقول الكاتبة:
(وكانت هناك عدن أخرى، عدن الموجة السلفية الجديدة، كنت أرى الوهابيين الجدد، يمتدون لخاصرة عدن ملوثين هواء البحر وسكينة الروح العدنية الجميلة، هاهم يخرجون من كهوف الظلام، تجار الدين والموت والخراب، كان هناك حضوراً لافتاً للسلفيين وهو ما يهدد بنية عدن الثقافية وتسامحها، كان هذا الوهابي "الطارئ" يغزو عدن، وسترى في عينيك" الشعب يريد تحكيم شرع الله"،" الموت لأعداء الله"، وسترى أيضاً في الأسواق الملصقات الدينية التي هي صنيعة سعودية بامتياز، هذه السلفية الجديدة التي تبرز الآن بشكل جلي أيضاً في تعز وفي غيرها من المدن، هي الخطر الحقيقي الذي علينا تجفيفه، لأنها تهدد سلامة الحياة برمتها، سلامة التنوع، والاختلاف، ومحاولة تصدير حرب طائفية جديدة، واستنساخ التجربة البائسة للعراق...).

أقول:
ما ندري أهي ثورة على الحكام أم على الدين ؟!
كيف انتقلت الكاتبة من فصل الكلام على المسيرة والسفر من تعز إلى صنعاء، إلى الكلام على الدين وحملته ورجاله وعلمائه ؟!
وأقول: إن الوهابية اسطورة اخترعها عباد الأضرحة والقبور من الروافض والصوفية والماركسيين والعلمانيين والليبراليين ومن كان على شاكلتهم من الحاقدين على الدعوة السلفية الخالصة، ممن يريدون التنفير من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فليس هناك دعوة تقوم على الكتاب والسنة اسمها الدعوة الوهابية.
ثم إننا معاشر السلفيين من أبناء عدن نرى على السواحل أناسا مدخنين ويشربون الشيشة ويمضغون القات ونسمع عن بعضهم يشرب الحبوب وعن بعضهم يشرب الخمر وتبقى زجاجات الخمر وأوراق القات وآثار الشيشة موجودة على السواحل، ومع هذا لم نتكلم على أحد بأنه لوث البحر فكيف لوثه السلفيون يا أيتها العبقرية ؟! هل لوثوها بمعاملهم النووية أو ببواخرهم التي ترمي النفايات النفطية أو بمصانعهم التي تشتمل على الإشعاعات الخطيرة أم بماذا ؟؟
أقول: لم يلوث عدن أحد مثل الماركسيين، بل لم يلوث اليمن أحد مثل الماركسيين على المدى البعيد في التاريخ، فهم الذي أهلكوا الحرث والنسل، وهم الذي صنعوا مصنعا للخمر فكان المصنع الوحيد في الجزيرة العربية ودول الخليج، وهم الذي أخرجوا المرأة تحرق الشياذر – العبايات – وهم الذين درسوا نظرية القرود – نظرية دارون - ولعل القارئ الكريم يعلم ذلك يقينا مما سقناه له في الفصول السابقة.
أقول: وأجمل شيء في عدن هو تدين الناس الطيبين فيها ومحافظتهم على الصلوات الخمس والارتباط بالدعاة وأهل العلم، فليسوا منسلخين من الفضيلة كمثل الكاتبة الحيرانة، ولا أظن التدين يهدد بنية عدن الثقافية وتسامحها إلا ممن يغتاظ من الدين وأهله كالماركسيين.

لقد اعتبرت هذه المرأة الجاهلة أن قول الناس: "الشعب يريد تحكيم شرع الله" مما يخوف، ولا أدري مما يخاف المرء إذا طالب الناس فيها بشرع الله، فالمطالية بتحكيم شرع الله ليست صنيعة سعودية لأن اليمنيين مسلمون من قبل ظهور السعودية، بل الماركسية هي التي تعتبر صنيعة ألمانيا وروسيا.
وأما عبارة "الموت لأعداء الله" فهي من أكاذيب الكاتبة ونحوها من الماركسيين، ونحن أبناء عدن لم نجد هذه الكتابة ولعل ماركسيا مندسا كتبها تنفيرا.

تقول الكاتبة:
"هذه السلفية الجديدة التي تبرز الآن بشكل جلي أيضاً في تعز وفي غيرها من
المدن، هي الخطر الحقيقي الذي علينا تجفيفه".

وأقول: إن السلفية هي دين الله، ومن حاربها فهو لا يحارب السلفيين والحرب هي إنما هي بينه وبين الله تعالى فهل يقدر الماركسيون على محاربته.

وتقول الكاتبة:
(لكني اعتقد أن أبناء عدن وغيرهم من المدنيين هم التوازن الحقيقي لمشروع الدولة المدنية القادمة. وحتى لا تهددنا أوهام الخلافة الإسلامية..).

أقول:
دعاة المدنية في عدن - ممن كان على شاكلة الكاتبة ونحوها من الحثالات - هم قليل لا قيمة لهم، ولا يقدرون على أن يغيروا هوية الشعب اليمني المسلم الطيب لا في عدن ولا في غيرها، ولا أن يجبروه على ما لا يريدون.
وقولها: "حتى لا تهددنا أوهام الخلافة الإسلامية" أقول: بهذا يظهر أن الكاتبة لا تحارب فكرا معينا وإنما تحارب الله تعالى ودينه في الأرض.

وتقول الكاتبة:
(كان علي أن أزوره: حكيم الزمن الأخير، أبو الرفاق الطيبين، الأستاذ: علي مقبل عباد، رجل الحلول الصعبة والمستحيلة، الرجل الذي تتكسر الأمواج عند قدميه كصخرة، زرته في بيته الكائن"في خور مكسر"، بيت متواضع تكسوه الألفة والحب، كنت احترم صمته المهيب وأنا أحاصره بأسئلتي البلهاء: عن اليسار والثورة والنظام، والشباب؟، محاولة نبش ذاكرته المتعبة، وكان يلجمني بحكمته .. كلمات كحد السكين .. حكمة من نجى، نحن الرفاق الذين لم ننجو من ركام طواحن التواريخ والبله، كانت خيبته أكبر من خيبتي، وهو يتحدث عن لصوص الثورة؟ وعن النظام؟ والمبادرة ؟ وعن أبين المصلوبة التي لم ينتبه إليها أحد، كان في كلماته جراح عميقة لم استطع أن أردم كوابيسها. كانت حكمته الرائعة ليقيس هذه الثورة من فوق جبل الله: حينما تعرفون أين تضعون أقدامكم وتكونون أحرار في خياراتكم ستستعيدون الثورة من اللصوص.
كان هذا الحكيم الطيب، بسنواته السبعون (كذا والصواب "بسنواته السبعين")، بعينيه الثاقبة المكتظتين بالأحداث، بثيابه البسيطة التي تشبه سمو روحه، يلخص مفارقات ثورتنا، ومفارقات الحزب الاشتراكي اليمني الذي يتخبط الآن كقاطرة قديمة ويجر خلفه ملايين من الرفاق الطيبين.. الحزانى).

أقول:
يكفي أن أقول للقارئ: إن صالح عباد مقبل المذكور هو الأمين العام للحزب الاشتراكي الماركسي، أحد الرفاق القدامى، وبهذا يتضح للقارئ الكريم حقيقة هذه الدعاية المكشوفة.

وتقول الكاتبة:
(لأن نظام صالح سيتحالف مع القوى التقليدية في نظام ما بعد صالح، سيتحالف أيضاً مع السلفية الجديدة التي تنهب الآن عدن لينتج نظام الكوارث والأزمات وحروب الطوائف).

أقول:
قد عرف الجميع أن السلفيين لا يتحالفون مع نظام بعينه، وإذا كانوا يحذرون من الفتن والحروب، فهذه عقيدتهم مع جميع الحكام المسليمن سواء كان الحاكم الفلاني أو غيره، وذلك لأن الحروب والفتن والقلاقل لا تخدم أحدا.
والسلفيون هم أنزه الناس وأبعدهم عن الدنيا، والذي ينهب الأموال هم الماركسيون، فقد نهبوا عدن قديما، وما زالت الفلل الضخمة إلى يومنا هذا تحت تصرف قادتهم القدامى مع أن قادتهم جاءوا من الأرياف لا يجدون ما يسد رمقهم ويستر عورتهم، فمن أين هذه البيوت الضخمة التي ورثها أبناؤهم من بعدهم سوى أنها من ملك الشعب الجنوبي المسكين ؟!

وتقول الكاتبة:
(فهذا الوطن يحتاج لثورات عديدة لدك أسس التخلف والإقصاء والوصاية وتأسس ثقافة مدنية تعددية متسامحة بعيداً عن فتاوى الوعظ والإرشاد، نستطيع ذلك حتماً حتى لو بقت فقط تلك اليدان الوحيدتان اللتان كانتا تصفقان للحياة في ليل خدار).

أقول:
هذا الوطن وغيره من أوطان المسلمين يحتاج لأناس صادقين يطهرون اليمن من أمثال هذه الحثالات فهي التي تسببت في اضطرابات لانهاية لها، فهم منذ أن عرفتهم اليمن يتسلطون كالأوصياء عليها.
هذه هي أقوال الماركسية بشرى المقطري أنقلها للمنصفين بحروفها بل بما هو أوسع من ذلك، وأرى أن مقالتها أحط من أن يعلق عليها أحد، لأنها إحدى حثالات هذه الثورات الجديدة التي خرجت علينا، وهي ممن يريد أن يشتهر على حساب الدين والمروءة كما فعلت إحدى الساقطات في مصر فصورت نفسها عارية وزادت الطين بلة فهاجمت الدين والمانعين من حرية الجنس.


نسأل السلامة والعافية

كتبه : أبو محمد اليماني العدني 
 
منقول من منتديات البيضاء من موضوع لأخينا أبي واقد القحطاني
 

ليست هناك تعليقات:

التوقيع :

جميع الحقوق محفوظة لموقع © المدونة السلفية الحنبلية