( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)..
وبعد: فإنّ المتأمل في ما يحدث في مركز دماج , من بغي وعدوان, وحصار على إخوان لنا من أهل السنة والجماعة, وتضييق على أطفال رضع ونساء وشيوخ ضعفة, لا يتعجب أن يصدر هذا من الرافضة الأخباث الذين فاقوا اليهود أساتذتهم, فمكرهم وعدوانهم لا يستغرب, فهم أهل المكر والكذب والحيل والنفاق والزندقة, قوم لا يعاشرون, وفئة لا يؤمَنون, وما أبلغ ما وصفهم به أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله حيث قال: «كلمت الناس وكلمت أهل الكتاب، فلم أر قوما أوسخ ولا أقذر ولا أطفس من الرافضة، ولقد نفيت ثلاثة رجال إذ كنت بالثغر قاضيا؛ جهميين ورافضيا أو رافضيين وجهميا, وقلت مثلكم لا يجاور أهل الثغور» السنة لعبد الله بن أحمد رقم 506.
وهنا أقف وقفات مع فئات مختلفة لها علاقة وطيدة بما هو حاصل :
الوقفة الأولى: مع دعاة المظاهرات:
قد جاءت الأدلة العامة والقواعد الشرعية بتحريم المظاهرات وبهذا نطق علماء الإسلام , وبينوا مفاسدها العظام, وأن الخروج على الولاة لا يجوز بأي شكل من الأشكال, وبهذا نطقت النصوص الشرعية , وتوافرت الأدلة الصريحة الواضحة, فلم يرع لها كثير من أهل الإسلام بالا. فكانت من النتائج المؤلمة ما نراه الآن من تضييق وحصار إخواننا في دماج – فرج الله كربهم- خصوصا, ومن تفلت أمني وضعف اقتصادي في اليمن عموما.
ورحم الله الحسنَ البصري حيث قال في الولاة : "والله ما يستقيم الدين إلا بهم, وإن جاروا وظلموا, والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون, مع أن والله إن طاعتهم لغيظ وأن فرقتهم لكفر".
وقال شيخ الإسلام –رحمه الله- ناقلا عمن سلف:"ستون سنة بإمام ظالم: خير من ليلة واحدة بلا إمام" مجموع الفتاوى (14/ 268).
الوقفة الثانية: مع نداءات بعض الدعاة:
حين يطالب بعض الدعاة - ممن تشكر لهم غيرتهم على أهل السنة في دماج-, الحكومةَ اليمنية والقبائل بإيقاف حصار الرافضة على دماج, كان الواقع ينطق في الحقيقة بأنهم ممن ساهم في خروج الناس إلى الطرقات, وممن دعا إلى الخروج على وليّ الأمر المسلم, بل وأيدوا خروج النساء من جحورهن ومشاركتهن الفوضى العارمة المخالفة للنصوص الشرعية والقواعد المرعية, ومما سهل بعد ذلك – بسبب ضعف الأمن- قيام الحوثيين الرافضة بما قاموا به تجاه أهل السنة في دماج, فأدت تلك الدعاوى والنداءات الخارجية المخالفة من هؤلاء الدعاة - عبر وسائل الأعلام المختلفة وفي الميادين والطرقات- إلى إضعاف الدولة, ففي منطقة أبين يواجه الجيش القاعدة التي تسعى إلى مدّ سيطرتها والاستيلاء على مناطق زنجبار وجعار وما حولها, وفي صنعاء وقوف ضد جملة من الرعاع في الشوارع ممن يطالبون الحاكم بالتخلي ويفرضون عليه العقوبات!!, وفي تعز سكت العقلاء فنطق جملة من الجهلاء ودعاة الثورات فرموا أبناءهم وإخوانهم إلى هذه المحارق المميتة.
أليس فيما حصل من ثورة سموها ربيعا وهي في الحقيقة صيف ساخن قتل الأبرياء, أليس فيها من المفاسد والمكاره ما ينبغي معه الرجوع إلى نصوص الشرع وإجماعات العلماء وسيرة السلف في التعامل مع الولاة!!!.
الوقفة الثالثة: تأملٌ في موقف فرع الإخوان المسلمين في اليمن من الحوثيين الرافضة:
فالإخوان المسلمون لطالما صرخوا في الأمة بما ينزل على إخواننا في فلسطين من اليهود الغاصبين, وما يحدث في الفلبين والشيشان وو – في مشارق الأرض ومغاربها – فرج الله عن المسلمين-, وكان هذا الأمر التعاطفي سبيلا واضحا لجمع الأموال, وتجنيدها في بعض مصالحهم, مما لا يخفى على من عرف طريقتهم ووقف بالحقائق على فتاوى مشايخهم.
فأين هم مما يحصل لإخواننا في دماج , هل جفت أقلامهم؟!! أم انتهت أوراقهم؟!! أم خرست ألسنتهم؟!!
أين تلك البيانات التي تحمل ألوان الطيف؟!!, وأين تلك الشعارات التي لم تغادر مدينة, بل ولا شارعا إلى كسته بقماشها؟!.
قد أجاب لسان المقال من المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف (المركز الرئيسي – مصر) قبل سنتين حين طالب الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – وفقه الله- بإيقاف قتال الرافضة الحوثيين, بقوله : "إننا ندعو العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى الأمر بوقف القتال فورًا؛ لمنع إراقة الدماء الحرام، وقتل المدنيين الأبرياء، ثم السعي جادًّا إلى عقد لقاء بين الفرقاء اليمنيين لإصلاح ذات البين!!!" .
والمتأمل في هذا النداء يتبين له بوضوح وجلاء ما يصل إليه معتقد الإخوان المسلمين ومدى حرصهم على العقيدة الصحيحة!!.
فأين هذا النداء الآن لهذه الفئة الباغية تبين أعتداءهم, وتنكر ظلمهم, وتأخذ بأيديهم؟!!
وأين حزب التجمع اليمني للإصلاح (فرع الإخوان- اليمن) من هذه الأحداث المروعة والتي راح ضحيتها دعاة التوحيد والسنة؟!! فإني لم أجد حسب ما رأيت في موقعهم المليء بالمخالفات الشرعية إبتداءً بالتقريرات المخالفة للشرع وانتهاء – وليس أخيرا- بالدعوة إلى الخروج على الحاكم , لم أجد موضوعا واحدا أو عنوانا -ولو في الخبايا- ينكر ما يحصل في دماج, فعجبا حين دققتم الطبول في حرب الحكام المسلمين, ولم نسمع لكم همسا في إنكار قتل الأبرياء من أهل التوحيد في دماج ؟!!
الوقفة الرابعة : نداء للحكومة اليمنية :
إنّ الواجب عليكم اليوم عسكرا, ومدنيين ممن لهم اليد في هذا الأمر, أن يسعوا في فك الحصار, ورد الظالم عن ظلمه, وكف يد المعتدي, والسعي في القيام بواجب الأمانة المنوطة بكم, ودفع بغي الغاشم عملا بواجب المسلم تجاه أخيه, المنصوص عليه في قوله تعالى ( فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) مع التنبه إلى أن الحوثيين جمعوا بين عقيدة الرافضة المخالفة لعقيدة أهل الإسلام, وبين كونهم خوارج مارقة, فالقتال ضدهم متعين من جهات كثيرة, والدافع لكم قبل الحرص على أمن الوطن والسعي في استقرار الوضع, هو الحرص على عقيدة أهل الإسلام من المخالفين المحاربين لها.
فقوموا بواجبكم, شكر الله سعيكم.
الوقفة الخامسة: تكرار لنداء أهل العلم والإيمان بمناصرة أهل السنة في دماج:
فقد صدرت عبارات عدة وتوجيهات كثيرة تبين وجوب التعاون مع أهل التوحيد, والسعي في فك الحصار والوقوف ضد المعتدين:
منها على سبيل الذكر لا الحصر :
- نصيحة فضيلة الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان حفظه الله.
- بيان من فضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله.
- جواب من فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله.
- تأييد وجواب من فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله.
- بيان ونصيحة من فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله.
- بيان ونصيحة من فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله.
- بيان ونصيحة من فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله.
- بيان من مشايخ اليمن ( الصوملي والبرعي والإمام) حفظهم الله.
- نصيحة وبيان من فضيلة الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك حفظه الله.
- نصيحة من فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن مرعي بن بريك حفظه الله. وغيرهم من أهل السنة والإيمان.
أسأل الله أن يفرج عن إخواننا في دماج, وأن يرحم موتاهم ويتقبلهم في الشهداء, وأن يحفظ من بقي منهم, أنه على كل شيء قدير .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق