بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فخامة الأخ رئيس الجمهورية المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,لقد عانق البنان اليراع ليسطر المداد على هذا البياض مشاعر النفوس ونبضات القلوب التي فُجِعَت في يوم الجمعة غرة رجب الحرام الماضي حين وافاها نبأ ذلك الحادث الأثيم الذي استهدفكم وكبار قادة الدولة في مسجد دار الرئاسة أثناء تأديتكم لصلاة الجمعة وعلى إِثْرِ ذلك الحادث المُرَوِّع فارقتم أهلكم ووطنكم وشعبكم إلى أرض المملكة العربية السعودية حرسها الله وسائر بلاد المسلمين لتلقي العلاج، ولكن سرعان ما طُويت الليالي والأيام ودارت عجلة الزمان فهآ أنتم اليوم تدخلون البلاد تَرْفُلُون في ثوب السلامة والعافية سالمين غانمين جمع الله شملكم بمن تحبون فلله الحمد والمنة على سلامتكم وعافيتكم وعودتكم.ثم اعلموا يا فخامة الرئيس وليعلم الخلق كلهم أن الأمر لله من قبل ومن بعد فالحكم حكمه والملك ملكه والتدبير تدبيره، يقضي ما يشاء ويحكم ما يريد.فلقد ابتهجت تلك القلوب الـمُتأَلِّـمة وانتَعشت تلك النفوس المنكسرة وعادت الفرحة إلى القلوب والبهجة إلى النفوس والبسمة إلى الوجوه برجوعكم إلى أرض اليمن وأهلها وهذه نعمة عُظْمَى ومِنَّةٌ كبرى من الله المولى علينا وعليكم فالحمد لله العلي الأعلى أولاً وآخراً على جميل لُطفه وحُسن عنايته وعظيم رعايته لكم ولكل قادة الدولة ومن أصيب في تلك الفاجعة الكبيرة فرحم الله من مات وعجل الله بشفاء من بقي.ولذلك تحتاج هذه النعم منا ومنكم إلى حمد وشكر وثناء على الله بما هو أهله فنسأل الله أن يعين الجميع على ذكره وشكره وحسن عبادته.فخامة الأخ الرئيس إن عودتكم الكريمة إلى اليمن أرضاً وإنساناً تجعلنا نتضرع إلى الله العلي القدير أن يجعلها مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وأن يديم عليكم عفوه وعافيته.وتذكروا أيدكم الله بنصره قوله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}.فَاعْمُرُوا البلاد بشرع الله وانشروا بين العباد دين الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، يرفع الله ذكركم ويسدد حكمكم ويضع في القلوب محبتكم {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} نسأل الله أن يأخذ بأيديكم لما فيه الخير والصلاح للدين والوطن والأمة بارك الله خطاكم وسدد قولكم وأصلح شأنكم ودفع الله عنا وعنكم وعن البلاد والعباد كل فتنة ومكروه وشر ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين.
الشيخ العلامةمحمد بن عبد الوهاب بن علي الوصابي العبدلي عنه وعن إخوانه أهل السنة والجماعة
26/10/1432 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.