الأربعاء، 31 أغسطس 2011

{ وقفات مع المتعالم المغرور }




بسم الله الرحمن الرحيم

{ وقفات مع المتعالم المغرور }

الحمدلله حمداً يليق بجلاله والصلاة والسلام على خير مبعوث للعالمين محمد الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وبعد :
قال تعالى : (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (36) وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) الإسراء .

وقال تعالى : ( وَتَعَاوَنُواْعَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) . المائدة .

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ; قال : ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا (1) . رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها ، يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) . رواه الشيخان .

وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ) . رواه البخاري عن أبي هريرة
وروى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس وهذا لفظ ابن ماجه حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زياد ابن الحصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة العقبة وهو على ناقته القط لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الحذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول أمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين .

وعن أنس رضي الله عنه أن أناسا قالوا يا رسول الله ياخيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال [ يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا محمد عبد الله ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز و جل ] رواه النسائي بسند جيد .
قلت : وهذا الحديث من تواضعه بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام , وأيضا ً حتى يبتعد المسلم عن الغلو في الإطراء وحتى لايقع فيما هو أكبر من ذلك ويعظم المخلوق أكثر من الخالق فيحبط عمله نسأل الله العافية , فهلا تأسى هذا المتعالم المغرور بخير الأنام عليه الصلاة والسلام وتواضع لإخوانه وعرف قدر نفسه ولم يتبجح في الإطراءات لبعض علمائنا الأفاضل كلما أراد أن يمرر باطلاً له ليوهم السامع أو القارئ أن هؤلاء العلماء راضون عن فعله وقوله 
( وهيهات هيهات أن يكون له ذلك )  .

و كما في حديث معاذ رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس على وجوهم ـ أو قال على مناخرهم ـ في النار إلا حصائد ألسنتهم ) . رواه الترمذي .
والآن اترككم أحبتي في الله مع الوقفات كي تعلموا حقيقة هذا المتعالم وكيف أطلق لسانه من غير عنان في أعراض إخوانه السلفيين وهو يحسب أنه على هدىً من الله ولم يعلم هذا الغر الصغير المسكين أن طريق الهدى غير طريق الضلالة والعياذ بالله وأنهما طريقان متضادان لايتفقان ولا يلتقيان حتى يرث الله الأرض ومن عليها , وإليكم الوقفات وفقنا الله وإياكم لسلوك طريق الحق وثبتنا عليه .

الوقفة الأولى مع هذا المتعالم المغرور :

لاحظت كما لاحظ غيري كثرة حب هذا المغرور للظهور أمام الناس بهيئة الشيخ العالم المحترم العارف الذي لايفوته شيء من فنون العلم والخطابة والفصاحة  وعندما يتكلم يتكلف كثيراً ويتشدق في الكلام ويتنطع ويصدق فيه القول أنه متفيقه ومتشبع بما لم يعط بل هو أقرب أن يكون أخا الجهل إن لم يكن هو بعينه .
الوقفة الثانية مع هذا المتعالم :

يلاحظ عليه كثيراً اختياره لإلقاء ترهاته وانحرافته المنهجية والعقدية لإخوة سلفيين ولكنهم يفتقرون لطلبة العلم في بلدانهم ناهيك عن وجود العلماء عندهم , وكثيراً ما تكون هذه البلاد في القرن الأفريقي فيا ترى ماالسر في اختياره لتلك الدول " هل لأنهم يجهلون أمره أم أنه وجدهم متعطشين للخير مع جهلهم لأمور كثيرة في دينهم وهذا خارج عن إرادتهم كما يعلم حالهم أكثرنا إن لم نكن كلنا , فأوهمهم أنه ذاك الطالب النجيب لذاك الشيخ الجليل فاغتروا به وصدقوه ونشروا خزعبلاته وأباطيله نسأل الله أن يعفوعنهم لجهلهم بحال هذا الضال المضل , والله المستعان .

الوقفة الثالثة مع هذا المغرور :

تجده كثير التبديع كثير الشتم سيئ الخلق يجتمع فيه أنواع الكبر والجهل يجاهر بالباطل ويجحد الحق الصريح ويغضب من النصح وعنده حب العظمة والرياسة والظهور وكثيراً مايرمي غيره بالفواقر ظلماً وعدواناً فمجرد ماتخالفه في مسألة ما تجد نفسك إما حدادي وإما جهمي وإما خارجي حروري وإما مميع حلبي ! وهذا بمعياره السقيم والعياذ بالله , فهل بعد هذا الداء المستشري فيه من دواء ياعباد الله , نرجوا من الله ذلك .

الوقفة الرابعة مع هذا المعتوه :

انتشر لهذا المعتوه مقطع في موقع الفيس بوك وغيره من المواقع مع إخوة سلفيين في إحدى الدول الأفريقية المتعطشة للخير عندما سألوه عن تارك العمل كلياً فتوسع في الجواب حتى دخل في حكم تارك الصلاة وخلط بين الأمرين دهاءً وخبثا , وبئس مادخل فيه هذا المتعالم الخبيث ثم  تحول هذا المتعالم المغرور إلى مفتي الديار ومحدثها ومرشدها العام فخبط وشخبط ولخبط وياليته بعد ذلك سكت بل ذهب يصوب ويخطئ في الصحابة رضي الله عنهم ثم ألحق بهم التابعين لهم بإحسان وعلماء القرون الوسطى بل لم يكتف بهذا حتى أكمل العدة بكبار العلماء المعاصرين ولكن ليس تصويباً وتخطئةً هذه المرة وإنما تخطئةً كُلْيَّةً وهذا والله  قمّة في سوء الأدب وقلة العلم وانحراف في المنهج والعقيدة بل هو أعلى مراتب قلة الأدب وسوء الخلق أضف إلى ذلك جهله المركب قاتله الله من مغرور , أتدرون ماقرره هذا الجويهل لقد أبطل حديث عبدالله بن شقيق التابعي الجليل بنفيه إجماع أكثر من خمسة عشرة صحابي جليل على رأسهم أمير المؤمنين أبي حفص عمرالفاروق , وابن مسعود وغيرهم من كبار الصحابة رضي الله عنهم , وأسوق إليكم حديث ابن شقيق التابعي الجليل :

 قال عبد الله بن شقيق : كان أصحاب محمد لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة فمن كان مصراً على تركها حتى يموت لا يسجد لله سجدة قط , فهذا لا يكون قط مسلماً مقراً بوجوبها , فإن اعتقاد الوجوب , واعتقاد أن تاركها يستحق القتل هذا داع تام إلى فعلها , و الداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور , فإذا كان قادراً و لم يفعل قط علم أن الداعي في حقه لم يوجد ) [ مجموع الفتاوى : 22 / 48 ] .

وقال أبو محمَّد بن حزم : ( وقد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة _ رضي الله عنهم _ أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمدا حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد ، ولا نعلم لهؤلاء من الصحابة مخالفا ) ا.هـ من «الترغيب» للمنذري (1/290)

وقد حكى أيضاً إسحاق بن راهويه إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة.

والإمام المبجل الأفضل أحمد بن حنبل رضي الله عنه قد حكى الإجماع بأربعة في إحدى المسائل فما بالك بأكثر من خمسة عشرة صحابي جليل , فياربي رحماك .
ولايخفاكم أقوال أهل العلم خلفاً عن سلف إلى يومنا هذا في هذه المسألة ثم يأتي هذا الرويبضة المتعالم فيضرب بكلام هؤلاء الجبال من لدن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا عرض الحائط ويقول بدون حياء ولا مستحى من قال غير هذا فقد غلط أي ماذهب إليه هو ! , فمن أنت خيب الله سعيك عند صحابة رسول الله والتابعين ومن تبعهم بإحسان حتى تخرق إجماعهم وتخطئهم بالجملة , أسأل الله إما أن يهديك أو يقصم ظهرك ويريح المسلمين من شرك .

أما مسألة تارك العمل بالكلية والله لاأعلم كيف أدخلها هذا الجويهل في قضية ترك الصلاة وأهل العلم الذين يكفرون بترك الصلاة عندهم جميع الأعمال ساقطة إذا تركت الصلاة عمداً أي لاينفع عندهم زكاة ولا صيام ولا حج وو...إلخ بترك الصلاة المكتوبة عمداً , والفرق بينهما واضح وجلي لمن بصره الله.
أما من لايرون كفر تارك الصلاة تكاسلاً من أهل العلم فهم متفقون على كفر تارك أعمال الجوارح كلياً مع القدرة والقيام بها كما حكى الإجماع الإمام  الشافعي رحمه الله وهو ممن لايرى كفر تارك الصلاة تكاسلاً , أعلمت الفرق بينهما الآن أيها المغرور .


واليكم النص عن الشافعي
الإمام الشافعي، ت: 204هـ، حيث قال: (وكان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر)


وهذا الإمام الآجري رحمه الله يحكي ذلك أيضاً :

الإمام الآجري، ت: 360هـ، حيث قال: (بل نقول– والحمد لله– قولا يوافق الكتاب والسنة وعلماء المسلمين الذين لا يستوحش من ذكرهم، وقد تقدم ذكرنا لهم: إن الإيمان معرفة بالقلب تصديقا يقينا، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، لا يكون مؤمنا إلا بهذه الثلاثة، لا يجزئ بعضها عن بعض، والحمد لله على ذلك)

وقال أيضا: (اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم: أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح.
ثم اعلموا أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزئ معرفة بالقلب ونطق باللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمنا. دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين)

ولا ينفع القول إذا لم يكن القلب مصدقا بما ينطق به اللسان مع القلب. وإنما الإيمان بما فرض الله على الجوارح تصديقا لما أمر الله به القلب، ونطق به اللسان، لقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الحج:77]، وقال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43]، وفي غير موضع من القرآن، ومثله فرض الحج وفرض الجهاد على البدن بجميع الجوارح.
والأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان.
فمن لم يصدق بجوارحه مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد وأشباه هذه، ومن رضي لنفسه بالمعرفة دون القول والعمل لم يكن مؤمنا. ومن لم يعتقد المعرفة والقول كان تركه للعمل تكذيبا منه لإيمانه، وكان العمل بما ذكرنا تصديقا منه لإيمانه، فاعلم ذلك. هذا مذهب علماء المسلمين قديما وحديثا، فمن قال غير هذا فهو مرجئ خبيث، فاحذره على دينك.
والدليل عليه قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]


وهذا الإمام ابن بطة العكبري الحنبلي رحمه الله يقرر ذلك أيضاً :
الإمام ابن بطه في (الإبانة) (2/760-761/رضا نعسان) ذكر معرفة القلب وتصديقه ، وقول اللسان ، وعمل الجوارح ، ثم قال : (( لاتجزىء واحدة من هذه إلا بصاحبتها ولايكون العبد مؤمناً إلا بأن يجمعها كلها ..... وبكل ماشرحته لكم نزل به القرآن ومضت به السنة وأجمع عليه علماء الأمة (( اهـ
وقال أيضاً : - الإمام ابن بطة العكبري، ت: 387هـ، حيث قال: (باب بيان الإيمان وفرضه وأنه: تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح والحركات، لا يكون العبد مؤمنا إلا بهذه الثلاث.

وهذا الإمام الحميدي رحمه الله يحكي ذلك أيضاً :

- الإمام الحميدي، ت: 219هـ، حيث قال: (وأخبرت أن قوما يقولون: إن من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت، أو يصلي مسند ظهره مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحدا، إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه، إذا كان يقر الفروض واستقبال القبلة. فقلت: هذا الكفر بالله الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل المسلمين، قال الله عز وجل: وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5] قال حنبل: قال أبو عبدالله أو سمعته يقول: من قال هذا فقد كفر بالله ورد على الله أمره وعلى الرسول ما جاء به)

وهذا الإمام أبوطالب المكي رحمه الله يحكي ذلك :

أبو طالب المكي، ت: 386هـ، حيث قال: وأيضا: فإن الأمة مجمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكرناه من عقود القلب في حديث جبريل عليه السلام من وصف الإيمان، ولم يعمل بما ذكرناه من وصف الإسلام بأعمال الجوارح، لا يسمى مؤمنا، وأنه إن عمل بجميع ما وصف به الإسلام ثم لم يعتقد ما وصفه من الإيمان، أنه لا يكون مسلما. وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الأمة لا تجتمع على ضلالة)

وقال كلاما نفيسا قبل هذا، يوضح مراده- وسيأتي نقل أكثره- ومن ذلك قوله: (ومن كان ظاهره أعمال الإسلام، (و)لا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب، فهو منافق نفاقا ينقل عن الملة. ومن كان عقده الإيمان بالغيب، (و)لا يعمل بأحكام الإيمان وشرائع الإسلام، فهو كافر كفرا لا يثبت معه توحيد)


وحكى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

شيخ الإسلام ابن تيمية، ت: 728هـ، حيث قال في معرض الاستدلال على تكفير تارك الصلاة، والمناقشة لأدلة المخالفين: (وأيضا فإن الإيمان عند أهل السنة والجماعة قول وعمل، كما دل عليه الكتاب والسنة و أجمع عليه السلف، وعلى ما هو مقرر في موضعه، فالقول تصديق الرسول، والعمل تصديق القول، فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمنا.
والقول الذي يصير به مؤمنا قول مخصوص، وهو الشهادتان، فكذلك العمل هو الصلاة. وأيضا فإن حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد، وذلك إنما يتم بالفعل، لا بالقول فقط، فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله دينا، و من لا دين له فهو كافر)


وكذلك حكى هذا الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :
الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، ت: 1206هـ، حيث قال: (لا خلاف بين الأمة أن التوحيد: لابد أن يكون بالقلب، الذي هو العلم؛ واللسان الذي هو القول، والعمل الذي هو تنفيذ الأوامر والنواهي، فإن أخل بشيء من هذا، لم يكن الرجل مسلما.
فإن أقر بالتوحيد، ولم يعمل به، فهو كافر معاند، كفرعون وإبليس. وإن عمل بالتوحيد ظاهراً، وهو لا يعتقده باطناً، فهو منافق خالصاً، أشر من الكافر والله أعلم)


وقال أيضا: اعلم رحمك الله أن دين الله يكون على القلب بالاعتقاد وبالحب وبالبغض، ويكون على اللسان بالنطق وترك النطق بالكفر، ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام، وترك الأفعال التي تكفر، فإذا اختل واحدة من هذه الثلاث كفر وارتد .


وقال في آخر (كشف الشبهات): (ولنختم الكلام إن شاء الله بمسألة عظيمة مهمة جدا تفهم مما تقدم، ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها، ولكثرة الغلط فيها، فنقول: لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما. فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما. وهذا يغلط فيه كثير من الناس، يقولون: هذا حق، ونحن نفهم هذا، ونشهد أنه الحق، ولكننا لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، أو غير ذلك من الأعذار، ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار، كما قال تعالى: اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا [التوبة:9]، وغير ذلك من الآيات، كقوله: يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ [البقرة:146]، فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً، وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه، فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النارِ [النساء:145]. وهذه المسألة مسألة طويلة تبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس، ترى من يعرف الحق ويترك العمل به، لخوف نقص دنياه أو جاهه أو مداراة، وترى من يعمل به ظاهراً لا باطناً، فإذا سألته عما يعتقده بقلبه فإذا هو لا يعرفه)انتهى .


أقول : وقد قال بهذا غيرهم كثير من أئمة الإسلام فهل ياترى علم هذا المتعالم المغرور شر قوله وتقريره , نسأل الله ذلك .


الوقفة الخامسة مع هذا التبديعي :

فقد افترى هذا التبديعي الجويهل على أحد إخواننا من طلبة العلم بأنه مبتدع ضال مضل وأنه يطعن في العلماء يعني بهذا الشيخ الألباني رحمه الله , فطالبناه بالدليل فحار وخار مدة من الزمن ثم حدثت بيني وبينه مكالمة في رمضان الماضي بسبب أمر ما  ليس بموضوعنا لاأريد ذكره لأنه لايخص موضوعنا هذا إلا فقرة منه فدار الحديث عليها , فقال لي فلان عندي عليه طوام وأنا أعرفه أكثر منك لأنه من أهل بلدي فقلت له أعطني دليلاً عليه أنه ضال , فقال يسب الألباني وهذا موجود في موقعه فتيقنت أنه كذاب لأني أعرف طالب العلم المذكور جيداً وهو ممن يوقر الشيخ الألباني رحمه الله ويدافع عنه ويذب عن عرضه لكن ماذا نقول لمن يكذب في وضح النهار بدون حياء ثم يصدق كذبته ثم ينشرها في الآفاق , والله المستعان , ثم قلت له أتعرفه شخصياً قال لا ثم قلت أناصحته برسالة قال لا ثم قلت له أزرته في بيته لتنصحه قال لا فاتضح لي أنه لايعرفه لا من قريب ولا من بعيد ثم قلت له كيف تتهم رجلاً بمثل هذه العظائم وأنت لم تقدم له مجرد النصح ولو برسالة مكتوبة وهو ابن بلدك كما تزعم ثم قلت له عندي حل أنت الآن في طريقك لذاك الشيخ الجليل المحبوب بين جموع السلفيين فاعرض المسألة عليه وانظر بما ينصحك ويرشدك هذا الشيخ الكبير فقال لي بفم مليان يعلوه التعالم كلٌ أعلم ببلديه والشيخ لايعرف أهل بلدنا أكثر مني فقلت في نفسي أسقط السفيه نفسه إذ أني طلبت منه عرض الموضوع على الشيخ لطلب الحل ولم أطلب منه سؤال الشيخ عن حال أخينا طالب العلم هذا لأنه من البديهي أن الشيخ لايعرفه شخصياً , فبالله عليكم معاشر أهل السنة السلفيين هل يستحق مثل هذا الغلام أن يكون طويلب علم ناهيك أن يكون طالباً ! اترك الإجابة للمنصفين منكم .


الوقفة السادسة مع هذا الكذاب الأشر :

ثم قلت لنفسي لماذا لا أتصل بهذا الأخ الفاضل وأتأكد منه بنفسي من بعض مادار بيني وبين هذا الجويهل المغرور , فاتصلت به في رمضان الماضي أي بعد أربعة أيام تقريباً من مكالمتي لهذا المغرور فقلت له بعد السلام والسؤال عن الحال , هل سببت وطعنت في الشيخ الألباني رحمه الله في موقعك فقال معاذ الله أن يخرج مني مثل هذا في هذا الإمام الجبل المحدث الألباني ودونك موقعي تصفحه , ثم قلت له هل تعرف فلان بن فلان فقال لي لم أسمع به إلا في النت ولم يحصل بيني وبينه أي لقاء ولا كلام ولا سلام ولم أراه بعيني قط , فعلمت حينها أن هذا االمتعالم قد دُخل عليه من باب الغرور وحب التصدر والتفرد في تلك البلد حتى كاد أن يقول لنفسه (لا أرى إلا أنا) والعياذ بالله وهو كما يعلم كل منصف أنه أجهل من حمار أبيه وهذه حقيقة لافرية فيها.


الوقفة السابعة مع هذا المتطاول على العلم :

هذا المغرور المتطاول على العلم وأهله دائماً ماتجده يصفق لأي شخص يخرق الإجماع ويثني عليه ويبادله في هذا الحمق جاره الحدودي الذي يتبادل معه التطبيل وكنا نظن به فيما مضى خيراً كما كنا نظن في هذا المتعالم خيراً ولكن أبى الله إلا أن يظهر جهلهما وحمقهما عياناً بياناً للمسلمين إذ أن كل واحد منهم ينعت الآخر ( بالشيخ الفاضل وو...إلخ من هذه الألقاب التي لاتسمن ولاتغني من جوع ) والحقيقة أن كل واحد منهما أحمق من الآخر فتراهم مبغوضين من السلفيين الصادقين ويرونهم أنهم حمل ثقيل لايحتمل إما أن يعالجوا أو يبعدوا حتى لاينتشر مرضهم في غيرهم من أهل السنة .


الوقفة الثامنة مع هذا الإمّعة المغرور :

لاتجد همّه اتباع الحق بل تجد جلّ همّه اللهث وراء أقوال الرجال لمصلحته الشخصية ولا يعنيه إن كانوا وافقوا الحق أم خالفوه , وكما تعلمون معاشر السلفيين أن العالم إذا اخطأ مجتهداً رد خطئه بأدب وحفظت كرامته وتطوى زلته وتدفن في بحر حسناته وهو مابين الأجر والأجرين أي أنه مأجور غير مأزور بإذن الله , بعكس علماء السوء من أهل الأهواء والبدع فلابد من الرد والتشنيع عليهم وفضح أمرهم كي لايغتر بهم العامّة , ولكن أخانا المتعالم المغرور له مسلك غير هذا المسلك فإذا زل عالم سنّي كبير مشهود له بالعلم والخير والإتباع رأيته أول الرادين عليه ويوهم نفسه والآخرين أنه قرين لهذا العالم بل يظن أكبر من ذلك أنه كفء للرد عليه , هذا غير الأذى الذي يجده منه كثير من طلبة العلم على مختلف مستوياتهم , وغاب عن مخيلة هذا الأحمق أن الشيطان يستدرجه ليلقي به في واد سحيق إن لم يكن قد فعل ذلك نسأل الله السلامة والعافية , فهلا انتبه هذا المتعالم لنفسه وتاب لربه قبل فوات الأوان وطوى صفحة اللؤم والهوان , نسأل الله ذلك .


الوقفة التاسعة مع هذا الغر المسكين :
 
عرف عن هذا المسكين تهويله للأمور وتضخيمها حتى يظن من يسمعه أو يقرأ له أن هناك أمر خطير لابد الحذر والتحذير منه , فإذا رجعت لتتثبت مما قال وجدت الأمر عكس ماسمعت وظننت , بل أنه غالباً لايسلم من الكذب والتلبيس لأغراض شخصية وأمور لاتمت للدعوة السلفية بصلة , وما تمسحه بأهل العلم والتزلف لهم والتصنع بالأخلاق أمامهم إلا تمثيل في تمثيل نعم أقولها بكل صراحة , والعلماء في ذلك معذورون لأنه ظهر لهم بوجه وعند إخوانه ظهر بوجه آخر وكما أن له وجهين فلابد لزاماً أن يكون له لسانين وهذا من شر النّاس إي وربي إنه لمن شرهم , فبسبب ذلك وجدنا من يطعن في علمائنا ويشكك فيهم كالفرقة الحلبية وأصحاب فالح الحدادية المتمثلين في شبكتين متناقضتين منحرفتين وهما ( كل السلفيين ) و ( شبكة الأثري ) زعموا , وغيرهم ممن يجهل فضل العلماء , وهذا الطعن بسبب بعض المتهورين الذين يظهرون حب العلماء واتّباعهم وهم في الحقيقة قد نقلوا صورة مشوهة عن علمائنا الأفاضل أمام العامّة وذلك إذا تكلم أحدهم وأتى بالطوام قال في نهاية كلامه كلاماً عظيماً في مدح بعض كبار أهل العلم حتى يظن به من يسمعه أنه لايتعدى قول أهل العلم في جميع أموره , وهو في الحقيقة على خلاف ذلك وهذا طبعاً باستخدام أحد القناعين ( الوجهين ) أجارنا الله وإياكم من هذا الفعل , فيا أهل السنة ارتبطوا بكبرائكم من أهل العلم الراسخين ومن نقل عنهم نقلاً صحيحاً ولا تأخذو من أي أحد حتى تعرفوا من هو واتركوا من دونهم من الصغار المتسلقين والمتحذلقين والمتشدقين كالمعني في هذا الموضوع وغيره هداهم الله , والله تعالى أعلم .  


وأختم بقول هذا الإمام الحبر :-

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:طالب الحق يكفيه دليل و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل الجاهل يتعلم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل .
    
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
تنبيه مهم جداً :


كتبت هذا المقال بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل الزبى فأرجو أن لا يلومني أحد من الإخوة السلفيين على هذا لأن الأمر لم يعد يحتمل من أمثال هؤلاء الرويبضات الذين اساءوا للدعوة السلفية وأهلها كثيراً ...
_________________________________________________________________________
(1) قوله: "المتنطعون":المتنطع: هو المتعمق المتقعر المتشدق، سواء كان في الكلام أو في الأفعال; فهو هالك، حتى ولو كان ذلك في الأقوال المعتادة; فبعض الناس يكون بهذه الحال، حتى إنه ربما يقترن بتعمقه وتنطعه الإعجاب بالنفس في الغالب، وربما يقترن به فتجده إذا تكلم يتكلم بأنفه، فتسلم عليه فتسمع الرد من الأنف إلى غير ذلك من الأقوال والتنطع بالأفعال كذلك أيضا قد يؤدي إلى الإعجاب أو إلى الكبر . انتهى المقصود .

نزل المقال بصيغة ملف وورد من الرابط التالي :

 تنزيل



كتبه :


أبو سعيد عبدالرحمن العثمان الحنبلي


غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين


بتأريخ :2 / شــــــــوال / 1432هــ


الموافق : أغسطــــ31ـــــس / 2011م .















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.