الشيعة
الشيعة في اللغة :
الأتباع والأنصار .
وسميّت هذه الفرقة شيعة ؛ لأنهم غَلو في علي رضي الله عنه فمنهم من قدًّمه على سائر الصحابة في الفضل والخلافة ، ومنهم من عبده مع الله
– تبارك وتعالى - ، ومنهم من اعتقد فيه اعتقادات لا تليق إلا بالله – سبحانه وتعالى .
وهم ثلاث فرق كل فرقة تنقسم إلى فرق كثيرة :
1. الغالية .
2. الرافضة .
3. الزيدية .
الفرقة الأولى من فرق الشيعة
الغالية
: سمي أهلها بهذا الاسم ؛ لأنهم تجاوزوا الحدّ في علي ابن أبي طالب وآل بيته ، وقالوا فيه قولاً عظيماً ، أعظم من قول الرافضة و الزيدية .
وهؤلاء خمس عشرة فرقة ، قاله أبو الحسن الأشعري في " مقالات الإسلاميين " (ص25
– العصرية ). سأذكر منها الفرق الموجودة في عصرنا هذا فيما أعلم .
1.
الإسماعيليّة
: هي فرقة باطنيّة – يعني يعتقدون أن للدين ظاهراً وباطناً – ينتسبون إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق ، ظاهرها التشيُّع لآل البيت – وهي طريق يسلكها من أراد هدم الإسلام ، لأنها تنفع مع العاطفيين الجهلة بدين الله ، الذين لا يعرفون مذهب آل البيت الصحيح – وحقيقتها هدم الإسلام .
من عقائدهم :
1. يعتقدون أن شريعة إمامهم محمد بن إسماعيل ناسخة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم
(1).
2. يؤمنون بالتقية والسريّة ويطبُّقونها في الفترات التي تشتدّّ عليهم فيها الأحداث . قال المفيد في كتابه " تصحيح الاعتقاد "(ص115)
– وهو من الرافضة - : " التقية كتمان الحق ، وستر الاعتقاد فيه ، ومكاتبة المخالفين ، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين أو الدنيا " .
3. يقولون بالتناسخ
– وهي من العقائد الفاسدة ،والمراد بها : انتقال الروح من بدن قد مات صاحبه ؛ إلى بدن آخر لمخلوق حي ، إنساناً كان أم حيواناً – والإمام عندهم وارث الأنبياء جميعاً ، ووارث كل من سبقه من الأئمة ، ويعتقدون عقيدة الحلول والاتحاد ، وهي أن الله حالٌّ في خلقه .
4. عباداتهم ظاهرها كعبادات المسلمين وحقيقتها تخالف لذلك ، فالصلاة عندهم ليست لله ؛ بل للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر ، ويذهبون للحج كبقيّة المسلمين ؛ لكنهم يقولون : الكعبة هي رمز على الإمام وهكذا .
5. يقول الغزالي عنهم : المنقول عنهم الإباحة المطلقة ورفع الحجاب واستباحة المحظورات واستحلالها ، وإنكار الشرائع، إلا أنهم بأجمعهم ينكرون ذلك إذا نسب إليهم " .
6. الدين عندهم له ظاهر وباطن ،ويفسرون القرآن بتفسيرات تدل على الزندقة والإلحاد .
ولهم عقائد أخرى ، من تأملّها وتأمل كلامهم علم أنهم زنادقة أرادوا إفساد الإسلام وتدمير أركانه باسم الإسلام .
وهم فرق ؛ منهم :
1. الفاطميون الذين حكموا مصر وغيرها ، وأزال دولتهم صلاح الدين الأيوبي
– رحمه الله - .
2. النزارية ، ومنهم الحشاشون .
3. البهرة .
4. الأغاخانية .
حكمهم :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في " الرد على البكري " (2/583) : " وأما النصيرية فهم من الغلاة الذين يعتقدون إلهية علي ، والغلاة مع أنهم أكفر من اليهود والنصارى فأولئك الإسماعيلية في الباطن أعظم كفراً وإلحاداً منهم " (2 ) .
وجودهم اليوم
: في سوريا و إيران والباكستان والهند واليمن والسعودية .
أفضل الكتب التي تكلمت عن هذه الطائفة :
كتاب " الإسماعيلية تاريخ ومعتقد " لإحسان إلهي ظهير
(3).
2.
النصيرية ( العلويون )
: هم أتباع محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270هـ) .
سموا نصيريّة نسبة إليه ، وهم من الفرق الباطنية ، الغلاة الذين يقولون إن عليّاً إله ، وهم يتشهّدون :
أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين
(4) .
ومن عقائدهم
:
1. يعتقدون أن عليّاً إله .
2. يعتقدون أن عليّاً خلق محمداً صلى الله عليه وسلم ،وأن محمداً خلق سلمان الفارسي ، وأن سلمان الفارسي قد خلق الأيتام الخمسة: المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وعبد الله بن رواحة ،وعثمان بن مظعون ، وقنبر بن كادان.
3. لا يعترفون بالحج ، ويقولون بأن الحج إلى مكة إنما هو كفر وعبادة أصنام
(5) .
4. الصلاة عندهم عبارة عن خمسة أسماء هي : علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة .
حكمهم
: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " هؤلاء الدرزية والنصيرية ؛ كفار باتفاق المسلمين ؛ لا يحلُّ أكل ذبائحهم ، ولا نكاح نسائهم ، بل ولا يقرّون بالجزية فإنهم مرتدّون عن دين الإسلام ، ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى ؛لا يُقِرُّون بوجوب الصلوات الخمس ، ولا وجوب صوم رمضان ، ولا وجوب الحج ، ولا تحريم ما حرّم الله ولا رسوله من الميتة والخمر وغيرهما ، وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين" (6)
وجودهم اليوم
: في سوريا ولبنان وفلسطين وإيران وتركيا وألبانيا والباكستان وتركستان الروسية وكردستان ، ومنهم حكام سوريا اليوم .
من أسمائهم : العلويون ، التختجية ، الحطابون ، القزل باشيه ، البكتاشية ، العلي إلهية
(7 ) .
3.
الدروز
: فرقة باطنيّة تؤلِّه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، أخذت جلًّ عقائدها من الإسماعيليّة ، وهي تنتسب إلى نشتكين الدرزي .نشأت في مصر لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى الشام . عقائدها خليط من عدًّة أديان وأفكار ، كما أنها تؤمن بسريّة أفكارها ، فلا تنشرها على الناس ، ولا تعلِّمها حتى لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين (8).
من عقائدهم
:
1. يعتقدون ألوهيّة الحاكم بأمر الله ، ويقولون بغيبته وأنه سيرجع .
2. ينكرون الأنبياء والرسل جميعاً ويلقبونهم بالأبالسة .
3. يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى والمسلمين منهم خاصة ،ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشّهم عند المقدرة.
4. ينكرون القرآن الكريم ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي، ولهم مصحف خاص بهم يسمّى المنفرد بذاته .
5. لا يقبل الدروز أحداً في دينهم ولا يسمحون لأحدٍ بالخروج منه
(9 ) .
حكمهم
: قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " هؤلاء الدرزية والنصيرية؛ كفار باتفاق المسلمين ؛ لا يحلُّ أكل ذبائحهم ، ولا نكاح نسائهم ، بل ولا يقرّون بالجزية فإنهم مرتدّون عن دين الإسلام ، ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى ؛لا يُقِرُّون بوجوب الصلوات الخمس ، ولا وجوب صوم رمضان ، ولا وجوب الحج ، ولا تحريم ما حرّم الله ولا رسوله من الميتة والخمر وغيرهما ، وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين"(10) . وقال في الدروز : " كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون ؛ بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم ، لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين ، بل هم الكفرة الضالون ... " (11).
وجودهم اليوم
: في سوريا ولبنان وفلسطين ، وهاجر من سوريا جماعة منهم إلى الأردن ، وأكثرهم في سوريا ولبنان ، ويوجد جماعات منهم في دول أخرى (12) .
الفرقة الثانية من فرق الشيعة
الرافضة
: اختلف أهل العلم في سبب تسميتهم ( رافضة ) ؛ فقيل لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين عندما رفض التبرّؤ من أبي يكر وعمر ، وقيل : لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر .
ويقال لهم : الإماميّة ؛ لقولهم : إن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على استخلاف علي بن أبي طالب من بعده .
وهم أربع وعشرون فرقة ؛ على قول أبي الحسن الأشعري في " مقالات الإسلاميين " (ص33
– العصرية ).
نذكر منهم أكبر فرقة وأعظمها في هذا الزمان ، وهي :
الاثنا عشريّة ( الجعفريّة )
: وهم الذين يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نصَّ على إمامة علي بن أبي طالب ، واستخلفه بعده بعينه واسمه ، وأن عليّاً نصّ على إمامة ابنه الحسن بن علي ، وهكذا إلى أن سمّوا اثني عشر إماماً من أولاد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – آخرهم محمد بن الحسن العسكري الذي دخل السرداب ، وينتظرون خروجه ، وهو المهدي المنتظر عندهم .
من عقائدهم
:
1. تحريف القرآن الكريم .
2. تكفير الصحابة إلا قليلاً منهم .
3. رمي عائشة بالزنا .
4. تكفير المسلمين إلا الشيعة .
5. عصمة الأئمة الاثني عشر ، وتفضيلهم على الأنبياء ، والغلوّ فيهم حتى عبدوهم مع الله .
6. جمهورهم يجوِّزون على الله البداء ، وهو أن يظهر له الشيء بعد أن خفي عليه
(13) .
حكمهم
: كفّرهم الإمام مالك ، وأحمد ، والبخاري ، وابن حزم الظاهري ، والقرطبي ، والإسفراييني ، وسيف الدين الآمدي ، وغيرهم (14).
وجودهم اليوم
: قامت لهم ثلاث دول في زمننا هذا بتعاونهم مع أمريكا في ثنتين منها : إيران ، والعراق ، وأفغانستان .
وقتلوا وشرّدوا وعذّبوا واغتصبوا ما الله به عليم من المسلمين، وهذا حالهم على مرِّ الزمان . ولهم قوّة وشوكة في لبنان والكويت والبحرين والباكستان . ولهم تواجد في الهند وسوريا واليمن والسعوديّة ، وغيرها من بلاد العالم .
ومن أهدافهم
: إقامة دولة فارس الكبرى ، والمنافسة اليوم قائمة بينهم وبين اليهود والنصارى ، والمسلمون ضعاف لا حول لهم ولا قوّة بسبب انجرارهم وراء شهواتهم وملذاتهم وذوبانهم في المحرّمات وتركهم لدينهم وتعاليم ربِّهم وعدم مبالاتهم بتحصين أنفسهم بكلِّ ما يلزم لصدِّ أعدائهم عنهم . ولم يتعلّموا مما جرى لهم على أيدي التتار بسبب الرافضة .
الفرقة الثالثة من فرق الشيعة
الزيديّة
: ينتسبون إلى زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب ، فقد تمسّكوا به وناصروه عند خروجه على بني أميّة وخذلان الرافضة له ؛ كما فعلوا بجدِّه الحسين بن علي – رضي الله عنه – من قبل . وهم فرق (15) :
من عقائدهم
:
1. أجمعوا على تفضيل علي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أنه ليس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منه .
2. يقولون بقول الخوارج بتخليد أصحاب الكبائر في النار .
3. يقولون في الأسماء والصفات بقول المعتزلة .
4. يجوِّزون الخروج على أئمة الجور ، ولا يصلّون خلف فاجر ، ولا يرون الصلاة إلا خلف من ليس بفاسق .
5. وهم كالرافضة والصوفية من عبّاد القبور .
6. يبغضون ويلعنون معاوية بن أبي سفيان
– رضي الله عنه – ، واختلفوا في أبي بكر وعمر ؛ بعضهم يتولاهما ، والبعض الآخر يتبرّأ منهما .
حكمهم
: هم فرقة من فرق المسلمين ؛ ولكنّهم من الثنتين والسبعين فرقة الهالكة ؛ كالخوارج والمعتزلة ، بخلاف الشيعة الغالية والرافضة ؛ فليسوا من المسلمين أصلاً . فهذه الفرقة الأولى من الثنتين وسبعين فرقة المذكورة في الحديث .
وجودهم اليوم
: في اليمن والسعودية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - انظر " الفتاوى الكبرى" (3/513) لشيخ الإسلام ابن تيمية .
2- وقال أبو حامد الغزالي في " فضائح الباطنية " (37) في مذهبهم : " مذهب ظاهره الرفض ،وباطنه الكفر المحض " .
3- انظره في مكتبة موقعنا .
4 - انظر " الفتاوى الكبرى " ( 3/513 ) لشيخ الإسلام ابن تيمية .
5 - انظر كتاب " طائفة النصيرية تاريخها وعقائدها " للدكتور سليمان الحلبي ، و " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " .
6
- " الفتاوى الكبرى " ( 3/513 ) .
7- انظر كتاب " طائفة النصيرية تاريخها وعقائدها " للدكتور سليمان الحلبي ، و " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة "
8 - " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " ( 1/ 397 ) .
9 - انظر " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " (1/398
– 399 ) .
10
- " مجموع الفتاوى " ( 35 / 161 ) .
11
- " مجموع الفتاوى " (35 /162 ) .
12
- للاستزادة انظر كتاب : " عقيدة الدروز عرض ونقد " لمحمد أحمد الخطيب ، تجده في مكتبة موقعنا.
13- انظر رسالتنا " الحقيقة الشرعيّة في بيان كفر الشيعة الإماميّة وبيان عقيدة حسن نصر الله وحركة حزب الله اللبنانية " تجدها في مكتبة موقعنا . وكلامي فيها .كان عن هذه الطائفة من الشيعة
14- انظر رسالتنا " الحقيقة الشرعية في بيان كفر الشيعة الإماميّة..." .
15 - انظرها في " مقالات الإسلاميين " ( 68 -83 ) لأبي الحسن الأشعري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق