الحلقة الثانية
وهي بعنوان :
بسم الله الرحمن الرحيم
أمَّا بعد ..
فقد سمعت مقطعاً صوتياً ليحيى الحجوري نفى فيه أنه قرر أنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- شاركوا في قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فأردت أن أبين للناس كذب يحيى الحجوري في كلامه هذا وأنه قد قرر هذا الكلام من قبل .
فلمَّا نُقِدَ وفُضِحَ من قِبَل الإخوة النُقَّاد عَدَّلَ في الطبعة الجديدة من كتابه : (الجمعة) وحذف كلامه الذي قرر فيه أنَّ الصحابة شاركوا في قتل عثمان ، دون أن يعلن توبته من تقريره الفاسد الباطل البدعي المنحرف.
وهذه مقارنة بين كلام يحيى الحجوري السابق وكلامه الجديد لتحكموا بأنفسكم على كذب يحيى الحجوري الذي يكذب ولا يخجل من الكذب .
قال يحيى الحجوري في كتابه الجمعة ص : (305-306) الطبعة الأولى الصادرة عام 1423 هـ من دار شرقين للنشر والتوزيع :
(قلت :وذلك لعدم عصمتهم عن الوقوع فِي الْخَطأ، ومعركة الْجَمل وصفين، وترامي أصحاب قباء بالْحِجارة، ومُخاصمة الزبير لبعض الأنصار فِي ساقية أرض، وقصة شريك بن سحماء مع زوجة هلال بن أمية، وقصة الْجُهنية، وقصة حِمار الذي كان يشرب الْخَمر وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بضربه ثُمَّ قال: إنه يُحب الله ورسوله، وقصة اختلاف عمر مع أبِي بكر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم وفد بنِي تَميم هذا يقول: يا رسول الله أمِّر فلانًا لرجل منهم، والآخر يقول: أمِّر فلانًا .
وحادثة الإفك بِمَا فيها من الاختلاف والْمساببة فيما بينهم حَتَّى سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلام، وجعل يسكتهم ويهدئهم، وبيع ذلك الرجل لبعض الطعام وفِي أسفله أو وسطه بلل، واختلاف الْمُهاجري مع بعض الأنصار حَتَّى كسعهُ وتداعى الفريقان، فقال الْمُهاجري: يا للمُهاجرين، وقال الأنصاري: يا للأنصار، فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: "أبدعوى الْجَاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها إنها منتنة" .
ومشاركة بعض الصحابة في قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه .
وقتل أسامة بن زيد لرجل كان مشركًا، ثُمَّ قال: لا إله إلا الله، فقتله بعدما قالَها؛ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله!فقال: يا رسول الله كان متعوذًا، قال: فتشت عن قلبه.
وقتل الصحابة لِحِسْلِ والد حذيفة بن اليمان فِي الْمَعركة خطأ، وفتوى أبي موسى فِي ميراث الأخت والبنت وبنت الابن خطأ، وابن مسعود قال: لقد ضللت أن أفتِي بفتوى أبي موسى؛ مع أن أبا موسى كان مُجتهدًا.
ولطم عمر لأبي هريرة حتى سقط على إسته، وضرب رفاعة بن رافع لامرأته حتى اخضر جلدها لغير ما يبيح ذلك، ومظاهرة أوس بن الصامت من زوجته خولة بنت ثعلبة.
وكل هذه الأدلة التِي أشرنا إليها ثابتة لَم نذكر منها شيئًا غير صحيح، وهي قليل من كثير من الْحَالات التِي حصلت للصحابة -رضوان الله عليهم-، وهي برهان جلي أن أفرادهم غير معصومين عن كبار الْخَطايا وصغارها، سواء فِي ذلك عثمان رضي الله عنه وغيره)
وإليكم الوثيقة في الصورتين التاليتين :
الصورة الأولى من هنا
الصورة الثانية من هنا
" لمشاهدة الصورة بحجمها الطبيعي انقر عليها نقرة واحدة "
بعدما قرأتم كلام الحجوري الفاسد القبيح المنحرف في تقريره البدعي أنَّ الصحابة -رضوان الله عليهم- شاركوا في قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أحيلكم على مادة صوتية ليحيى الحجوري ينفي فيها أنه قرر هذا الفكر المنحرف وأنه إنما نقل ذلك عن الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية وعن ابن سعد -رحمه الله- في الطبقات على سبيل البحث .
قال يحيى الحجوري :
( أقول : هذا القول أنني أقول أنَّ أنَّ الصحابة شاركوا في قتل عثمان هذا حصلَ أنَّ ابن كثير وجماعة من أهل العلم ذكر أن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وبالأخص هذا فقط ثُمَّ ذكروا هذا ثُمَّ بحثنا المسألة وأنَّ فيها ما لا يثبت سنده وقلنا إنما كان على سياق البحث لا على أننا نقرر أنهم شاركوا في قتل عثمان ولكن في سياق البحث بحسب ما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن سعد في الطبقات ، ثُمَّ لمَّا نبه شيخ الإسلام أنَّ أسانيد لا تثبت لمْ نقل بهذا إلا على ظواهر الأقوال أمَّا أنْ يُقال أننا نقول بهذا ! ، لا أبداً معاذ الله الصحابة ما شاركوا في قتل عثمان وإنما قتله الخوارج ).
من هنا يمكنكم تحميل المادة الصوتية ليحيى الحجوري بصيغة amr ومن هنا بصيغة MP3
التعليق :
أولاً : قول الحجوري :
(أقول هذا القول أنني أقول أنَّ أنَّ الصحابة شاركوا في قتل عثمان هذا حصلَ أنَّ ابن كثير وجماعة من أهل العلم ذكر أن محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وبالأخص هذا فقط)
الرد على هذا الكلام من عدة أوجه :
1- في أي موضع جاء ذكر محمد بن أبي بكر الصديق -رحمه الله- أنه من الصحابة في كتاب البداية والنهاية ؟
فهذا من تخرصاتك وتقولاتك أيها الكذاب المفتري .
وإليك ترجمة محمد بن أبي بكر الصديق-رحمه الله- كما جاء ذكرها في كتاب البداية والنهاية المجلد 7 ص 353 ، قال ابن كثير -رحمه الله- :
(محمد بن أبي بكر الصديق ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع تحت الشجرة عند الحرم وأمه أسماء بنت عميس، ولما احتضر الصديق أوصى أن تغسله فغسلته، ثم لما انقضت عدتها تزوجها علي فنشأ في حجره، فلما صارت إليه الخلافة استنابه على بلاد مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة كما قدمنا، فلما كانت هذه السنة بعث معاوية عمرو بن العاص فاستلب منه بلاد مصر وقتل محمد بن أبي بكر كما تقدم، وله من العمر دون الثلاثين، رحمه الله ورضي عنه) .
فهل عده ابن كثير صحابياً ؟! وهل في اصطلاح المحدثين يُعَد كل من وُلِد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولم يلتق به صحابياً ؟!
فبا الله عليكم معاشر السلفيين هل يصلح أن يُقال في يحيى الحجوري أنه (مُحَدِّث) ؟! أم يصلح أن يُقال فيه أنه (مُحْدِث ) ؟!
ويا من تدَّعي أنَّ الحافظ ابن كثير يعد محمد بن أبي بكر الصديق صحابياً إليك ما قاله ابن كثير في الباعث الحثيث ص 187 :
(ولقد عدّوا فيهم محمد بن أبي بكر الصديق وإنما وُلِد عند الشجرة وقت الإحرام بحجة الوداع فلم يدرك من حياته صلى الله عليه وسلم إلا نحواً من مائة يوم ولم يذكروا أنه أُحْضِر عند النبي صلى الله عليه وسلم ولا رآه)
2- الحافظ ابن كثير -رحمه الله- ذكرما تناقله المؤرخون من مشاركة محمد بن أبي بكر الصديق -رحمه الله- في قتل أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- ولكنه بَرَّأَهُ من هذا الفعل فقال في البداية والنهاية جزء 7 ص 233 :
(ويُروى أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت في حلقه والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها فتذمم من ذاك وغطى وجهه ورجع وحاجز دونه فلم يفد وكان أمر الله قدراً مقدورا) .
فقام الحجوري يدَّعي كذباً وزوراً أنَّ ابن كثير قرر في البداية والنهاية أنَّ محمد بن أبي بكر الصديق قد شارك في مقتل عثمان .
فأين الأمانة العلمية أيها الحجوري الخائن ؟!
تُقرر التقريرات المنحرفة ثُمَّ تنسبها زوراً وباطلاً إلى غيرك لتخرج نفسك من الورطة وتنجو من النقد !
أمثلك أيها الغشاش الخائن يؤتمن على دعوة ؟! .
3- أيها الحجوري المريض بكلامك هذا تثبت لمن يقرأ هذا الكلام أنَّكَ لاتصلح للتأليف وأنَّك متعالم تحشر نفسك في فن أنت لا تعرفه ولا تفقهه إذْ كيف تقرر مسائل وتنشرها في كتبك دون أن تتحقق من صحتها ومن ثبوت أسانيدها ثُمَّ لمَّا قرأت في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنَّ هذه الأسانيد غير صحيحة لمْ تعد تقرر هذه المسائل المنحرفة فحذفتها من الطبعة الجديدة لكتابك : "الجمعة" ولم تعلن توبتك منها وكتابك قد انتشر وذاع وفيه ذلك التقرير المنحرف البدعي ، فيا لك من غشاش أثيم .
ثانياً : قول الحجوري :
(ثُمَّ بحثنا المسألة وأنَّ فيها ما لا يثبت سنده وقلنا إنما كان على سياق البحث لا على أننا نقرر أنهم شاركوا في قتل عثمان ولكن في سياق البحث بحسب ما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن سعد في الطبقات ، ثُمَّ لمَّا نبه شيخ الإسلام أنَّ أسانيد لا تثبت لمْ نقل بهذا إلا على ظواهر الأقوال أمَّا أنْ يُقال أننا نقول بهذا ! لا أبداً معاذ الله الصحابة ما شاركوا في قتل عثمان وإنما قتله الخوارج) .
الرد على هذا الكذب من ثلاثة أوجه :
1- أيها الكذاب المراوغ المحتال أين جاء ذكر هذا الكلام في كتابك (الجمعة) ؟! فكلامك في ذلك الكتاب لم يرد فيه أنك ذكرت قضية مشاركة الصحابة في قتل عثمان في سياق البحث بل جاء كلامك في سياق ذكر أخطاء الصحابة-رضوان الله عليهم- كي تثبت أنهم غير معصومين .
فدع الدجل والكذب والتحايل والمراوغة فهذا ما ينفق إلا على أتباعك الحمقى أو من يقبل منك الباطل ويوافقك عليه أو في أقل الأحوال يسكت ويتغاضى عنه كي ينجو من سلاطة لسانك وقبيح أقوالك .
يا يحيى ما يخرجك من هذه الورطة إلا إعلان التوبة من هذا التأصيل البدعي المنحرف ولن تنفعك الحيل والمراوغة والتلبيسات فقد صارت مكشوفة جداً وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار .
2- كلامك المنسوب إليك في كتابك : (الجمعة) الذي تقرر فيه بوضوح أنَّ الصحابة شاركوا في قتل أمير المؤمنين عثمان ليس فيه هذا الكلام الزائد الذي تفوهت به في المادة الصوتية التي سجلها معك المتعالم العراقي أنمار ليث .
فكلامك هذا الجديد تريد أن تحمل عليه كلامك القديم كي تخرج من الورطة والمأزق فأوقعت نفسك من جديد في القاعدة البدعية : (حمل المجمل على المفصل في كلام البشر) فما أشبهك بأبي الحسن المأربي المبتدع الضال .
3- ومما يبين كذبك بوضوح في أنك كنت تجزم بمشاركة الصحابة في قتل عثمان قولك في كتابك : "الجمعة" بعد سردك لمثالب بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- ومنها حسب بهتانك وإفكك ومعتقدك الفاسد : " مشاركتهم في قتل عثمان " قلت بعدها :
(وكل هذه الأدلة التِي أشرنا إليها ثابتة لَم نذكر منها شيئًا غير صحيح، وهي قليل من كثير من الْحَالات التِي حصلت للصحابة -رضوان الله عليهم-)
فهنا جزمت جزماً قاطعاً بأنَّ الصحابة شاركوا في قتل عثمان وحكمت على هذا الخبر بالصحة وأنه ثابت ! ثُمَّ تدَّعي بعد ذلك أنك لم تقرر هذا الأصل البدعي وإنما فقط نسبته لابن كثير ولابن سعد في سياق البحث
فأين ما أدعيته من ثبوت الخبر في قتل الصحابة لعثمان أيها الكذاب الأشر ؟
وفي هذا السياق أجد أنه من المناسب أنْ أذكر كلاماً لفضيلة الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله- في تحذيره الجديد من يحيى الحجوري كما في إجابته على الأسئلة العراقية :
السائل :
( سؤال ثاني : شبكة العلوم ما يُسمى بشبكة العلوم السلفية المشرف عليها خالد الغرباني)
جواب الشيخ العلامة عبيد الجابري :
(هذه شبكة فتنة وهي تنشر ضلالات الحجوري ،والحجوري سفيه ومتلطخ بالبدعة أيضاً ، يعني آخر ما بلغنا عنه أنه يقول بمشاركة الصحابة رضي الله عنهم في قتل عثمان رضي الله عنه ، رد عليه أخونا مصطفى بن محمد مبرم رداً جميلاً ولعله نُشِرَ أو سيُنْشر إن شاء الله)
وقال العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- في تقديمه لمذكرة : " مراحل الحجوري في اتهام الصحابة بالمشاركة في قتل عثمان بن عفان " لشيخنا الفاضل مصطفى مبرم -حفظه الله- :
(الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد.فقد استعرضت استعراضا كاملا ما كتبه أخونا مصطفى بن محمد مبرم في رده دعوى يحيى ابن علي الحجوري مشاركة الصحابة في قتل عثمان رضي الله عنه، فألفيت هذا الرد مشفيًا للعليل مرويًا للغليل قائما على الدليل في دحض هذه الفرية وتبرئة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المشاركة في قتل ثالث الخلفاء الراشدين رضي الله عنه وعنهم أجمعين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري
المدرس بالجامعة الإسلامية سابقًا
حرر ليلة الثلاثاء الأول من جمادى الأولىعام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف)
وختاماً :
هذه نماذج قليلة فقط من كذبات وحيل وتلاعبات ومراوغات يحيى بن علي الحجوري أحببت أن أنبه عليها وإلا فكذباته وحيله ومراوغاته وتلاعباته كثيرة جداً ومن الصعب حصرها فهذا يحتاج له مجلدات ضخمة ووقت كبير وأكتفي بهذه الحلقة في ذكر بعض كذبات الحجوري وأختم بها ومن أراد الحق فقد بان وظهر ومن أراد الباطل فقد خاب وخسر
وبهذا القدر كفاية وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين .
كتبه : أبو واقد عبد الله القحطاني
عدن - اليمن
فجر الخميس 13 شعبان 1432 هـ الموافق 14 يوليو 2011 م
من هنا يمكنكم تحميل المقال بصيغة pdf
ولمن أراد مطالعة المقال من المدونة السلفية القحطانية فمن هنا يا رعاكم الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق