? فائدة (6): في سبب تسميتها بليلة القدر: قيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك ألسنة فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام وقيل سميت بذلك لأن للقيام فيها قدراً عظيماً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - = مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ..+(1)، لكن قال شيخ الإسلام × كل حديث ورد فيه =وما تأخر+ غير صحيح لأن هذا من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم - .
? فائدة (7): بعض الناس يعتقد أن العمرة في ليلة القدر لها مزية خاصة: ونحن نقول تخصيص تلك الليلة بالعمرة بدعة لأنه تخصيص لعباده في زمن لم يخصصه الشارع بها. لكن يلزم من تلبس بالعمرة في هذه الليلة أن يتمها وإنما البدعة في تخصيص العمرة بتلك الليلة.
ذكر بعض الفوائد المتعلقة بصوم التطوع:
? فائدة (1): ذهب جمهور أهل الفقهاء من الحنفية(2)، والشافعية(3)، والحنابلة(4) إلى أنه لا يشترط تبييت النية في صوم التطوع بخلاف صوم الفرض فإنه يجب تبييت النية واحتجوا لذلك بما جاء عن عائشة رضي الله عنها =
..................................................................................................................
= قالت =دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ " ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ فَقُلْنَا لا قَالَ فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ..+(5).
__________
(1) أخرجه البخاري ـ كتاب الصوم ـ باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا (1768)، مسلم ـ كتاب صلاة المسافرين ـ باب الترغيب في قيام رمضان (1268).
(2) حاشية ابن عابدين(2/85) .
(3) مغني المحتاج (1/445).
(4) كشاف القناع (2/317).
________________________________________
2) قوله =لطاعة الله تعالى فيه+: اللام هنا للتعليل أي لطاعة الله لا للعزلة عن الناس ولا من أجل أن يأتيه أصحابه فيكثر معهم الكلام بل لزمه للتفرغ لطاعة الله قال شيخ الإسلام(1) لو قال المؤلف هنا =لزوم المسجد لعبادة الله+ لكان أحسن. فإن الطاعة موافقة الأمر، وهذا يكون بما هو في الأصل عبادة كالصلاة، وبما هو في الأصل غير عبادة وإنما يصير عبادة بالنية كالمباحات كلها بخلاف العبادة فإنها للإله سبحانه وتعالى.
وأيضا فإن ما لم يؤمر به من العبادات بل رغب فيه هو عبادة، وإن لم يكن طاعة لعدم الأمر.
(3) قوله =وهو سنة+: قد دل على سنتيه الكتاب والسنة والإجماع:
أما دليل الكتاب فقوله تعالى [أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود](2).
..................................................................................................................
وقوله تعالى [ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد](3).
وقوله [وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود] (4).
أما دليل السنة: فما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال =كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ــ ثم اعتكف أزواجه من بعده+.
أما الإجماع: فقد قال ابن المنذر(5): أجمع أهل العلم على أن الاعتكاف سنة وأنه لا يجب على الناس فرضا إلا أن يوجبه المرء على نفسه نذرا فيجب عليه. لكن هل يشرع الاعتكاف في غير رمضان؟
__________
(1)
كتاب الصيام من شرح العمدة (2/708).
(2) سورة البقرة: 125.
(3) سورة البقرة: 187.
(4) سورة الحج: 26.
(5) المغني(4/456).
(5) أخرجه مسلم ـ
كتاب الصيام ـ باب جواز صوم النافلة بنية من النهار (1951).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.